الأربعاء 3:00pm
متجر هانْوقع خطواتها السريعة على تلك الأرضية الخشبية يرنُّ في أنحاء المتجر الفارغ من أحدٍ سواها، تسيرُ جيئةً وذهابًا بتوترٍ واضح من الطريقة التي تعيد فيها تعديل فستانها الصوفي الأبيض كل خمس ثوانٍ لتحدث نفسها بصوتٍ مسموع بينما تأخذ نفسًا عميقًا:
الباقةُ جاهزة، كذلك المكان مرتب، يا إلهي لما أنا متوترةٌ هكذا إذن!توقفت بجانب الواجهة الزجاجية لمتجرها محدقةً في الجو الغائِم في الخارج ثم في انعكاسها عليها لتشردُ لوهلة قبل أن تتورد بخفة حين تذكرت ما حدث معها يوم أمس، ارتفعت يمناها تاركة المجال لأناملها لتعبث بخصلاتها التي شابهت الشوكولا بلونها بينما تمتمت لذاتها مجددًا بتأنيب:
عليكِ التصرف بنضوجٍ أكبر هذه المرة، ودعينا نتوقف عن التفكير بأنه وسيم كل مرةٍ نراه فيها لأن هذا محرج جدًا، حسنًا هان؟ حسنًا!استدارت بِنية العودة الى مكانها المعتاد على الكرسي الخشبي خلف الخزينة لولا أن قابلتها هيئتهُ التي تعرفها جيدًا بينما يحدق فيها بصدمة بانت في عينيه وفكه الذي سقط، تجمدت لثوانٍ قبل أن تسدد لكمةً لذراعه ليست بتلك القوة إلا أنها نجحت في إيلامه مردفةً بانزعاج محاولةً إخفاء حرجها:
إيرين، مالذي تفعله هنا، ألم أُعطكَ اليوم عطلة!« أوه أجل، أنا فقط، جئتُ لآخذ بعض الزهور، تعرفين لأجل الموعد. »
تحدث بتقطع بينما يبتعد قاصدًا إحدى سلال الأزهار المنتشرة في المكان ويمناه تمسد على ذراعه الأيسر برفق، انتشل القليل من التوليب زهري اللون منسقًا إياه مع آخر أبيض اللون ثم اتجه الى الطاولة بجانب الخزينة ليقوم بتغليف الباقة بورقٍ أبيض مزخرفٍ مع شريطةٍ زهرية وكل هذا تحت أنظار هانجي التي تحدثت أخيرًا مبتسمةً حالما انتهى من تنسيق باقته وفي نبرتها بعض الفخر:
أُنظر ما أجملها، لقد علّمتُكَ بشكلٍ جيدٍ حقًا!رمقها بطرف عينه قبل أن يحمل الباقة ليتأملها بدوره مجيبًا مع ابتسامةٍ جانبية مستفزة:
بالطبع هي جميلةٌ للغاية، ولكن هذا لأن ذوقي جميلٌ يا آنسة هان ذات الشخصية المنفصمة.
كلماته الأخيرة كانت للسخرية من كونها تتحدث مع نفسها أحيانًا وكأنها تكلم شخصًا آخر، كما كانت تفعل منذ قليل...« لديك خمس ثوانٍ لتخرج من المتجر، ييجر، وسأخصم ثمن هذه الباقة من مرتبك لهذا الشهر! »
هتفت بسخطٍ وهي تتجاوزه متجهةً ناحية الدرج الواقع في أقصى اليمين لتصعده ببطءٍ بينما ترمق بني الشعر مضيقةً عينيها، قهقه الأخير بخفة وهو يتأكد من ترتيب هندامه المكون من بنطال جينز أسود وقميصٍ رمادي مائل للخضرة مرفوع الأكمام، ليردف بصوتٍ عالٍ لتتمكن من سماعه وهو يقترب من الباب:
حسنٌ، سأرحل حالًا، بالتوفيق في موعدكِ كذلك!
![](https://img.wattpad.com/cover/243493419-288-k563046.jpg)