Part 1

782 28 3
                                    

هذه النافذة المهترئة لن تصمد أمام رياح الشتاء...حسناً ليت الريح تقتلعها و تفتح رأسي بها

"جين...حبيبي اللطيف انزل لنأكل"

"قادم أمي"

أدعى سوكجين...أو كما يقولون مسكين المملكة...قُتل والدي على يد الملك وتمت مصادرة أملاكنا جميعها كل هذا لأني لم أوافق على مضاجعة ذاك المسن المقرف...
هو ضاجعني بأي حال...أمام المملكة بأكملها انتهكني أمام والدي لم يكن له حول ولا قوة صرخ كثيراً بأن يقتله لكنه لم يكتفي بإذلاله هكذا ...هو قام بكيّ أعضاء والدتي التناسلية و شوّه وجهها أعطانا منزلاً متهالكاً و صادر ما تبقى من أملاكنا...مازال يرسل جنداً لي لأصبح جارية له...لا أريد هذا أعلم تماماً أنه على استعداد بأن يحرق والدتي ليمتلكني...

"حبيبي أنت لم تأكل شيئاً...انظر لوجهك المتعب"

"ليس لدي رغبة...حقاً أشعر بالشبع"

طرق الباب...قاطع حديثي القصير الدافئ مع والدتي

"أخبرتكم...أنا لن أذهب معكم"

"مخطئ سيد سوكجين أنا هنا لأحادثك...أنا ولي العهد كيم نامجون"

مد يده ليصافحني بابتسامة ودودة لكني نظرت ليده بقرف مردفاً
"لا أصافح نسله...وجه القضيب ذاك"

أخفض يده و حاول أن يبقي ابتسامته على وجهه

"ألن تسمح بدخولي؟"

"لا...تحدث من عندك ربما كنت مثله"

"حسناً...ليس من حقي أن أطلب هذا...لكن هل يمكنك تهدأة المملكة منذ سنتين إلى الآن...الكثر عارضوا حكمنا...والدي طريح الفراش منذ أسبوع و معركته مع الموت ستنتهي قريباً و أنا سأستلم بعده لا أريد لزوجتي و أطفالي أن يتعرضوا لأذى لذا أرجوك"

"أوووه أكثرت نسلكم جلالتك؟...مقرف...ولا لن أساعدك تستحقون ما يحدث لكم.."

انحنى و قبل ردائي
"أرجوك سأعيد أملاكك...يمكنك مشاركتي بالحكم...لا أريد أن يتعرض أطفالي و محبوبتي للخطر"

"أفعال والدك من فعلت لا أنا...اذهب و اجعل خنزيراً يضاجعه...لربما الناس ستسكت قليلاً إن أذللته...أما عني لن أسامحك حتى لو أعدت والدي و عالجت ندوب والدتي لا أنت و لا هو...احترقوا بالجحيم"

أغلقت الباب في وجهه...حقاً لا أفهم وقاحة الملوك هذه
طرق الباب مجدداً...هو يبدو عنيداً

"لا تفتحي الباب هو ابنه...جاء ليتفاوض معي يريدنا أن نهدأ مملكة كواها جمر والده...دعيه يحل مشاكله بنفسه"

"بني...دعنا نحسن علاقتنا مع الملك الجديد...أصبحت في عمر الزواج إن أعاد لنا أملاكنا ستتزوج و تنجب و عندها لن أقلق عليك....لا تبقى وحيداً سوكجين"

"أمي أنا لن أسامحهم...و هذا النقاش انتهى لا تفتحي الباب و لا تتكلمي معه تصبحين على خير"

"سوكجين...تعال هنا...أنا أحدثك يا فتى"

صعدت لغرفتي المتآكلة...ماذا أفعل؟... من حق والدتي أن تعيش بكرامة...أنا أفكر بأنانية فقط لا غير...
نزلت مجدداً لأفتح الباب كان جالساً بجانبه و يبدو أنه يكاد يتجمد

"ادخل"
قلت بصوت يملؤه البرود

"شكراً لك أنت طيب القلب سوكجين...حقاً"
دخل ليجلس على كرسي

"أنا موافق أعد أملاكنا...و سأهدأ المملكة..."

"بني لست مضطراً...هذا ليس.."

"أمي...هذا ما أريده...موافق على ما تريد"

طرق شديد على الباب

"سيدي لقد هاجم الثوار القصر لقد قتلوا السيدة إيما"
هرعنا للباب لنجد جندياً يمسك رضيعاً و طفلة كانت تبكي بشدة

"سوكجين أطفالي أمانة عندك أرجوك لا تسلمهم لأحد...أرجوك أتوسل إليك سأثق بك لذا يمكنك أن تثق بي"

"أمي اهتمي بالأطفال....سأذهب معك"

"لست مضطراً للذهاب"

"ليس لك ذنب كون والدك عاهر كبير...لن أدعك تدفع الثمن كما دفعته أنا سيقتلونك...دعني أتولى الأمر"

"شكراً لك"

كان منظر القصر مرعب مليء بالدماء...الثوار كانوا يعيثون خراباً به باسمي أنا...لم أطلب منهم هذا

"توفقوا"

صرخت لألفت انتباههم...

"حقي كان فقط من الحاكم كيم كيف تقتلون عائلة ولي العهد؟...لم أطلب منكم هذا حتى أنتم نسبتم حركة ثورية لي من دون علمي و الآن تظلمون كما ظلمكم؟...اخرجوا من القصر...ولي العهد ليس عدواً لنا هو جاء ليعتذر مني و يقيم صلح...لقد أعاد أملاك عائلتي و سيرد لكل مظلوم حقه ثقوا بي"

همسات خافتة بين الناس و ثم خرجوا جميعاً من القصر...
جثى نامجون بجانب زوجته كم بدا مكسوراً بكى بحرقة...كان يقبل تفاصيل وجهها و يضمها له....

جثيت بجانبه و أغلقته عينيها

"لتكن رحلتك مليئة بالسلام...لتكلل روحك بتيجان الحب...حتى آخر رحلة لنا لأرض الأجداد...لعلنا نلتقي مجدداً"

همست صلواتنا لترقد بسلام...ليهمس بين شهقاته

"لعلنا نلتقي مجدداً.."

"لننثر رمادها في البحيرة المقدسة قبل أن تغضب روحها علينا...هيا انهض نامجون"

هو ألقى برأسه على كتفي و أجهش بالبكاء...كان نحيباً عالياً هو مختلف عن والده...ضممت جسده الضخم إلي و مسحت على ذراعه لعله يشعر بالسلوى قليلاً

نهضنا سوياً بعد أنا أرسلنا بطلب والدتي لتجلب الأطفال ها نحن ذا نحرق جثمانهم....
انتشلت بعضاً من الرماد و نثرته في البحيرة...ليتبعني الجميع

"لعلنا نلتقي مجدداً..."
قالها بصوت مهتز و شفاهٍ مرتجفة

"آسف"
عانقته حاشراً رأسه داخل صدري...

"لا ذنب لك جينشي...لا ذنب لك"

"ابكِ جلالتك...سأبقى معك حتى ترتاح"

مسحت على ظهره حتى شعرت بثقل جسده ضد جسدي الحراس أخذوه للقصر...و ذهبنا معهم لأن الطفلة لم ترد مفارقة أمي...
هو لا يستحق رثاءً حتى كم أكرهه لقد قلب حياة ولده الغالي لجحيم...تعفن مع الشياطين يا مقزز عسى ولعل أن تكون روحك الآن تبتلع أشواك جهنم كلها
ذاك الفتى الذي رفضت مصافحته...أريد الآن وضعه داخل قلبي لأحميه مما صنع له والده من دروب قاسية...

Eclipse حيث تعيش القصص. اكتشف الآن