I

310 12 44
                                    

خلعت كيت سماعات الأذن الخاصة بها، حينما دلفت لداخل المقهى المفضل لها "مقهى لـونـا"
جلست في طاولتها المعتادة، بجانب النافذة وهى تشُم رائحة القهوة التي تملئ المكان. لطالما تساءلت بداخلها لما رائحة القهوة هنا تختلف عن أي مكانٍ أخر؟ ولما تفضل ذلك المقهى تحديدًا عن غيره؟
لكنها لم تجد أجابة مقنعة غير أنها تُحب الجلوس هنا، لأنها تشعر نوعًا ما بالإنتماء لذلك المقهى.

أبتسمت بخفه فور أن لمحت السيد هانز يتقدم نحوها مبتسمًا. أستقامت من مكانها لتعانقه بخفه قائلة:
«مرحبًا سيد هانز. كيف حالك اليوم؟»
أبتعد عنها وهو يمسك يدها ليجلسا قائلاً:
«بخير عزيزتي. كيف حالكِ أنتِ؟»
«بأفضل حال.»
ردت وهى تقهقه بخفه، ليبتسم لها السيد هانز. ظل يتحدث معها لدقائق قبل أن يتركها لكي يخبر أحدهم بأن يجلب طلبها المعتاد.
عادت كيت لتضع سماعات الأذن، لينتشلها صوت لويس أرمسرونج بأغنيته الشهيرة يا له من عالم رائع.
ظلت تحرك شفتيها مع الأغنية، بينما تتابع بتركيز الأشخاص الموجدين في المقهى. لطالما كانت تلك عادتها المفضلة، وهى تأمل البشر حولها هنا وفى أي مكان تذهب إليه. تستمع لأحاديثهم السخيفة منها والجادة، تتخيل نفسها بجانبهم، تتشارك معهم تلك الأحاديث دون أن يلاحظها أحد.

أفقت كيت من شرودها حينما وضع صديقها كودي -الذي يعمل بالمقهى- قهوتها الفرنسية مع طبق الكعك أمامها. شكرته كيت، ليبتسم لها الأخر قبل أن يرحل.
أمسكت بالكوب ثم بدأت ترتشف منه، لتغمض عينيها بتلذذ.
عادت بعينيها لتأمل من بالمقهى، ليلفت نظرها تلك الأم التي تجلس مع أبنتيها التؤام، اللتان ترتديان فساتين زرقاء اللون مع وجود بعض الورود البيضاء. عقدت حاجبيها وهى ترى أحدى الفتاتين عابسة وترفض الحديث مع والدتها. ظلت كيت تتابع ما يحدث، لتستمع لصوت والدتها وهى تخبر الطفلة العابسة:
«ما قمتي بفعله ليس جيدًا جوليانا. هيذر صديقتكِ ولم يكن من الجيد أن تتعاملي معها بهذا الشكل.»
عبست الطفلة جوليانا لتخبرها بحنق:
«لكن أنا لم أقصد ذلك أمي.»
طالعتها الطفلة الأخرى قائلة:
«يجب أن تعتذري لها جول، فهذا ليس شيئًا جيدًا
أبدًا.»
أبتسمت والدتها، لتنظر لجوليانا قائلة:
«ليليانا محقة. أن نخبر أحدهم بأنه قبيح فقط لكونه مختلفًا عنا، ليس أمرًا جيدًا بالمرة. وليس معنى أن هيذر تمتلك ندبة بوجهها أثر الحادث، يعني أنها أصبحت قبيحة. نحن لا نقيس الجمال بما نراه، بل نكتشفه داخل روحٍ يملئها الجمال.»
أقتربت الأم من جوليانا، بينما ركزت كيت أكثر في حديثهم لتكمل الأم بلطف:
«لطالما كنتِ صديقة هيذر ولا يجب أن تتركيها حينما تكون بحاجة إليكِ. لا تهتمي لكيف يراها العالم ما دومتي ترينها شخصًا جميلاً بنظركِ.»
أبتسمت الطفلة جوليانا لتخبر والدتها بحماس:
«سأحضر لها بعضًا من الورود الصفراء التي قمت بزراعتها مع أبي، لأنها تُحبها كثيرًا وسأذهب لمنزلها لأعتذر لها عما حدث.»
أبتسمت والدتها وهى تمسك وجهها بخفه قائلة:
«أنها فكرة لطيفة عزيزتي جول.»
صفقت ليليانا بحماس لتقول:
«وأنا سأساعدكِ في جمع الورود جول.»
أومئت لها جوليانا ثم عادوا لتناول طعامهم. أبتسمت كيت بسعادة وهى تفكر بحديث والدة التؤام وكيف أنه مازال هناك شخص يكثر لمشاعر من حوله. أرادت الأم أن تخبر أبنتها بأن الشجاعة، واللطف والصداقة هى الصفات التى تميزنا كبشر، وتدفعنا في بعض الأحيان نحو العظمة.

أنهت كيت كوب القهوة، لتنظر لساعة يدها وتجدها الرابعة وثلاث دقائق مساءً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أنهت كيت كوب القهوة، لتنظر لساعة يدها وتجدها الرابعة وثلاث دقائق مساءً. أنهت أخر كعكة بالطبق قبل أن تدفع الحساب وترحل. ودعت السيد هانز وكانت على وشك الخروج، لكنها لمحته يجلس على طاولته المعتادة... بعيدًا عن الجميع.
كان يرتدي سترة سوداء كالعادة، وبالطبع نظارته السوداء أيضًا التي لا تفارق وجهه أبدًا. نظرت له للحظات، وهى تتأمل صمته الغريب، لتجده بدأ ينظر لها. توترت كيت من نظراته، لتسرع في خطواتها لخارج المقهى..

-

Hola My Little Stars 💛..

قصة جديدة بعد وقت طويل، أتمنى تعجبكوا 💜..

I want to know your opinions about it and enjoy it 💚..

#Hate

Luna Café || مقهى لـونـا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن