بعد ثلاث سنوات...
ها هو آدم ذا رابضٌ على كرسيه أمام مكتبه القابع في منزله الفخم الذي هو أشبه ما يكون بالقصر العتيق و قد جلس جلسته المشهورة يراجع بعض الملفات، لم يتغير منه شيئ غير طوله الذي ازداد بعض السنتيمترات .
طلب صديقه المقرب آرام الدخول بعد أن دق باب مكتبه فأذن له بالدخول فسأله فور أن دلف إليه- ما الجديد معك ؟
- لقد ذهبت إليه، و أخبرته كما أمرتني، في البداية بدى عليه التردد نوعا ما و لكنه لاحقا وافق على عرضك
ابتسم ابتسامة الانتصار و الرضا بانجازه ثم قال بفرح..
- عظيم، ...استعد غدا سيكون الاحتفال الأعظم في القصر،لم يشهد له احتفالا قبله
ابتسم آرام فرحا لانتصار صديقه،
هذه الابتسامة فقدها منذ أربع سنوات... و هاهو أخيرا استعادها مجددا ثم رد عليه- و ماهي واجباتي ليوم غد ؟
ابتسم نفس الابتسامة، ابتسامة الشعور بالرضى و الانتصار ثم أجابه
- مهمتك ليوم غد هي استقبال السيد كرييد و عائلته في بيتنا،... فحفلة يوم غد ستكون مميزة جدا...
ضحك آرام في جذل قائلا..
- حااضر... سأفعل ذلك بكل سرور...
كرفس يده تحت خده ناظرا تجاه النافذة على جنب و في هدوء مسائلا إياه :
- هل هو متزوج، أم لا ؟
فرد مجيبا على سؤاله..
- نعم هو كذلك، ... لأنه في خضام حديثنا قال بأن زوجته تكون مستشارته
ابتسم يتأمل ثم قال..
- غدا حفل خطوبة أختي، و في نفس الوقت سيكون التوقيع على العقد...
سكت عن الكلام لحظة ثم أكمل..
- أطلب من الجميع أن يستعدوا، و قل لخدم القصر أن يقوموا بجميع الترتيبات اللازمة
وقف أثناء ما كان يقول آخر كلمتين، ثم انصرف متوجها إلى عمله بعد أن فرغ من إلقاء الأوامر التي لا نهاية لها..
____________________________
مساء اليوم..
الجميع مشغول بالتحضيرات و التجهيزات من أجل حفل خطوبة أخته آنجلي و أمهما كعادتها، لا شيء تغير فيها بيد أن غرورها يزيد كل يوم حتى وصل إلى حد النرجسية، تأمر و تنهى و لا تقوم بأي شيء سوى توجيه الخدم، افعل هذا و افعل ذاك، خذ هذا و اترك ذاك...
- جدتي... جدتي...
التفتت إلى جانبها الأيسر، كانت فتاة صغيرة ترتدي فستانا أحمر اللون، تركض نازلة من السلالم، صرخت لورا بذعر في حين مدت كلتا يديها نحو تلك الطفلة..
- إياك أن تركضي وأنت تنزلين من السلالم، سوف تقعين
قفزت من على آخر درجة من السلم لتقع بين أحضان جدتها فرحة تضحك ببراءة...
و امرأة أخرى تنزل من السلالم هي الأخرى تتبختر في مشيتها، إنها زوجة آدم ألانا، المرأة المعتوهة، و بابتسامة مصطنعة و دلع قالت..
- بيسان..لا تعذبي جدتك هكذا،هيا اذهبي إلى غرفتك و العبي بألعابك ريثما يعود والدك
لترد عليها لورا بلطف مبالغ..
- لا بأس عليها، هي بالطبع لن تعذبني أبدا... لا داعي أن تقصي عليها..
أشرف آدم عليهم فرأته بيسان ثم صرخت فور رؤيتها له
- بابا بابا... جاء بابا
التفتتا إليه ثم أردفت والدته تقول..
- لقد كانت طول الوقت تنتظرك، و تسأل عنك إنها مشتاقة إليك،
ابتسم في حبور و سرور ثم ترك محفظته على الأرض و حمل ابنته بين ذراعيه محتضنا إياها بين ثنايا صدره بحنان، فقد بدى عليه السكون و الهدوء، صعد بها إلى الأعلى حيث غرفتها، لحقه خادم حاملا حقيبته بيده
- سيدي حقيبتك
التفت إليه برأسه قائلا له..
- خذها إلى غرفتي
فانحنى له قائلا..
- حاضر سيدي
لم يبقى أحد في الغرفة غير آدم و ابنته، جلس بوضعية الكرفساء منزلا ركبته على الأرض بينما أجلس ابنته على فخذه الآخر
- اليوم اشتريت لحبيبتي الغالية شيئا جميلا جدا
فرحت الطفلة بكلام والدها
- حقا ؟ ماهو ؟
- تعالي، سأريك
أمسك بيدها و قادها إلى خزانتها ثم فتحها و طلب منها أن تنظر إلى ما بداخلها، فرحت بما رأته، لقد كان فستانا باللونين الزهري و الأبيض تتوسطه شريطة بيضاء مزينة بوردتين زهريتين و كان عليه رذاذ لامع من الأسفل مما زاد من جمالية الفستان و مرصع من الأعلى ببعض العقيق الملون بالأبيض و الزهري...
_________
بدأ الحفل و اجتمع كل من ذو طبقة اجتماعية راقية، و امتلأت القاعة بالنساء و الرجال المهندمون بشكل لائق و بأناقة مفرطة،...
أنت تقرأ
ساراي
Romanceعلاقات طاهرة تمتزج بسم الخيانة و الكذب و الخداع فتتشوه و تصبح المشاعر هامشا مهملا..