" وجوم "

17 0 0
                                    

صدع صوته في المكان يجعل من خافقي يرتجف أردف ب " يُمنع الحديث بتاتًا في حضوري " ألتزمتُ الصمت كباقي التماثيل في المكان.

صَمت ولا يعني ذلك صمتك لساعة من الوقت إنما لثلاث سنوات ، فكان قدري أن يلازمني كالآفة التي تقضي علي صاحبها تدريجيًا.

كُنت كثير الحديث والضحك لذلك لم أنجو من عقابه كل ليلة حتي أنه أصبح يأتي في أحلامي .. سنة .. الثانية .. الثالثة .. وانتهي العذاب ولكني أنتهيت معه.

ظهر التغير من مرور السنة الثانية أصبحتُ أفقد شغفي للحديث و أقلل من مزاحي حتي إبتسامتي ذات الغمازتين تبدلت بالعبوس ، وها قد أكملتُ عامي الثالث .. وجومي الساخر أصبح سيد المكان.

تخرجتُ مِن الثانوية و ألتحقتُ بالجامعة، لم يكُن أحد منهم لو رأني قبل بضع سنين أن يقارن بين هذا الشخص الجميل و هذا المسخ الكئيب.

طُرِدتْ مِن وظيفتي ، تطلقتُ أنا و زوجتي وماذا بعد لقبتُ بالإبن العاق واتهمتُ بالجنون!!

ف مديري يري أنني لا أستحق هذه الوظيفة فلا أمزح ولا أُجامل ولا أتحدث ولكني بارع في كتابة المقالات وأداء عملي بصمت، في الحقيقة لا أعلم ما الذي يريده أكثر من ذلك فأنا في الأخير صحفي ليس أكثر.

زوجتي تقول أنني اتجاهلها ولا أُبادلها العطف و المحبة ، لا أنسي إنها مَن طلبت الزواج المدبر لكي تحصل علي أموال عائلتي مِن خلالي ولكني مع ذلك بقيت صامت، يا لسخرية القدر يبدو أنها أخذتْ ما يكفي.

و أخيرًا وليس آخرًا لم يُلاحظ أبوي تغيري إلا في السنة الثالثة التي إكتملت حالتي النفسية بالدمار بها بالفعل، والمحزن إنهم ظنوا أنه نُضج ليس إلا ، بالنهاية أنا الإبن الغير مُستمع للحديث والمتجاهل للأمور بإختصار الإبن العاق.

سمعتُ إنك توفيت اليوم بعد كل هذا أُستاذي مَن تَظن سيدفع ثمن دمار حياتي أنت أم أنه بالأخير أنا
عُذرًا فأنت لست بأفضل مني، سأجعل مِن حياة أحبائك كالجحيم كما ينبغي عليك أن تذوقه وسأتي إليك ولنتقاتل في الجحيم أيها اللعين.

خَواطِر راقية Upscale Thoughts🖤🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن