الصندوق الأزلي : العائلة الرابعة

Chapter 3

الراوي :
تجلس بلباسها الملكي الفاخر وسط كومة من الكتب تبحث في هذا و ذاك باهتمام و تركيز شديد لكن يبدو على ملامحها المنزعجة أنها لم تجد مرادها ليقاطعها صوت لشخص مجهول قائلا بتذمر :
-ألم تنتهي بعد لقد أخبرتك أنكي لن تجدي أكثر مما أخبرتك به
لتجيبه الفتاة بوجه متجهم و بنبرة تهديدية :
-لقد أخبرتك ألف مرة أن لا تتحدث فجأة لأني لم أعتد على وجودك الغير مرحب بعد .
ليجيبها بنبرة لعوبة :
-أجل لقد نسيت أنك اعتدت على الشيء الذي بظهرك و توقفت عن محاولاتك الغبية في نزعه و أنا زاكرس اللطيف لم تعتادي علي بعد .
لتجيبه صارخة :
-لقد قلت لك أن لا تعيد تذكيري بذلك الشيء مطلقا أيها اللقيط .
لتسمع ضحكاته التي ملأت الغرفة .

قبل أسبوعين :

إيميليا :
ها انا ذا أجلس في هذه الغرفة الفاخرة و الفخمة أفكر في ما آلت إليه الأوضاع منذ سفر جدي الذي لا أعلم ان كنت  سأراه ثانية أو لا، فعندما كنت مع تلك التي تدعى إيلينا لم تعطيني تفاصيل كثيرة فخلاصة ما فهمته من همسات خدم هذا القصر، و كذلك من كلام إيلينا هو أنني أنا قديسة هذه المملكة أي الحاكمة الأولى و الكبرى و أن هذه المملكة تنقسم إلى ستة أو خمسة مناطق ، و كل منطقة لها اسم و كذلك حاكمة ثانية أي و بمختصر مفيد فأنا حاكمة المناطق الخمسة يعني   حاكمة المملكة أجمعها و كما فهمت من ملامح الجميع الفرحة و المطمإنة  أن حضور القديسة وهي  أنا له فائدة كبيرة .
أما عن الأمر الذي ادهشني حقا هو هذا الكارثة زاكرس ،عندما كنت مع إيلينا أي قبل ساعتين تقريبا، سمعت صوته وهو يقول "مرحبا قديستي " بصوت عالي وبعد محاولاتي الفاشلة التي دامت لعشر دقائق في أن أجد مصدر الصوت اللعين ظننت أنني جننت ، أشفقت علي إيلينا و أخيرا أخبرتني أن زاكرس لا يمكن لأحد أن يسمعه أو يشعر بوجوده في الفترة التي تكون بها القديسة في المملكة ،أي أن بعد وفاة قديسة ما فإن زاكرس يبقى في المنطقة التي كانت بها القديسة قبل موتها ، و في الفترة التي لا تكون بها أي قديسة يساعد زاكرس حاكمات المناطق الستة في إدارة شؤون المملكة ، و في تلك الفترة  يمكن لحاكمات المناطق الستة فقط سماع صوت اللعين زاكرس ، خلاصة الأمر أن زاكرس روح أو كائن لا مرئي علي تحمل صداعه لوحدي .
حقا لازلت مصدومة من هذا الوضع لقد قالت الغبية إيلينا انه يجب علي ان انتظرها في هذه الغرفة اللعينة و تلك الخادمة التي تطرق بابي كل خمس دقائق سائلة إياي أن كنت أحتاج لشيء ما باستحياء ، لكن حقا أنا مستغربة من صمت زاكرس اللعين :
-زاكرس هل أصاب شيء دماغك ليس من عادتك ان لا تتكلم طوال هذه المدة
ليجيبني بسخرية :
-لقد أردت فقط ان اعطيك وقتا لتفكري في حياتك ، عاداتي و من متى أصبحت تعرفينني و تعرفين عاداتي أو لم نلتقي منذ ساعات فقط .
-أجل لقد عرفت في هذه الساعات أن السخرية يستحيل أن تبتعد عن اقوالك أيها اللقيط .
لكن لقد جننت حقا أصبحت اتكلم مع كائن لامرئي ، كفى لقد قالت انتظريني قليلا و لقد مرت اكثر من ساعة منذ ذلك الوقت ، حتى لا أعلم لما انصعت لكلامها كل هذا الوقت سأخرج من هذه الغرفة اللعينة ولتموت أقوال إيلينا .