الفصل الخامس من بين خوفها و هوسه بقلمى ساره مجدى
اقترب أيهم سريعا يضم اخته بشوق وهو يقول
- يا قرده ... يا قرده وحشتينى حمد الله على السلامه
كانت تختبىء بين ذراعى اخيها بسعاده لرؤيته فى نفس الوقت الذى كان رواد ينظر اليها بسعاده قويه فهو لم يراها منذ اكثر من سنه يشتاق اليها بشده رغم عدم حديثه معها من قبل ولكن وجهها الرقيق ونظرات عيونها الطفولية البريئه جعلت قلبه يتعلق بها من اول لحظه
وكان هناك أيضا عيون رجولية أخرى تنظر الى فاتن بإعجاب حقيقى حين دلف الى الورشه مع لين ووقعت عينيه عليها شعر ان قلبه خرج من صدره وركض اليها رغم انه لم يراها قبل ذلك و تلك هى المره الاولى ولكن متى كان الحب له وقت او ميعاد او يحدد بزمن و بسبب
اقترب أيهم من إياد وهو يضربه في معدته لتصدر منه اه الم قويه ليقول أيهم
- ما شاء الله عليك تتحسد
ظل يتألم من اثر الضربه وايضا احراجه امامها فقال
- انت غبى يا ابنى فى حد يعمل كده .... و بعدين هي عرفت مكانك ساعه ما كلمتها وانا مسبتهاش تيجى لوحدها ابقا غلطان
اقترب رواد وحيا إياد ونظر الى لين وقال
- اهلا وسهلا ... نورتى
- ميرسى
قالتها لين بخجل ليقول أيهم بهدوء بعد ان ربت على كتف إياد وضم اخته
- هطلع انا الشقه دلوقتى ماشى
ليهز رواد راسه بنعم ثم قال بعد ان أخذ حامل الطعام
- مفيش مشكله طبعا وخد ده معاك اكيد هما متغدوش
ليبتسم أيهم لصديقه الذى لا ينسى اى شيء مهما كان صغير ثم نظر الى فاتن وقال
- تسلم ايدك يا فاتن
ليبتسم إياد حين علم اسمها ... لتقول بخجل من نظرات إياد لها
- بالف هنا
ظل رواد ينظر الى صديقه ومن معه حتى دلفوا الى البنايه و هو يشعر بان قلبه ذهب معهم ..... و عند فاتن رغم خجلها من نظرات اياد و خوفها الفطري الا انها لاحظت نظرات اخيها ... وشعرت بالاندهاش فهى اول مره ترى رواد على تلك الحاله و عليها ان تفهم كل شىء
*****************
دلف أيهم الى الشقه ومن خلفه إياد ولين التي قالت
- معقول يا ابيه انت سايبنا كلنا وقاعد هنا
وأشارت بيدها الى الشقه الصغيره
ليجلس أيهم على الأريكة وهو يقول
- انتِ الى بتقولى كده يا لين ؟!
جلست لين بجانبه وهى تقول
- انا عارفه شغفك يا أبيه و حاسه احساسك ومقدراه بس احنى كلنا محتاجينك وبعدين انا مقدرش أعيش من غيرك كمان انت عارف ان بابا معتمد عليك فى كل حاجه وماما متعلقه بيك ازاى ... سورى يا ابيه بس انت كنت المفروض تقنع بابا بفكرتك وتخليه يوافق على شغفك انك تعمله من وراه ده مش صح .
كان يستمع الى كلماتها بأندهاش حقيقى ليضمها بقوه وهو يبتسم لها بفخر وقال
- والله كبرتى يا لين ..... معاكى حق وبعدين يا ستى متقلقيش بابا عرف كل حاجه ... وكنت ناوى انزله بعد يوم او اتنين واراضيه .....وبعدين انا جمبك على طول يا حبيبتى امتى بس بعدت عنك ..... بس انا عايزك تعرفى حاجه حلمى ده بعيد عن مؤسسه الهوارى وانا عايز احققه لوحدى وبمجهودي يمكن علشان كده مكنتش عايز بابا يعرف
اراحت راسها على كتفه و ابتسمت وهى تقول
- أكيد من حقك و انت قدها و طلاما بابا عرف يبقا مفيش اى مشكله ... بس انا ليا طلب عندك ممكن
نظر اليها باهتمام وقال بحب اخوى
- انتِ تأمرى .
نظرت الى إياد الذى يتابع ما يحدث بصمت فعقله سارح في تلك الفتاه الرقيقه الذى رأها بالاسفل وعادت بنظرها الى اخيها وقالت
- ممكن اقعد معاك كام يوم ... وقبل ما تعترض انا هستأذن بابا طالما عارف بقى
هز راسه بنعم و قال بأبتسامه
- ومالوا يا حبيبتى خليكى معايا زى ما انتِ عايزه والأستاذ ده كمان يغير جو و يفصل شويه من بابا
لم يجيب إياد على كلام أيهم فهو سارح وصامت تماما منذ صعودهم الى الشقه ... ليشعر أيهم بالغرابه ونادا عليه بصوت عالى ليقول بعدم تركيز
- ايه يا ابنى في ايه ما انا قاعد قدامك بتنادى بصوت عالى ليه
ظل أيهم ينظر اليه بتمعن ثم قال بطريقه موحيه
- علشان انت مش معانا أصلا
ثم غمز له وقال
- الى واخذ عقلك
ظهر التوتر على وجه إياد ثم قال
- ولا حاجه عادى
ظلت هناك نظرات متبادله بينهم ليشعر ان أيهم يعرف ما يفكر به فوقف على قدميه وقال بتوتر
- انا عايز انام انا صاحى من امبارح
فأشار أيهم الى غرفته وقال
- نام في الاوضه دى علشان الاوضه التانيه هتبقا للين
هز إياد راسه بنعم ودلف الى الغرفه بعد ان اخذ حقيبته واغلق الباب خلفه لينظر أيهم للين وقال
- هو فى حاجه حصلت إياد شكله مش طبيعى
لترفع كتفيها بمعنى لا اعلم ليرجع بنظره الى الباب المقفول وهويتذكر نظرات اياد لفاتن فابتسم وهو يقول لنفسه
- شكلك طبيت ولا ايه يا ابن عمى
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
في صباح اليوم التالى كانت ضى تشعر بالرهبه تشعر بشى كبير داخل قلبها لا تعلم ما هو او لماذا تشعر بذلك ولكنها تشعر بحاجتها للجلوس امام البحر
قطبت جبينها وهى تتذكر ما حدث بالامس فنحت فكره جلوسها امام البحر بضيق شديد ونزلت مع عمها لكى تذهب الى المدرسه
كان يقف امام الورشه ينتظرها ولكن حين مرت من امامه دون ان تنظر اليه رغم ان الأستاذ عبد الحميد القى التحيه عليهم
شعر ان بها شيء غريب خاصه مع الارهاق الواضح على ملامحها .... انتظر معاد عودتها من المدرسه امام البحر ولكنها لم تأتى ظل في انتظارها اكثر من ساعه لكنها لم تحضر شعر بضيق شديد و لأول مره يشعر بذلك الالم الذى ينغز القلب ويجعله غير قادر على النبض احساس كان يرفضه طوال حياته و ها هو يشعر به و بقوه لا يعلم ماذا فعلت به تلك الفتاه .. ولماذا هى ؟ كل ذلك لا يجد له اجابه حقا
••••••••••••••••••••••••••••••••
استيقظ اياد على صوت طرقات على الباب خرج من الغرفه يرتدى سروال قصيراسود و تى شرت ابيض و شعر مشعث و حين فتح الباب ابتسم ببلاهه وقال وهو يحاول ترتيب شعره
- اهلا انسه فاتن اتفضلى .... يا صباح الورد
اخفضت فاتن راسها بخجل وقالت
- صباح الخير يا استاذ اياد .. لين موجوده
كان يتأمل ملامحها الهادئه عيونها المكحله ... شفاهها الورديه وجنتيها المتوردات بحمره الخجل و قال
- ايوه موجوده بس تقريبا لسه نايمه ....اتفضلى ادخليلها و صحيها
واشار لها على الباب المقفول كانت واقفه مكانها تشعر بالخجل وتفرك يديها بقوه فقال هو بأبتسامه بعد ان رأها فى تلك الحال
- طيب انا هدخل اكمل نومى بقا وانتِ ابقى اقفلى الباب بس ... عن اذنك
وتحرك من امامها ودلف الى غرفته من جديد رغم انه ترك قلبه معها يتوسلها ان تكون له يوما ما
حين اغلق الباب ظلت تنظر الى الباب المغلق ولديها احساس مختلف جعل وجنتها تتلون بالاحمر القانى وتشعر بالخجل ... دلفت هى الى الشقه واغلقت الباب و توجهت مباشره الى غرفه لين وطرقت بابها عده طرقات لكن لم تستمع الى اى رد فدلفت واغلقت الباب خلفها و اقتربت من السيرير و هى تقول
- يا انسه لين قومى ان البحر ينادينا ... يا بنتى هتخسرى كتير لو مصحتيش دلوقتى
فتحت لين عيونها وهى تنظر لمصدر الصوت وقطبت جبينها بحيره ثم اعتدلت جالسه وقبل ان تقول اى شئ قالت فاتن
- مستغربانى صح لكى حق والله ... بس بسيطه ان شاء الله ... اعرفك بنفسى انا فاتن اخت رواد صاحب الاستاذ أيهم و شريكه فى الورشه ... وايه الى جابنى هنا .. اخوكى قالى انك قاعده معاه يومين فقولت اجى افسحك واوريكى البحر ... ايه رايك ؟
لتضحك لين بصوت عالى وهى تقول
- انتِ بجد رهيبه انت على طول كده
لتقطب فاتن حاجبيها وقالت بمرح
- ده مدح ولا زم ؟علشان اعرف اجاوب بس
لتضحك لين من جديد وهى تقول بمرح مشابه
- لا طبعا مدح اصلا مين يشوف ويسمع خفه الدم دى كلها و ميمدحش فيها
عدلت فاتن ياقه بلوزتها وهى تقول
- الله اكبر عليا مفيش منى .. ربنا يسامحنى على الكدب ده
ثم وقفت وهى ترفع الغطاء عن لين وقالت بحماس
- يلا يا بنتى قومى ... ورانا حاجات كتير نعملها
غادرت لين الغرفه متوجهه للحمام بحماس شديد وجلست فاتن فى الصاله تنتظرها حتى تنتهى
************************
غادرت الفتاتان الشقه ليخرج اياد من الغرفه ينظر الى الباب بحسره كان يود لو يذهب معهم يود لو يكون له الحق فى التقرب منها ... الذهاب معها فى اى مكان لا يكون بينهم ذلك الخجل الذى ضرب قلبه بقوه وجعله قتيل هواها
************************
دلفت الى غرفتها أبدلت ملابسها وجلست على السرير تشعر بارهاق شديد وألم داخل صدرها لا تستطيع تحمله رغبتها القويه فى الذهاب الي البحر والجلوس هناك والاستماع الى صوته الذى يتغلل لروحها وقلبها ولكن هناك شىء بداخلها يخبرها انها خائنه وذلك ما يؤلمها اخذت نفس عميق وهى تقرر ابعاده عن تفكيرها وعقلها
أخرجت هاتفها واتصلت بوالدتها وحين إجابتها قالت بشوق حقيقى
- وحشتينى اوووى يا امى اخبارك ايه واخبار بابا
لتقول لها ودموع عينيها تغرق وجهها وقالت
- وحشتينى يا ضى ... يا ضى عين امك طمنينى عليكى يا قلبى
لتنحدر دمعه من عينيها وهى تقول
- انا كويسه يا امى ناقصنى حضنك ... ودعاكى طمنينى على صحتك انتِ وبابا
لتقول والدتها بحب حقيقى
- مش ناقصنا غير وجودك معانا
ظلت تتحدث معها كثيرا وتقص عليها كيف عملها والأطفال وسعادتها وهى بينهم وأغلقت معها وتمددت على السرير وأغلقت عينيها لتغرق في النوم سريعا و كأنها تهرب من نفسها و من افكارها ... تتمنى حين تستيقظ ان يكون كل ما تعيشه مجرد كابوس مزعج و انتهى و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
**********************
بعد اكثر من ساعه استيقظت من نومها تشعر بارهاق شديد وكأنها لم تكن نائمه بل كانت فى حرب غادرت السرير و وضعت حجابها فوق خصلاتها لتقف في نافذه غرفتها تنظر الى بحر وهى تفكر في ما حدث وهى عائده من المدرسه حين مرت من امام البحر و وجدته يجلس هناك في نفس المكان كانت قدميها تأخذانها اليه ولكنها رفضت ذلك بشده وهى تتذكر سعيد واحساسها بانها تخونه وتغضبه فتحركت سريعا في اتجاه البيت وها هي من اول وقوفها فى النافذه تنظر الى المكان الذى كان يجلس فيه بعد ان تأكدت من عودته للورشه
وقفت نودى عند باب الغرفه تنظر اليها وهى تشفق على حالها تشعر بكل ما بداخلها ان قلبها يتحرك تجاه ذلك الشخص و لكن احساسها بالذنب يجعلها تتألم و ترى نفسها خائنه ..... ظلت واقفه فى مكانها عده دقائق ثم اقتربت منها وربتت على كتفها برفق لتنتفض ضى لتبتسم نودى وهى تقول
- هتفضلى كده كتير يا ضى ؟
نظرت اليها بتشتت لتقول نودى بهدوء
- يا ضى انتِ لسه صغيره وموت سعيد المفروض ما يبقاش نهايه العالم ده قضاء الله يا بنتى و لازم ترضى بيه .... ولو قلبك دق لحد تانى مش عيب ولا حرام .... الحرام الى بجد انك تعملى فى نفسك كده
كانت الدموع تغرق وجه ضى التى كانت تشعر بكل كلمه قالتها نودى الان وقالت من وسط دموعها
- انا بجد خايفه خايفه اووووى
لتبتسم نودى بحنان وقالت بصدق
- طبيعى تخافى بس كمان من الطبيعى تعيشى طبيعى تاخدى وقتك فى حزنك على سعيد بس كمان مينفعش تضيعى حياتك ولا عمرك
ظلت ضى صامته والدموع تغرق وجهها لا تستطيع ان تعبر عن ما بداخلها تريد ان تصرخ ان تقول انها تتألم ... ان قلبها منقسم الى نصفين ... نصف يبكى و يصرخ .. والنصف الاخر يتمنى ان يركض الى ذلك الشخص ويطلب حنانه و عطفه ودون تفكير ارتمت بين احضان نودى وظلت تبكى بصوت عالى و نودى تربت على ظهرها بحنان وهى تفكر ماذا عليها ان تفعل معها فهى حقا مشفقه عليها
••••••••••••••••••••
ذهب إياد الى الورشه وجلس مع رواد بعد ان علم ان أيهم خرج ولا يعلم رواد اين هو
ظل يتحدث معه ويشاهده وهو يعمل وكان يعطيه الأدوات و يتناقش معه فى بعض الامور العامه و الخاصه ... وشعر الاثنان بالارتياح لبعضهما واصبحى صديقان
حين دلفتا الى الورشه فاتن ولين وهم يضحكون وقالت لين من بين ضحكاتها
- انتِ مش ممكن يا فاتن انا تعبت من كتر الضحك
ليعتدل رواد و هو يقول ردا على كلماتها
- والله يا انسه لين هى الى مهونه عليا الدنيا مش عارف لما تتجوز هعمل ايه
ليقترب إياد و هو يقول سريعا و كأنه وجد الفرصه
- وانا هخليك تعرف الإحساس ده بسرعه ... رواد انا طالب ايد اختك
ظهر الاندهاش على ملامح الكل ولكن رواد كان ينظر اليه بضيق شديد وقال بجديه
- الكلام ده مفيهوش هزار يا إياد .. هو انت فاكر اختى ايه
كان على وجه إياد ابتسامه بسيطه ولكن الجديه ظاهره على وجهه تقدم خطوه واحده ونظر اليه في عمق عينيه وقال بصدق
- وانا مش بهزر يا رواد .... انا طالب ايد اختك ... مش بهزر ولا بلعب ... انا جاد جدا فى كلامى ... و مش اختك الى اتعامل معاها كده
كانت لين تبتسم بسعاده فأخيرا سوف تفرح بأحدهم ... و اكمل إياد حديثه قائلا
- وأيهم بس يرجع ونحدد معاك دلوقتى معاد علشان اجيب عمى ونطلبها رسمي
في تلك اللحظه دلف أيهم مقطب الجبين ولكن لين قالت بصوت عالى مبهج
- شفت يا آبيه إياد عمل ايه ... طلب ايد فاتن
رفع أيهم نظره الى إياد باندهاش وقال
- ده بجد يا اياد
ليكتف إياد يديه امام صدره وبعيون واثقه نظر لايهم و قال
- ايوه
ظل ينظر الى إياد بتمعن لعده ثواني ثم عاد بنظره الى رواد وقال
- و انا ضمنه وفى اقرب وقت نجيب بابا ونجيلك نخطبها رسمي
ليقترب اياد من رواد وهو يقول بتوسل
- ممكن تسمحلنا في اليومين الى قاعدهم هنا اننا نتكلم انا وهى شويه نتعرف على بعض
قطب رواد حاجبيه وقال بغضب
- والله على أساس ايه و لا انت شايفنى ايه
ليتدخل أيهم قائلا بهدوء
- يا ابنى هيتعرفوا قدامنا هنا يعنى يمكن هي لما تعرفه على حقيقته ترفضه من الأساس و نخلص
لتضحك فاتن بخجل لينظر اليها اخيها وقال بغيره وغضب
- بتضحكى يا فاتن مبسوطه ان البيه ده متقدملك عايزه تسيبيني ... خلاص انا مش مهم
لتركض اليه تضمه بقوه وقالت
- ربنا يخليك ليا يا رواد انا مقدرش استغنى عنك ... هو انا ليا غيرك
كان يربت على ظهرها وهو من داخله حقا سعيد اياد شاب رائع فهو يشبه ابن عمه كثيرا وشعر بصدقه و فى نفس الوقت كانت عيونه ثابته على ملكه قلبه التي تبتسم بسعاده و كأنها تود ان تصفق فكم هى بريئه و بروح طفله صغيره
وكان أيهم رغم كل تلك السعاده التى تحيط به عقله سارح و ينظر الى الخارج بتفكير لماذا لم تحضر اليوم وهل هى بخير ام لا؟
••••••••••••••••••••••••••••••••
ظل رواد يفكر فيما فعله إياد حين شعر بالاعجاب تجاه فاتن تحدث سريعا ولكن الموقف مختلف إياد ابن الاكابر حين يتزوج من فقيره او متوسطه الحال كفاتن رغم انهم لا يصح ان يقول عليهم فقراء شىء مقبول ولكن هل من السهل تقبل زواج ميكانيكى حتى لو كان يحمل شهاده الهندسه من ابنه الاكابر
كانت تتابع اخيها بصمت تشعر ان به شىء غريب من وقت حضرت لين وهو فى حاله غريبه يبتسم كلما وقعت عينيه عليها ويشرد كثيرا وهو بفرده انها اعراض الحب اقتربت منه وجلست بجانبه وقالت مباشره
- أيهم بيحبك وبيثق فيك جرب مش هتخسر حاجه على الاقل هترتاح .
نظر اليها بصدمه من معرفتها بالموضوع .... هل يظهر عليه اعجابه و ظل ينظر اليها لتبتسم وهى تقول
- متخافش محدش اخد بالو غيرى ... يمكن لانى حفظاك كويس .... وفاهمه نظراتك ... جرب يا ابيه يمكن ربنا ينولك الى بتتمناه ويمكن لا بس على الاقل هتكون عرفت و ارتحت من كتر التفكير و الحيره
وقف وهو ينظر اليها بسعاده ... و ابتسم ابتسامه صغيره وقبل جبينها ثم قال
- و الله و كبرتى يا توته .... سيبك منى انا عايزك تفكرى كويس فى موضوع إياد خدى وقتك وانا معاكى فى اى قرار ... ماشى
لتبتسم ابتسامه خجوله و اراحت راسها على كتفه وهى تقول
- ربنا يخليك ليا ....... بس انا يهمنى رايك انت شايف ايه ؟
ليقبل راسها بحنان ثم ابتعد عنها قليلا ونظر الى عينيها و قال
- اياد راجل بجد وحقيقى و فيه كتر من أيهم وكفايه انه ضامنه و انا بثق فى أيهم جدا
اخفضت راسها و ابتسمت بخجل وهى تقول
- هفكر كويس متقلقش... وهستخير ربنا كمان
ربت على وجنتها بحنان لتذهب الى غرفتها لياخذ نفس عميق وهو يفكر كيف يفاتح صديقه فى الامر و يحاول تخيل ماذا سيكون رأيه و موقف
••••••••••••••••••••••••••
حين عادو الى المنزل وقف أيهم امام أياد وقال بأندهاش
- ايه يا ابنى الى انت عملته ده ... انت لسه شايف البنت امبارح النهارده تقرر تخطبها
ظل اياد ينظر اليه بصمد ثم اخذ نفس عميق و وضع يديه موضع خافقه وقال بحب
- اول ما عينى شافتها حسيت ان قلبى خرج من مكانه و جرى عليها ... عنيها خطفتنى
كانت لين تستمع الى كلماته وهى تبتسم ببلاهه و كادت عيونها تخرج قلوب ليكمل اياد بصدق
- انا عمرى ما حسيت كده يا أيهم و لا عمر بنت لفتت نظرى .. لكن فاتن عايز افضل جمبها عايز اكون انا سبب ضحكتها .. وانا بأيدى امسح دموعها ... عايزها وقت ما تخاف يكون حضنى هو امانها ... عايز ولادى تكون هى امهم
كان يستمع اليه وهو يفكر انه يود ان يكون كل ذلك لضى .. اذا هل هو يحب الان
اقتربت لين من اياد وهى تقول بسعاده
- مبروك يا ايدو فاتن فعلا طيبه وعسوله خالص .. وانت ما شاء الله كئيب وهى هتفكك على الاخر
ليضرب اياد جانب راسها وهو يقول
- انا كئيب يا شبر ونص .. بكره نشوف صاحب النصيب .. انا لازم احذره اول ما اشوفه
ليضحكا بصوت عالى ... وكان أيهم بعيد تماما عنهم وعن مزاحهم فهو كان يقتله الفضول خاصه بعد كلمات إياد و ايضا جهله بسبب عدم قدومها الى البحر اليوم او محاوله اكتشاف حقيقته فهو شخصيه جذابه بطبعه واحاط نفسه بهاله مميزه تجعل اى فتاه لديها فضول الاقتراب إلا إذا كانت من النوع الذى يبحث عن شخص غنى ولم تجد عنده ما تريد فلن تحضر مجددا دلف الى غرفته وهو يفكر فى شعوره الذى وصفه اياد بالتفصيل دون ان يشعر وايضا فضوله تجاه ذلك الغموض الذى حولها وايضا عدم تذكره اين رأها من قبل .. وايضا قلقه من ان تكون من تلك النوعيه التى يكرهها عاشقى المال والنفوز
ضرب الحائط بقبضته بغيظ وجلس على اقرب كرسى يفكر عليه اذا ان يغير خطته هل عليه الان المواجهه بشخصيته الحقيقه ظل لوقت طويل يفكر فى الامر دون حتى ان ينتبه لإياد الذى دلف الى الغرفه و الان هو غارق فى النوم غادر الغرفه حتى لا يقلق إياد ... ووقف امام النافذه التي تطل على البحر يتذكر جلستهم سويا نظره عينيها دموعها وجهها الخالى من مساحيق التجميل وملابسها المحتشمه وخجلها الفطرى نفخ الهواء بضيق وهو يريدها قريبه منه لا يحتمل بعدها عنه بعد الان ... انه يحبها
أنت تقرأ
نوفيلا (( بين خوفها و هوسه ))
Romanceهو لا يرى شىء فى حياته سوا عائلته و عمله و هوسه بالسيارات و لم يكن فى باله يوما ان يشغل عقله شىء اخر سوا السيارات و هى لم تكن له يوما و لم تسمع به من قبل تخاف السيارات حد المرض فكيف يجمع القدر بينهم