05

5 2 0
                                    

بعد ثلاث سنوات...

ها هو آدم ذا رابضٌ على كرسيه أمام مكتبه القابع في منزله الفخم الذي هو أشبه ما يكون بالقصر العتيق و قد جلس جلسته المشهورة يراجع بعض الملفات، لم يتغير منه شيئ غير طوله الذي ازداد بعض السنتيمترات .
طلب صديقه المقرب آرام الدخول بعد أن دق باب مكتبه فأذن له بالدخول فسأله فور أن دلف إليه

- ما الجديد معك ؟

- لقد ذهبت إليه، و أخبرته كما أمرتني، في البداية بدى عليه التردد نوعا ما و لكنه لاحقا وافق على عرضك

ابتسم ابتسامة الانتصار و الرضا بانجازه ثم قال بفرح..

- عظيم، ...استعد غدا سيكون الاحتفال الأعظم في القصر،لم يشهد له احتفالا قبله

ابتسم آرام فرحا لانتصار صديقه،
هذه الابتسامة فقدها منذ أربع سنوات... و هاهو أخيرا استعادها مجددا ثم رد عليه

- و ماهي واجباتي ليوم غد ؟

ابتسم نفس الابتسامة، ابتسامة الشعور بالرضى و الانتصار ثم أجابه

- مهمتك ليوم غد هي استقبال السيد كرييد و عائلته في بيتنا،... فحفلة يوم غد ستكون مميزة جدا...

ضحك آرام في جذل قائلا..

- حااضر... سأفعل ذلك بكل سرور...

كرفس يده تحت خده ناظرا تجاه النافذة على جنب و في هدوء مسائلا إياه :

- هل هو متزوج، أم لا ؟

فرد مجيبا على سؤاله..

- نعم هو كذلك، ... لأنه في خضام حديثنا قال بأن زوجته تكون مستشارته

ابتسم يتأمل ثم قال..

- غدا حفل خطوبة أختي، و في نفس الوقت سيكون التوقيع على العقد...

سكت عن الكلام لحظة ثم أكمل..

- أطلب من الجميع أن يستعدوا، و قل لخدم القصر أن يقوموا بجميع الترتيبات اللازمة

وقف أثناء ما كان يقول آخر كلمتين، ثم انصرف متوجها إلى عمله بعد أن فرغ من إلقاء الأوامر التي لا نهاية لها..

____________________________

مساء اليوم..

الجميع مشغول بالتحضيرات و التجهيزات من أجل حفل خطوبة أخته آنجلي و أمهما كعادتها، لا شيء تغير فيها بيد أن غرورها يزيد كل يوم حتى وصل إلى حد النرجسية، تأمر و تنهى و لا تقوم بأي شيء سوى توجيه الخدم، افعل هذا و افعل ذاك، خذ هذا و اترك ذاك...

- جدتي... جدتي...

التفتت إلى جانبها الأيسر، كانت فتاة صغيرة ترتدي فستانا أحمر اللون، تركض نازلة من السلالم، صرخت لورا بذعر في حين مدت كلتا يديها نحو تلك الطفلة..

- إياك أن تركضي وأنت تنزلين من السلالم، سوف تقعين

قفزت من على آخر درجة من السلم لتقع بين أحضان جدتها فرحة تضحك ببراءة...

و امرأة أخرى تنزل من السلالم هي الأخرى تتبختر في مشيتها، إنها زوجة آدم ألانا، المرأة المعتوهة، و بابتسامة مصطنعة و دلع قالت..

- بيسان..لا تعذبي جدتك هكذا،هيا اذهبي إلى غرفتك و العبي بألعابك ريثما يعود والدك

لترد عليها لورا بلطف مبالغ..

- لا بأس عليها، هي بالطبع لن تعذبني أبدا... لا داعي أن تقصي عليها..

أشرف آدم عليهم فرأته بيسان ثم صرخت فور رؤيتها له

- بابا بابا... جاء بابا

التفتتا إليه ثم أردفت والدته تقول..

- لقد كانت طول الوقت تنتظرك، و تسأل عنك إنها مشتاقة إليك،

ابتسم في حبور و سرور ثم ترك محفظته على الأرض و حمل ابنته بين ذراعيه محتضنا إياها بين ثنايا صدره بحنان، فقد بدى عليه السكون و الهدوء، صعد بها إلى الأعلى حيث غرفتها، لحقه خادم حاملا حقيبته بيده

- سيدي حقيبتك

التفت إليه برأسه قائلا له..

- خذها إلى غرفتي

فانحنى له قائلا..

- حاضر سيدي

لم يبقى أحد في الغرفة غير آدم و ابنته، جلس بوضعية الكرفساء منزلا ركبته على الأرض بينما أجلس ابنته على فخذه الآخر

- اليوم اشتريت لحبيبتي الغالية شيئا جميلا جدا

فرحت الطفلة بكلام والدها

- حقا ؟ ماهو ؟

- تعالي، سأريك

أمسك بيدها و قادها إلى خزانتها ثم فتحها و طلب منها أن تنظر إلى ما بداخلها، فرحت بما رأته، لقد كان فستانا باللونين الزهري و الأبيض تتوسطه شريطة بيضاء مزينة بوردتين زهريتين و كان عليه رذاذ لامع من الأسفل مما زاد من جمالية الفستان و مرصع من الأعلى ببعض العقيق الملون بالأبيض و الزهري...
_________
بدأ الحفل و اجتمع كل من ذو طبقة اجتماعية راقية، و امتلأت القاعة بالنساء و الرجال المهندمون بشكل لائق و بأناقة مفرطة،...

سارايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن