البشر لا يفهمون كم هو خانق إرتداء ذاكرة ضيّقة، الرب لا يأبهأتكفي ذاكرةٌ واحدة عمرًا كاملًا؟ لا، لهذا يتداعى فتات ذاكرتهم القديمة منهم كلما مشوا.
الأخت مارثا تقول أن لا أدخن في الكنيسة، أنسى ذلك، أنه عليّ ان اخجل من الرب
لأن الكنائس موجودةٌ لنترك أنفسنا بين يديه، نسيت ايضًا ان ادعو لك.
ربما أنت تبلي جيّدًا في السماء هنري، كل الأماكن تأتي محمّلة بذكرك، الا هنا
أنت لا تأتيني هنا ابدًا.
أدير وجهي فألمح القليل، اولئك ممن يجيدون التحدث مع الرب، لمَ أدعو؟ لمن؟
الرب لم يعطيني أمًا تعلمني، رحلت أمي حين كنت أبلغ من عمري ليلتان وحسب، لا أذكر شكلها، ولا صوتها
ربما، ربما سقطت يومًا مني دون أن انتبه، لأن ذاكرتي ضيّقة.
أنهض ويصدر المقعد الخشبيّ صوتًا، لعله كان دعائي الذي نسيت أن اتلفظ به، أو ان الرب يخبرني بأن أعود مرةً أخرى
لا أعلم.
بمجرّد أن صارت السماء فوقي، رأيتك، وتذكّرت، كل لحظةٍ شعر فيها توني بالملل، وأتفق فيها مع بيل، هارولد، ميشيل وروث، على جعل حياتك كلها تتداعى منك، لا ذاكرتك الضيّقة فقط.
**
اليوم، يعثّ في ثيابي بؤس اليزا، الذي وبغفلةٍ مني كان يسبقها، ويسبقني ايضًا حتى مع انها كانت تسير خلفي، وتنظر بوجهها المتورم وعينيها الخائبتين نحو الطريق طوال الوقت.
اليوم يعثّ الخوف فيّ من أن التفت، وألمح ذاكرتها تتساقط منها وهي لا تعلم، ان أظل وحدي من يؤرقني الأمر الليل بطوله
لا زال بوسعي رؤيّة كل تلك الأماكن التي نسينا فيها ضحكاتنا، معظمها كان بلون الغسق الداكن، كنا ثلاثةً وقتها واليزا برفقتنا، أما اليوم فنحن اثنان.