II

131 2 0
                                    

عباءة مارونية ذات قماش مخملي فخم
عطر يملئ ارجاء المكان
صوت الحلق وترنم القلادة فوق الجسد الاسمر

تفاصيل التفاصيل تطغى على تفكيره الان ، ماعاد التركيز في عربة صغيرة على ظهر احصنة تفكير رحلة عمل بل اتخذت افكاره مساراً مجبراً للثمل بمن تجاوره في المكان .

-هل الفتى الذي بقى في القصر هو الوزير ؟ سال هنري مشيرا باصبعه الى الوراء
-انه اخي .. الوحيد الذي اسلمه الادارة عند غيابي. اخي الاخر امامنا الان
-السائق ؟
قهقهت شاليسا قليلا حتى كاد هنري يجزم بإنه كسبها لا شك في ذلك ثم اردفت ذلك برفع حاجبها بتعال عليه  وقالت : ينتظرني في المقاطعة القادمة . قرب المناجم.

-حسنا .. فهمت ذلك .
استدارت نصف استداره نحوه
شخصت اليه بالنظر في عينيه

لم تر شاليسا منذ زمن طويل شخص بهذا الشكل ، لم تر ابدا منذ مقتل ابيها على يد جنود اجانب .

-اانت مسالم ؟

-انا .. بالتاكيد .. انا مسالم هنا .

-كيف اثق بك ؟
-يكفي اني اتيت ودخلت ولم احمل معي سوى اوراق وقلم .

-نتعلم كثيرا بثمن باهض ونخطأ مرارا وتكرارا دون جدوى .

-يمكنني التعرف على هذا الاثر في حياتي الخاصة والمهنية ولكن ما مناسبة هذه الحكمة؟

نظرت الى ركبيتها وكان شيء ما يملؤها انشغالا ودون ان ترمش لها عين قالت بصوت خافت : في كل يوم مناسبة وفي كل ساعة مناسبة لتذكر الحكم ... ان غفلت للحظة واحدة فقط سأرتكب الخطأ الفادح حتما .

-اؤمن بذلك الاتعاظ فرض على البشرية بحكم التجربة .

-لم تسللت لباحة القصر الخلفية كاللص ، هل تعمل لصالح الاميرة الباربادوسية ؟

-من ؟ لا اعلم اي فئة سوى الصحيفة التي اعمل لديها ! يمكنك التأكد من ذلك ! انظري لدي صحيفه هنا عليها اسمي .. لحظة ..
مد يديه في حقيبته المصنوعة من جلد بني واخرج صحيفة ملفوفة كأسطوانة

-هذا اسمي هنا في اعلى الصفحة الاولى ... هنري روبنسون .

-انت هنا لكي تاخذ تقرير عن الفحم ؟

-اجل الالماس!

-هه يغريكم كثيرا اللمعان ؟

-كإنجذاب الفراش للنيران .

-انت صريح اذا ؟

-اجل .. جدا .. اعتدت هذا .

حدقت بذقنه البارزة بتمعن حتى خال انها على وشك تقبيله ولكن توقف العربة فجاة جعلته يهلع لبرهة بينما استمرت شاليسا بتأمل عينيه الزرقاوين وربطة عنقه المحكمة .. حتى بدات بالتساؤل في نفسها يا ترى من هي التي تحيى معه في بيت صغير ودافئ ، تعتني به ، تزرع به شيئا منها يعيده اليها مهما نأى .. حتى ربطة العنق تشاركه تفاصيل ربطها .. قد لا تنتمي لسلالة ملكية ولا تحظى بالدخل الاعلى ولكن ما تعيشه من اجواء طمأنينة لاتجده المع الملكات على الارض .. هنيئا لعشيقات حرات .. يغتنمن الليل بطوله .... يشاركن الفضاء بطلاقته ... طليقات في ارجاء البلاد ... لا قيد ولا اي لجام يدق في افواههن .

-وصلنا ؟!
-أ..أجل وصلنا .. تفضل بالنزول
-السيدات اولا جلالتك .
ابتسمت في وجهه ورفعت يدها مرحبة بالسرب المجتمع لاستقبالها بحرارة حافلة .. مرحبا يا شعبي النبيل .

-هل تتحدث السواحيلية الان ؟
كان هنري لايزال معلقا باطراف العربة منبهرا بمنظر لايسعه استيعاب امتداده على ظهر اللانهاية .. كل هذا المكان الشاسع والوجوه الفريدة تمثل مصدر الهام للكتابة والتأريخ حتى ..

كان يغمغم في نفسه قائلا: ليتني احتفظ ببعض اللحظات في زجاجة الأبدية  .

وبينما هو محلق في خياله فوق قمم الجبال التي حوله جاء صوت شاليسا صارخا : ها هو ضيفي . اريدكم ان تضيفوه بكرمكم المعتاد .

لوح بيده للتجمع الذي غطى الارض وكانت الملكة قد اعتلت فوق صخرة عظيمة يبدو عليها اثر الزمن و بخطوات مترنمة اكلمت حديثها لشعبها فهتفوا بما لم يفقهه هنري ولكن لم يملك الا ان يشاركهم ذلك بالتصفيق .

-لما تصفق ؟
-لان شيء جيد حدث للتوا؟
-تبدو مثل دمية خشبية يا هنري ؟
-اوه! مالذي يرتديه الناس هنا ؟
-التقليدي للقبيلة .
-وهل هذه القلائد المصنوعة من الاسنان لها قصة ما ؟
-قصص كثيرة سأرويها لك في طريقنا لذلك المنجم .

حفيدة سقراط وكليوباترا ♕︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن