44 5 0
                                    

آللۿم صـلِ علـى مـحمـد وآل مـحمـد
وعجل فرجـھم والـعـن عـدوهـم 

....

وينقل نجل آية الله السّيد جمال الگلپايگاني أنّه سأل آية الله الشّيخ عبّاس القوچانيّ عن الشّيخ البهجة فأجابه:

«هل تعلم لِمَ لَم يكن الشّيخ يرتقي سلّم العروج درجة درجة، بل كان يحلّق فيه طائراً؟ لأنّه كان سالكاً قبل بلوغه وعيناه كانتا مفتوحتين، ورأى المعصية ولم يرتكبها، وبعد بلوغه أيضا لم يقترف المعصية».

نعم فقد كان مواظباً على طهارته وتنزّهه عن المعصية قبل البلوغ وبقي محافظاً على ذلك إلى آخر لحظة من حياته.

ويقول آية الله السّيد أحمد الفهري (قدّس سرّه) في مَعْرِضِ جوابه لما سُئِل عن الخصائص الأخلاقيّة والعرفانيّة للشّيخ البهجة(قدّس سرّه) من قبيل التّقوى والزّهد وبساطة العيش والعبادة والتّواضع والتّوسل والنّظم وكثرة ذكره وكتمانه لمقاماته حيث قال:

«بشكل مختصر، يمكن القول أنّ سماحته كان متميّزاً ومشرقاً في كلّ الموارد الّتي ذكرت في السّؤال،

حتّى سمعت من المرحوم آية الله الشّيخ عبّاس القوچاني يقول: أنا احتمل أنّ الشّيخ البهجة لم يكن يرتكب المعصية أبداً، لأن سماحته عندما دخل إلى حوزة المرحوم القاضي كان لا يزال مراهقاً ولم يكن قد بلغ سنّ التّكليف،

بعد هذا أيضاً كان مبرّأً من كلّ نقص ومعصية بواسطة نيل مراتب العرفان وإدراك عظمة الله وحضوره.

[و يضيف السيّد الفهري (قدّس سرّه):] ويُفهم هذا الموضوع أي عدم ارتكاب سماحته لأيّ نوع من أنواع المعصية، من خلال مواعظ ونصائح سماحته،

لأنّ سماحته كان يتّكئ على ترك المعصية كثيراً، وكان اعتقاده أنّ الشّرط الأوّل لأيّ نوع للسّير إلى الله هو ترك المعصية، وكان سماحته يرى ترك المعصية هو مبدأ لجميع الترقّيات الروحيّة».

وأيضاً ينقل الشّيخ محمود القوچاني نجل آية الله الشّيخ عبّاس القوچاني(قدّس سرّه):

«قال لي آية الله السّيد أحمد الفهري: إنّ سماحة الشّيخ البهجة هو في مقام العصمة العمليّة، لأنّ سماحته منذ سنّ البلوغ، أدرك محضر آية الله السّيد القاضي (قدّس سرّه)، وهكذا شخص يتطهّر قطعاً، وبشكل عمليّ لا يصدر منه معصية».


وهاتان الشّهادتان هما مِنْ عَلَمَيْن من أعلام الدّين بعدم ارتكاب سماحته للمعصية منذ عنفوان شبابه وحفاظه على طهارته وفطرته وبراءته من أنواع الذّنوب.

وهكذا كانت الفترة الّتي أقام بها الشّيخ محمّد تقي في النّجف الأشرف فرصة ذهبية لرقيّه العلميّ وتهذيب نفسه وترويضها،

إلّا أنّ شدّة جدّيته في طلب العلم وهمّته ومثابرته في تهذيب النّفس كانت تؤدي به إلى أن يتعرض باستمرار لوعكات صحيّة حادّة،

حيث كانت تأخذ مأخذاً من جسمه الّنحيف وتضطرُّه خلال فترة العلاج في كلّ مرّة للسّفر إلى سامرّاء والكاظميّة وكربلاء المقدّسة لتغيير الجوّ حتّى إذا ما تماثل للشّفاء عاد إلى النّجف الأشرف مرّة أُخرى، وأيضاً كان يسافر إلى هذه العتبات المقدّسة خلال أيّام العطل، فليلة الجمعة كان مواظباً فيها على الذّهاب إلى كربلاء لزيارة حرم سيّد الشّهداء (عليه السّلام).


وأمّا في العطلة الصّيفيّة فلم يكن سماحته ليترك البحث والتّدريس حيث ينقل السّيد المرعشي الأهوازي:

«لقد درست العلوم العقليّة لدى سماحته في الكاظمين».

وأخيرا وبعد ستة عشر عاماً مرّت بجوار روضتي أميرالمؤمنين وسيّد الشّهداء (عليهما السّلام) ملؤها العمل الدّؤوب والجهد الّذي لا يعرف الكلل والملل في طريق طلب العلم والمعرفة والتّتلمذ على يد الطّراز الأوّل وأساطين العلم في الحوزة العلميّة في النّجف الاشرف

وبعد سنين من التّدريس والتّحقيق يعزم سماحته على الرّجوع إلى مسقط رأسه بصدر يفيض علماً وقلب موّاج بالمعرفة ولكي يعالج مرضه الشّديد الّذي ألمّ به من كثرة العبادة وبذل الجهد. وكانت عودته في شوّال سَنَة ١٣٦٤ للهجرة النبوية المشرفة على مهاجرها وآله آلاف التحيّة والثّناء.

عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنه قال: «ستخلو كوفة من المؤمنين ويأزر عنها العلم كما تأزر الحيّة في جحرها، ثمّ يظهر العلم ببلدة يقال لها قم، وتصير معدنا للعلم والفضل».

.....

إذا قرأ شخص زيارة عاشوراء وواظب عليها، فإنّه يُحشر يوم القيامة وهو ملطّخ بدمه.

- الشيخ بهجت 'رحمهُ الله'

الشيخ محمد تقي بهجت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن