مسحت كيت دموعها وهى تجثو بالقرب من قبر والديها. رغم كل شئ، إلا أنها مازالت تشتاق لهما. ربما لم تكن علاقتها بهما قريبة نوعًا ما بسبب عملهما الدائم، إلا أنها أشتاقت لتلك الأوقات التي قضتها بجانبهما. شهقت بصوتٍ خافت وهى تنظر لقبر والدتها قائلة:
«لطالما أخبرتني بأن أتحلى بالقوة، حتىٰ أستطيع مواجهة العالم. وأخبرتني أيضًا بأن أتحلى بالأمل والتفائل دومًا لما هو قادم، وها أنا ذا أحاول فعل ذلك. رغم ذلك الألم القابع بصدري، إلا أني مازلت مؤمنة بأن الأشياء الجيدة ستأتي في النهاية حتىٰ وإن طالت.»
وجهت بصرها نحو قبر والدها لتكمل حديثها قائلة:
«وأنت أبي كُنت دومًا بجانبي رغم إنشغالك بالعمل. أتذكر كلماتك لي حينما أريتك تلك القصة القصيرة التي كتبتها، والتي كانت أولى كتاباتي. رغم أنها كانت سخيفة لصغر عمري وقتها، إلا أنك أبديت أعجابك بها ودعوتني بكاتبتك الصغيرة.»
تنهدت بضيق وهى تشعر بإختناق طفيف يجتاح صدرها لتكمل:
«مازلت أتذكر تشجيعك لي بعدها، وكم كنت فخورًا بي. لقد كنت أحد الأسباب لأكمل الكتابة، ورغم أنك كنت بعيدًا عني معظم الوقت، إلا أنك كنت دومًا أول شخص أطلعه على القصة لأرى رأيه بها. لطالما كنت المعجب الأول بكتاباتي وهذا ما جعلني أستمر بالكتابة حتىٰ هذه اللحظة.»
مسحت دموعها بكف يدها وهى تبتسم بخفه قائلة:
«شكرًا لكما على كل شئ. أنتما كنتما الأفضل دومًا وأعلم بأنكما حولي دائمًا، لهذا أنا لا أشعر بالوحدة أبدًا.»
أختتمت كيت حديثها لتنهض وتقوم بتوديعهما..-
جلست كيت بجانب كودي الذي كان متفرغًا لأن المقهى شبه خالٍ من الزبائن، وهذا بالطبع لأنها السابعة والنصف صباحًا.
«ألن تفصحي عن هوايتكِ كيت؟ الجميع يرغب بمعرفة من تلك الكاتبة الغامضة المدعوة بـ هايت. الفضول يكاد يقتلهم يا فتاة.»
تحدث كودي بعدما أنهى قراءة أحد كتاباتها على تطبيق تويتر.
«أنا أشعر بالراحة هكذا، كون القراء لا يعلمون من أنا.. وأحيانًا أحب فعلاً أثارة فضولهم.»
أخبرته وهى تضع القليل من السكر داخل كوب القهوة الذي أمامها. تنهد كودي بضيق ليقول:
«لن أفهم تفكيركِ يومًا كيت.»
إبتسمت كيت بخفه على تصرفه ثم قالت:
«أنت تعلم هويتي كودي وهذا كافٍ بالنسبة لي، لكن إن حاولت يومًا وأخبرت الجميع عن هوايتي سأحرص على ألا تجد الشرطة جثتك.»
إبتسم بتردد قائلاً:
«هه لن تفعلين ذلك بالطبع.»
أنت تقرأ
Luna Café || مقهى لـونـا
Короткий рассказ«لطالما كان القمر صديقًا جيدًا، فهو دائمًا هنا بجانبك. تستطيع تبادل الحديث معه، وتستطيع أيضًا أن تشاركه أسرارك. فـ إذا شعرت يومًا بالحُزن، مرحبًا بك داخل مقهى لـونـا.» - كانت تلك العبارة تُزين مدخل مقهى لـونـا الشهير داخل أحياء مدينة مانشستر. وهنا ت...