هل تدري كيف يكون احساس ورقة الشجر في مهب الريح ؟ لا هي تمسكت بغصنها الفتي وظلت شامخة في عليائها ، ولا هي تهاوت الى اديم الارض ، حيث تجف وتتحلل لتواصل حياة اخرى في بطن التراب .تظل متأرجحة ، تتخبط في عجز . لا تملك من أمرها شيئا، وجل ما ترجوه هو أن تلفظها الريح قريبا علها تحظى ببعض السكينة.. ولو في العدم. هل رأيت ذلك الاحساس يا ولدي؟! حاول ، افعل ما لوسعك.. حتى لا تعرفه أبدا. فكل ما صنعته في ماضي وحاضري كان هدفه الاوحد ألا تجرب الضياع كما عرفته ! لم ادرك معنى الحياة في وقت باكر ، فقد مرت بي أزمنة تساءلت فيها عن جدوى وجودي على سطح البسيطة . تشابهت أيامي وتعاقبت ليالي عبثا، حتى رأيت الموت بعيني. منذ ذلك الحين، اصبحت اعيش كل لحظة كأنها الاخيرة . لانني تعلمت أن الموت أقرب مما أتوقع. وأني أسابق الموت، وأوجو أن اسبقه، لعل قدري يمهلني لأنهي رسائلي إليك. فتعرف عبرها من هو أبوك، كيف عاش وما كان عليه.. أنا ورقة الشجر في مهب الريح.