الفصل الثالث

5K 232 7
                                    

الفصل الثالث من بين خوفها و هوسه بقلمى ساره مجدى


ظل ايهم يتلفت حوله بصدمه من كل ما حدث غير مستوعب و لا يستطيع تفسير حالتها و او اتخاذ القرار السليم فى هذا الموقف ولكن ليس امامه خيار سوا اخذها معه فى السياره وحين تفيق يعلم ما قصتها
حملها بين ذراعيه ووضعها في سيارته على الأريكة الخلفية واغلق الباب ثم احضر أغراضها ووضعها في صندوق السيارة وعاد الى مكانه خلف المقود وادار المحرك وانطلق الى وجهته وهو يفكر ما قصه تلك الفتاه الغريبه و عقله يحاول تفسير الامر و ايجاد تفسير منطقى
وصل أمام العنوان الذى ابلغه به رواد ليترجل من السيارة ينظر الى حلمه الذى كان يتمناه قد اوشك على التحقق
فى ذلك الوقت كان والد ضى يتصل بها مرارا وتكررا ولكنها لا تجيب ليشعر بالخوف يتصاعد داخله و يلوم نفسه على اصراره على سفرها بمفردها .... و كانت هى هاربه بعيدا عن كل هذا عن خوفها و قلق والديها و اين هى  بقلمى ساره مجدى
*********************
ظل ينظر الى تلك الورشة الكبيرة التي تحتوى على كل المعدات المطلوبة و الذى يرغب صاحبها في بيعها بسبب سفره الى أبنائه في الخارج ناسيا تماما تلك الفتاه التى بالسياره
اقترب رواد يسير بجانبه رجل كبير بالعمر قصير القامة ابتسم أيهم ابتسامه صغيره واقترب منهم ليحيى الرجل الكبير الذى قال
- لولا سفرى انا مكنتش سيبت الورشه ولا المدينة و لا عمرى كله الى عشته هنا
لينظر أيهم لرواد بابتسامه صغيره سعيده ثم عاد بنظره الى الرجل الكبير وقال باحترام
- الورشه هتفضل بتاعتك تشرفها وتنورها في اى وقت
ثم ربت على كتف الرجل الكبير وهو يشير له الى الداخل قائلا
- اتفضل معانا بقا جوه علشان أسلمك الشيك بتاعك
بعد رحيل الرجل الكبير عاد الاثنان يقفان أمام باب الورشه يشاهدان اللافتة القديمة تنزع من مكانها ويوضع مكانها الاسم الجديد ( ورشه الاصدقاء )
اعتدل رواد ينظر الى أيهم وكاد ان يقول شيء لولا انه قطب جبينه ينظر الى شيء ما خلف أيهم ورفع يده يشير لشىء ما وقال
- ايه الى في عربيتك ده ؟
التفت ايهم ينظر الى سيارته ليضرب مقدمه راسه بكف يده وهو يقول
- انا نسيت البنت
لينظر رواد اليه باندهاش وقال بتعجب
- بنت ... بنت ايه ما تفهمنى ... انت معاك بنت فى العربيه
تحرك أيهم سريعا الى السيارة وفتحها ودلف ومد يده يتحسس نبض الفتاه لياخذ نفس عميق براحه ثم قال
- الحمد لله لسه عايشه
كان ينظر اليها وهى ممده داخل سيارته بوجهها البريئ الخالى من مساحيق التجميل و احساسه الذى يتصاعد داخله بأنه يعرفها جيدا لا يعرف لماذا يشعر من داخله انه يريد التعرف عليها ان يكون بينهم اى شئ صداقه مثلا فوجد نفسه ينظر الى رواد الذى كان ينظر اليه باندهاش
وقال
- محتاج منك خدمه يا صاحبى
ظل رواد صامت ينتظر ان يكمل حديثه ليقول
- اتصل بأختك خليها تيجى تتصرف مع البنت دى وعلى ما تيجى تعالى أفهمك انت هتعمل ايه
كان يستمع اليه و هو يقص  عليه كل ما حدث وكيف قابلها ليشعر بالاندهاش بل صدمه منذ متى وصديقه يهتم بالنساء .... وماذا فتاه وجدها في الشارع لا ليس في الشارع بل في الصحراء وبكل معالم البرائه سأله قائلا بزهول
- يعنى انت شفتها في الصحرا شبهت عليها وبعدين اغمى عليها فا انت شيلتها وأخدتها في عربيتك وجيت بيها على هنا
ليهز أيهم راسه بنعم ليقف رواد قائلا باندهاش اكبر
- انت متاكد انك أيهم الهوارى ؟
كان هذا دور ايهم فى الاندهاش فرفع حاجبه بتكبر وقال
- ايوه يا اخويا انا أيهم الهوارى
- ابن الأكابر ؟
قالها رواد باستفهام مصحوب باندهاش ليقول أيهم بحسم
- المهم يا ظريف فهم أختك انك انت وهى الى لاقتوها في الصحرا وانت الى أنقذتها والأهم متنساش تقولها ان انا بشتغل عندك مش صاحب المكان اوك
لتجحظ عين رواد من الصدمه انه اليوم العالمى للصدمات ولكنه لم يستطع الحديث بسب دخول اخته الى الورشه .. و حمد أيهم الله دخول فاتن فى تلك اللحظه حتى تنفذه من التوضيح و الشرح لانه لا يعرف سبب طلبه الغريب هذا
شرح رواد لأخته الأمر بشكلٍ سريع و اوضح لها الامر بانهم لا يريدوا احراج الفتاه توجهت هي الى السيارة حتى تتفقد تلك الفتاه الرقيقه الغائبة عن الوعى و بدأت فى محاوله افاقتها حتى عاد اليها وعيها و فتحت عيونها تنظر الى فاتن باندهاش وانتفضت خارجه من السيارة وعيونها تملئها الخوف والحيرة وقالت بأستفهام
- انتى مين ؟ وأنا فين ؟ وايه الى حصل ؟
لتقترب منها فاتن وهى تهدئها بابتسامتها الهادئه قصت عليها ما قاله اخيها لتشعر ضى بالخجل والتوتر والراحه أيضا ولكن حين وقعت عيونها على أيهم شعرت بالارتباك و الحيره وأيضا شعور غريب ان هناك شىء ما بداخلها يخبرها انها رأت ذلك الشاب من قبل ولكنها تجاهلت كل ذلك و نظرت الى فاتن وقالت
- انا مش عارفه أشكرك ازاى حقيقى انتِ و اخوكى ..... بس ممكن تكملى جميلك و تقوليلى اروح (....)ازاى
لتبتسم فاتن ابتسامتها الرقيقه فهى فتاه بيضاء البشره بعيون سوداء قصيره القامه بملابس محتشمه وهى تقول
- مفيش جمايل ولا حاجه واعتبرينى زى أختك .... المكان الى احنى فيه ده هو العنوان الى بتسألى عليه ... عايزه مين هنا بقا انا من سكان المنطقة من لما كنت طفله صحيح سافرت فتره كده ورجعت بس الناس لسه زى ما هى مفيش حاجه اتغيرت
لتبتسم ضى براحه وقالت سريعا
- الأستاذ عبد الحميد خليل
ليقترب رواد الذى كان يقف بجانب أيهم يتابع ما يحدث في صمت وأيضا بتركيز شديد واهتمام على غير العاده وترقب وقال
- الأستاذ عبد الحميد غنى عن التعريف ..... انا هوصلك لبيته اتفضلى
ثم نظر لأيهم وقال
- انت يا ابنى خلص الشغل الى وراك على ما ارجع
هز أيهم راسه وقال
- أوامرك يا اسطا
عاد رواد بنظره الى ضى وقال
- اصل هو الصبى الوحيد عندى فى الورشه اصل الورشه لسه جديده
رغم اندهاشها من ان يكون ذلك الواقف امام الورشه الوسيم بشكل مفرط و ايضا مفتول العضلات بتلك الملابس التى يبدوا عليها انها باهظه الثمن يعمل (صبى مكانيكى ) الا انها لم تعقب على كلمات رواد باى شكل
فقط القت السلام على فاتن التي أخبرتها انها سعيده بالتعرف اليها وأنها أصبحت صديقتها من الان ..... لتبتسم ضى بسعاده وهى تؤكد ذلك أيضا ..... سارت خلف رواد بخطوتان حتى وصلا أمام بيت مكون من طابقين أشار اليه رواد وقال
- ده بيت أستاذ عبد الحميد .... ومن النهارده لو احتاجتى اى حاجه انا و اختى فاتن تحت امرك
لتنظر اليه بخجل فطرى وقالت بحياء
- انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى
ليقول سريعا وهو يغادر من امامها يريد ان يذهب الى صديقه يفهم منه كل شى بالتفصيل
- مفيش شكر ولا حاجه ... احنى في الخدمة ديما
ليعود هو الى ورشته وتصعد هي درجات السلم الى العالم الجديد التي ستبداء فيه بعد رحيل سعيد بقلمى ساره مجدى
**********************************
عاد رواد سريعا الى الورشه ليجد فاتن قد عادت الى البيت و ايهم يجلس على احد الكراسى الموجوده داخل الورشه يفكر فيما حدث وقف رواد امامه وقال بهدوء عكس كل ما يشعر به من غضب واندهاش
- ممكن تفهمنى بقا ؟
نظر ايهم اليه نظره حائره وقال
- انا شفت البنت دى قبل كده فين معرفش ... بس انا متأكد انى شفتها ... وساعه ما شفتها لما نزلت من الميكروباص مقدرتش امشى واسيبها خصوصا وهى في مكان مقطوع وكان واضح عليها انها مش طبيعيه ..... معرفش ليه حاسس بالفضول رغبه قويه جوايا عايزانى اقرب منها اعرف هى مين ايه حكايتها
اخذ نفس عميق واخرجه بهدوء ثم قال
- مش عارف بس هى عامله زى اللغز .... و انا محتاج احله
شعر رواد ان قلب صديقه قد تحرك ان تلك الفتاه بنظرتها الخائفه دائما ارسلت الى قلبه اشارات باحتياجها رغم عدم معرفتها وقد تلقى صديقه تلك الاشارات بصدر رحب ظهر الهدوء على ملامح رواد ثم قال
- و ايه حكايه انك بتشتغل عندى دى مش شريكى ؟
لوى أيهم فمه كالاطفال وقال بابتسامه مشاغبه
- هتصدقنى لو قولتلك مش عارف ... بجد مش عارف
ظل رواد ينظر الى صديقه وهو يبتسم و كان الاخر فى عالم اخر يفكر فيها ... هى فقط بقلمى ساره مجدى
********************
كانت تقف خلف باب الغرفه التي أدخلتها اليها السيدة ناهد توجهت الى النافذه تفتحها لترى البحر الواسع امامها أخذت نفس عميق ملىء برائحة البحر المميزة وهى تتذكر استقبال الأستاذ عبد الحميد والسيدة ناهد لها رجل في الخمسين من عمره غزى الشيب راسه ولكن به وقار مهيب وأيضا تشعر بالراحة بجواره والسيدة ناهد أمرأه رقيقه وجميله ... هادئه وبشوشة كم كانت سعيده حين فتحت الباب لها هم وحيدين فالله لم يمن عليهم بنعمه الإنجاب ولكنهم يحبون بعضهم بشده ولم يتخلى احدهم عن الآخر واكتفوا بحبهم عن العالم
أخبرتهم عن رواد وما فعله معها وعن اخته فاتن وعبد الحميد شكر في رواد وأخبرها انه من اهل هذه المدينة ولكنه تركها وذهب الى بلد أخرى لاكمال دراسته والآن عاد من جديد وأخبرها أيضا انه سوف يشكره بنفسه ..... مر الوقت و ناهد تتحدث مع ضى وتخبرها كم هى سعيده بحضورها ... وكم ترسم من خطط للتسوق والتنزه وكانت ضى لا ترد على ما تقوله سوا بابتسامه هادئه مرحبه بكل ذلك
قطع ذلك كله حديث عبد الحميد او عبودى كما تناديه ناهد التي يناديها عبد الحميد أيضا بنودى قائلا
- سيبى البنت ترتاح دى جايه من سفر والأيام جايه كتير
لتقف نودى سريعا وهى تلوم نفسها قائله
- انا كده لما بفتح في الكلام مش بعرف اسكت حقك عليًا يا ضى .... تعالى اوريكى اوضك هتعجبك اوووى شباكها بيفتح على البحر على طول
وها هي تقف تنظر الى البحر ..... يا الله ان النظر اليه يشعرها بالراحة والسكينة ... والهيبة والرهبة أيضا
مر اليوم عليها في ترتيب أغراضها ثم خرجت لتساعد نودى في المطبخ
لتجدها سيده رقيقه مرحه وأيضا مثقفه تعشق قرأه الروايات و متابعه جيده للدراما بجميع انواعها .... جلست بعد العشاء مع عبد الحميد الذى اخبرها عن وظيفتها معه في المدرسه التي يتولى منصب مديرها سعدت كثيرا بذلك وخاصه حين علمت ان المدرسه قريبه من البيت بمسافة عشر دقائق سير على الاقدام بامتداد البحر بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••••••
صعد الى الشقه الذى اعدها له رواد في نفس البنايه التي يسكن بها وحين دلف اليها ظل ينظر في جميع الاتجاهات بيت بسيط وأثاث ابسط ولكنها حقًا مريحه لأعصاب بألوانها الهادئة وأيضا نظافتها هي شقه صغيره مكونه من غرفتان وصاله صغيره ومطبخ وحمام
جلس على الأريكة هو يفكر في كل ما حدث اليوم وفى تلك الفتاه الغريبه ما سر نزولها في تلك المنطقة النائية بمفردها وما سبب حالتها الهستيرية حين اقترب منها و ايضا حاول البحث فى ذاكرته اين رأها من قبل و لكنه لا يستطيع  التذكر
ظل يفكر دون ان يصل الى شيء أخذ نفس عميق ودلف الى الغرفه ابدل ملابسه ثم تمدد على سريره يفكر فى والده و ما سيحدث حين يكتشف اختفائه غدا اغمض عينيه ليغرق في النوم السريع بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••••••••••••
صباح اليوم التالى فى فيلا صفوان الهوارى كان الجميع يجتمع على طاوله الطعام و لكن أيهم لم ينضم اليهم حتى الان و كان إياد يشعر بالتوتر و القلق من ود فعل عمه نظر صفوان للين و قال
- اطلعى يا بنتى شوفى اخوكى منزلش ليه لحد دلوقتى
لتقف لين سريعا و صعدت اليه ولكنها لم تجده ويبدوا انه لم ينم فيها
نزلت سريعا لتخبر والديها ليمسك صفوان هاتفه يتصل به ولكن لا اجابه لينظر الى إياد الذى وضع كل تركيزه فى الطعام الموجود امامه ليفهم صفوان ما يحدث و لكنه ظل صامت و لكن داخل عقله تدور الافكار حول ما يقوم به ولده من خلف ظهره كما يظن و يعتقد لينتظر قليلا فهو فى الاساس يثق فى أيهم رغم كل شىء بقلمى ساره مجدى
***********************
استيقظت ضى باكرا رتبت سريرها وأبدلت ملابسها وخرجت لتجد نودى تضع أطباق الإفطار على طاوله الطعام ابتسمت وهى تقول
- صباح الخير يا ابله ناهد
لتنظر اليها نودى بلوم لتبتسم ضى وهى تقول
- معلش بقا اصلا  انا مش هقدر اناديكى كده من غير تكليف بس خلينا نقف في النص ايه رايك أقولك يا ابله نودى
لتيتسم نودى وهى تقول باستسلام
- ماشى موافقه .... صباح الفل نمتى كويس ؟
لتجلس ضى على احدى كراسى طاوله الطعام وهى تقول
- هو في حد يسمع صوت البحر وميعرفش ينام
لتبتسم نودى وهى تقول بعد ان جلست امامها
- انا كمان بحب صوت البحر وهواه جدا
خرج عبد الحميد من الغرفه وهو يقول بعد ان سمع كلامهم
- يعنى مجانين البحر زادوا واحد
ليضحك الجميع بسعاده
جلس عبد الحميد على راس الطاولة ونظر الى ضى و قال
- يلا يا ضى افطرى بسرعه علشان ننزل مش عايزك تتاخرى على اول يوم شغل ليكى
لتقول سريعا و بحماس
- انا متحمسه جدا
انتهوا من تناول إفطارهم ونزلوا سريعا كانت ضى متحمسه بشده خاصه حين اخبرها عمها انها سوف تعمل في قسم رياض الأطفال .... ان الأطفال اكثر ما تحبه في هذه الحياه هم أبرياء وعلى طبيعتهم غير منافقين ومؤكد العمل معهم مريح غير مرهق للعقل والمشاعر و معهم تستطيع نسيان واقعها ولو لبعض الوقت بقلمى ساره مجدى

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يقف امام الورشه يتحدث في الهاتف مع اياد الذى كان يصرخ بعصبيه شديده فبعد ما حدث مع عمه صباحا به و وضع اياد على جهاز كشف الكذب الخاص بصفوان الهوارى و هو اقوى من جهاز كشف الكذب فى مركز المخابرات
حاول اياد ابعاد اسم رواد عن تفكير عمه ولكن هيهات فصرخ قائلا
- يا بنى ادم ارحمنى من برودك ده بقولك ابوك محاصرنى من الصبح وأنا أتوه هفضل أتوه بقا لحد امتى ؟ وبعدين انت مش كنت قايله انك هتسافر مع اصحابك اسبوعين ثلاثه ايه سافرت فجأه ... يا عم اتصل بيه واتصرف
نفخ أيهم بضيق وهو يتذكر احساسه ذلك اليوم حين شعر برغبه قويه تدفعه للسفركان يريد ان يرى الورشه يتأكد انها اصبحت حقيقه و لم يرد اخبار والده حتى لا يمنعه ظل صامت لثوانى ثم قل
- هو انت مافيش منك فايده ابدا ما تقوله يا ابنى اى حاجه سافرت اخلص صفقه مثلا
ليصرخ إياد من جديد وهو يقول
- ده على أساس ان ابوك موجه لغه عربيه مش صاحب مؤسسه الهوارى وعارف كل كبيره وصغيره فيها
صمت أيهم يفكر قليلا ثم قال
- طيب بص قوله انى سافرت كامب مع ناس صحابى لمده أسبوع و منه هنسافر على اوروبا لمده اسبوعين او ثلاثه على ما نفكر هنقوله ايه لانى مش راجع دلوقتى خالص
اغلق الهاتف دون ان يستمع لرد إياد المؤكد سيكون صريخ
التفت ليجدها تسير بجانب شخص ما قطب جبينه بحيره اختفت حين اقترب ذلك الرجل منه و وقف أمامه وقال بوقار
- السلام عليكم يا ابنى امال الباشمهندس رواد فين ؟
كان أيهم يشعر بالحيره و القلق ولكنه اجابه قائلا بهدوء
- الباشمهندس رواد جاى حالًا
كانت تنظر اليه وهى تشعر ان هناك شيء خاطئ بهذا الشاب انه وسيم للغايه وأيضا لديه كاريزما وشخصيه قويه لا يليق عليه ان يكون مجرد عامل بسيط في تلك الورشه
في تلك اللحظه وصل رواد الذى وقف امام الأستاذ عبد الحميد وحياه بحراره وأشار بيده لأيهم
- اتفضل يا أستاذ عبد الحميد اتفضل اقعد اتفضلى يا انسه .... روح يا ابنى هات اتنين عصير
كاد أيهم ان يتحرك حين أوقفه عبد الحميد قائلا
- استنى يا ابنى ما تجبش حاجه احنى ماشين على طول
ثم نظر الى رواد وقال بأمتنان
- انا عايز أشكرك على الى عملته مع ضى كتر خيرك يا ابنى
رفع أيهم عينيه ينظر اليها حين سمع اسمها وهو يردده بداخله وكانت هي تنظر اليه أيضا ولكنها اخفضت عينيها ارضا حين نظر اليها
وانتبهت لكلمات رواد الذى قال
- تشكرنى على ايه يا استاذنا .... انا في الخدمة ديما وده واجب والأصول كمان
ليقف عبد الحميد وهو يقول بابتسامه واسعه
- ده العشم يا ابنى وضى بقا اعتبرها زى فاتن أختك
ليضرب رواد على عنقه بالحركه الشهيرة وهو يقول
- ماتخفش في رقبتى
ليبتسم عبد الحميد ابتسامه صغيره وربت على كتف رواد وقال
- هو ده العشم ... يلا سلامو عليكو
وغادرا لينظر رواد الى أيهم و هو يضع يديه حول خصره وقال
- هو انا ممكن افهم بقا و لا هتقول مش عارف برضو
كان يتابع خطواتها حتى اختفت تماما من امامه ثم نظر لرواد بتشتت و قال
- تفهم ايه ؟
ليرفع رواد حاجبه وقال بملل و ابتسامه صفراء
- ايه حكايه انك صبى هنا في الورشه وانى انا الى وصلتها ..... انا مش مستوعب الموقف ولا فاهم حاجه... و ده مينفعش
تحرك أيهم ليجلس على الكرسى الذى جلست عليه ضى منذ قليل وظل صامت لعده دقائق ثم نظر الى صديقه وقال
- اقعد يا رواد وأنا فهمهك
تحرك رواد ليجلس امام صديقه وهو صامت ينتظر الكلمات التى ستوضح نوايا صديقه الذى يبدوا عليه التفكير و قال بهدوء
- انت عارف انا وافقت نفتح الورشه هنا ليه على رغم صعوبه سفرى وانى افضل هنا فتره طويله بالاضافه طبعا لتفهمى لاسبابك ... علشان ابعد عن اسم الهوارى وأحقق حلمى و أمارس شغفي وهوايتى براحتى .... انت عارف انا لو طلبت من ابويا انى افتح ورشه هو مش هيرفض بس انا عايز ده يكون بعيد تماما عن اسم الهوارى ..... وبالنسبه لضى بقا وبمنتهى الصراحه من وقت ما شفتها وفى فضول جوايا اعرف حكايتها وبصراحه اكتر هكون مرتاح اكترلما اتعامل معاها على انى ايهم مجرد ميكانيكى مش ابن الهوارى وكمان هقدر اتصرف بحريه
ظل رواد صامت يستمع الى صديقه و ينظر اليه بتركيز شديد يريد سبر اغواره وبعد دقيقه كامله من الصمت قال
- انت حبيتها ولا ايه يا أيهم؟
نظر اليه أيهم باندهاش وقال بشكل قاطع
- حب ايه يا ابنى انت لا طبعا بس كمان دى مش طبيعيه يعنى نزولها في الصحرا والحاله الغريبه الى كانت فيها كلها مجننانى ومخليانى عايز افهم ايه حكايتها .... ده غير انى عايز افتكر انا شفتها فين قبل كده ... وبعدين انا مش بتاع حب والكلام ده انا معنديش شغف للستات دلوقتى انا مفيش حاجه شغلانى غير العربيات .... و مش هسمح لحاجه تشغلنى عن حلمى او تقف فى طريقه
كان رواد يستمع اليه بتركيز شديد رغم عدم اقتناعه بكلمات صديقه الا انه ليس بيده شىء سوا الانتظار و متابعه ما يحدث و ان يظل بجانبه فهذا واجب الصداقه بقلمى ساره مجدى

نوفيلا (( بين خوفها و هوسه ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن