الفصل السادس

3.7K 187 5
                                    


الفصل السادس من بين خوفها و هوسه

فى صباح اليوم التالى  كان يقف بسيارته عند اول الطريق ينتظر ان يراها لقد قرر المواجهه صحيح ليس لديه خطه واضحه لتلك المواجهه الا انه لن يحتمل الصمت اكثر من ذلك وحين لمحها تسير بجانب الاستاذ عبد الحميد سار خلفهم بسيارته حتى وقف امام المدرسه التى تعمل بها وانتظر لاكثر من ساعه هو يعلم ان ما يقوم به مغامره غير مضمونه العواقب و تهور غير محسوب و لكنه لا يتحمل و لن ينتظر ... اخذ نفس عميق ثم ترجل من السياره بهيئته المميزه ووقف امام حارس المدرسه وقال
- سلام عليكم يا حج
ليقف الرجل العجوز سريعا وهو يقول بتوتر من هيئه أيهم الغير معتاده عليه
- وعليكم السلام يا بيه .. أمر
ليرفع أيهم حاجبه وقال بشىء من الحزم وبصيغة الامر
- فى مدرسه هنا اسمها ضى ... عايزك تناديها فورا
ليشعر الرجل العجوز ان هناك خطاء ما وايضا شعر بالخوف من هيئه ذلك الواقف امامه  ولكنه قال
- هبلغها و هبلغ الاستاذ عبد الحميد حاضر
ليقول أيهم بغضب مصتنع وايضا بصيغه أمره
- تبلغ استاذه ضى بس وبلاش تدخل فى الى ملكش فيه انت فاهم
ليهز الرجل راسه بنعم وركض الى الداخل  وبعد عده دقائق كانت تقف امامه تشعر بالصدمه من جرئته فى القدوم الى هنا ومن هيئته التى جعلتها تتذكر سريعا كل ما حدث سابقا فى ذلك اليوم بالصحراء فكان يرتدى قميص ابيض و فوقه ستره خفيفه سوداء و بنطال اسود كأول مره رأته على الطريق  شعر انها بدأت تشعر بالدوار وقد تفقد الوعى ليمسك بها سريعا وادخلها فى سيارته وتحرك سريعا ليشعر ذلك الرجل الذى يقف عند الباب ان هناك شىء خاطىء فركض الى الداخل حتى يخبر الاستاذ عبد الحميد و لكن بعد فوات الاوان فها هو
يقف فى صاله منزله الان خائف لا يعلم ماذا حدث ومن ذلك الشخص ولماذا قام باختطاف ضى و بتلك الطريقه الجريئه  
•••••••••••••••••••••••
حين وصل امر اختطاف ضى لرواد ومع اختفاء صديقه ايضا كان يشعر بالشك بل اليقين انه هو من فعلها فاتصل سريعا بأيهم الذى اجابه سريعا قائلا
- ايوه يا رواد انا فى مشوار كده وراجع كمان ساعه
ليقول رواد بعصبيه و بصوت عالى
- يعنى مش انت الى خطفت ضى ؟
ليوقف أيهم السياره فجاءه وهو ينظر الى تلك الفاقده للوعى  بجواره وقال باستنكار
- اتخطفت ... مين الى قال كده وازاى ؟
ليقص له رواد كل ما عرفه ليظل أيهم صامت لعده دقائق وهو يشعر ان كل شىء يقف ضده و عكس رغباته اخذ نفس عميق حتى يهدء ثم قال
- رواد ضى معايا بس انا مخطفتهاش ... بص انا محتاج منك خدمه
ليصرخ رواد قائلا بعصبيه
- معاك ازاى ومش خاطفها ازاى يعنى ومعاك ايه اصلا انت اتجننت يا أيهم انت مش فاهم الدنيا هنا مقلوبه ازاى
ظل أيهم صامت يستمع لكلمات صديقه ثم قال بنفاذ صبر 
- هتعملى الخدمه الى عايزها منك ولا لا ؟ قولى دلوقتى علشان اعرف انت بتثق فيا وعارف صاحبك صح ولالا ؟
لينفخ رواد الهواء بغضب و قال
- قول يا اللى هتموتنى ناقص عمر ومفضوح كمان
ضحك أيهم على كلمات صديقه ثم بدء يخبره بما يريد  ثم اغلق الهاتف وادار محرك السياره وتحرك الى وجهته عليه ان ينهى الامر سريعا حتى لا تخرج الامور عن السيطره اكثر من ذلك 
•••••••••••••••••••••••••
بعد عده دقائق استعادت ضى وعيها لتنظر حولها لتجد نفسها بداخل سياره غريبه يقودها شاب غايه فى الوسامه والرجوله والسياره مسرعه ليضرب عقلها كل ما حدث لتصرخ بصوت عالى
- وقف العربيه .... وقف العربيه عاااااااا
و ظلت تصرخ بصوت عالى و هى ممسكه اياه من ملابسه تجذبه بشده لدرجه ان السياره اصبحت تترنح يمينا ويسارًا و هو يقول بعصبيه
- اهدى اهدى فى ايه انا بس عايز اتكلم معاكى شويه
بدأت تشعر بالدوار مره اخرى و تشعر بالاختناق وهى تقول بهستيريا
- وقف العربيه وقف العربيه بقولك وقف
ليشعر ان هناك شىء اخر غير خوفها منه او ظنها انه يخطفها شئ حقا جعل ملامحها تتقلص و كانها تحارب لتبقا على قيد عيونها حمراء بشده ودموعها لا تتوقف
اوقف السياره لتترجل منها سريعا و تنحنى تفرغ ما بمعدتها ليترجل هو الاخر يقترب منها بقلق وخوف و وضع يديه على كتفها ... لتبعدها بقوه ثم وقفت تنظر اليه بشر واقتربت منه تضرب كتفه بقوه واهيه وهى تقول
- انت ايه مبتفهمش انت فاكر نفسك ايه ؟
ليمسك يدها وهو يقول بهدوء قدر استطاعته
- انا مش خاطفك على فكره انا بس كنت عايز اتكلم معاكى ايه حاله الهستيريا والخوف دى
تجاهلت كلماته تماما ونظرت حولها وقالت بخوف
- احنى فين وارجع البيت ازاى ؟
قطب جبينه وقال بهدوء محاولا جعلها تسمعه
- انا هرجعك بس عايز اتكلم معاكى الاول
تجاهلت كلماته مره اخرى واشارت الى السياره وقالت بخوف كبير ويدها ترتعش كنتفاضه جسدها
- هنرجع بالعربيه ؟!
- ايوه
قالها بنفاذ صبر وملل .... لتبتعد خطواتان الى الخلف وهى تهز راسها بلا دون ان تنتبه لتلك الصخره الكبيره لتصطدم قدمها بها وتسقط ارضا وهى تصرخ ليركض اليها سريعا وجثى بجانبها وامسك قدمها التى تنزف بشده وقطع جزء من قميصه وقام بربطها كل هذا امام نظراتها المصدومه و انتفاض جسدها بشده ثم حملها لتصرخ به وهى تقول
- نزلنى ... بقولك نزلنى يا بنى أدم انت ازاى تعمل كده بقولك نزلنى
ليشعر بغضب شديد و هو لا يفهم ما تلك التصرفات الغريبه وقال بصوت عالى وأمر
- اسكتى بقا ... ايه ده شريط وسف اسكتى
لتصمت وهى تنظر اليه بنظره غريبه خليط من شر وخوف ليجلسها داخل السياره لتقول بصوت هستيرى
- العربيه لا .... العربيه لا
وقف سريعا بعد ان اجلسها على الكرسى ينظر اليها بغضب ثم قال
- هو انتِ ليه محسسانى انى هكلك مثلا ... او نقصتى حته لما لمستك
لتترجل من السياره وهى تعرج بقدمها وقالت متجاهله كلماته
- انا مش هركب العربيه انا هرجع ماشيه
ليزداد غضبه ليصل لحد الجنون و اقترب منها بغضب وقال
- انا مش فاهم انتِ بتعملى كده ليه بس مش بحب حركات البنات دى انا عايز اتكلم معاكى كلمتين وهروحك ليه التمثليه السخيفه دى انتِ كده مش كيوت و لا بنت خام وبريئه انتِ كده مثيره للشفقه
لتبتعد عنه خطوتان وهى تأن من الالم الذى يزداد فى قدمها مع كل حركه وقالت بعصبيه
- انا مش عايزه اتكلم مع حد ومش بعمل  حركات ... و مش مهم رأيك فيا ... ومش هركب عربيات مش هركب عربيات
ليشعر بنفاذ صبره والغضب يتصاعد بداخله أيهم الهوارى الاكثر تحكما فى اعصابه الان يشعر وكأن هناك نار تتأكله من الداخل بسببها فاقترب منها بغضب كبير وامسكها من ذراعيها بقوه وقال
- انتِ عايزه توصلى لايه بالى انتِ بتعمليه ده ؟!
كانت تنظر اليه وعيونها تملئها الدموع و حزن كبير و بصوت عالى و هيستيرى قالت
- انا بخاف من العربيات بحس انى بتخنق جواها هموت فيها زى ما هو مات قدامى مقدرتش انقذه مات رغم ان عمره ما ساق بسرعه ياريته ما جاب العربيه ياريته ما جاب العربيه
كان ينظر اليها بحيره يحاول ترجمه حديثها ... عقله لا يستوعب  فسألها
- هو مين ؟ وحدثه ايه ؟
لترفع عيونها الغارقه بالدموع تنظر اليه بنظره خاويه لا روح فيها وقالت بألم
- سعيد خطيبي  .... ماااات واحنى بنشترى باقى الحاجات الى كانت ناقصه فى بيتنا ...  مات قدامى ومقدرتش اعمله حاجه
ابتعد عنها بصدمه هو لم يتخيل ... قلبه يؤلمه شده .. كانت مرتبطه بشخص اخر .. كان فى حياتها شخص اخر .. هل كانت تحبه .. ام صدمه موته امامها هى ما تجعلها فى تلك الحاله كان عقله يدور فى دوائر مفرغه و قلبه يكاد يتوقف من الالم ... خرج من افكاره ينظر اليها وهى تسير ببطئ شديد اثر جرح قدمها و جلست ارضا تتكئ الى الصخره و هى تبكى بقوه وبصوت عالى تبكى موت سعيد ... تبكى خوفها وروحها التى تتألم بسب احساسها بالعجز من انقاذه ... تبكى حديثها عن سعيد مع ذلك الشخص بالتحديد
حين علا صوت هاتفها تذكر كلمات صديقه وفكره انها قد خطفت فأقترب منها وهو يقول بهدوء قدر استطاعته 
- ده اكيد استاذ عبد الحميد بصى هو فاكر انك مخطوفه ارجوكى طمنيه وانا والله ما هعملك حاجه و هرجعك فورا البيت
ظلت تنظر اليه بعدم فهم حتى انقطع الرنين ليشرح لها الامر بشكل سريع ليعود رنين هاتفها من جديد لتجيب و هى تنظر اليه و دون ايرادتها خرج صوتها واهن و ضعيف
- ايوه يا عمى
صمتت تستمع الى صوته الملهوف الخائف وعيناها ثابته على ذلك الذى يجلس امامها ثم قالت
- مخطوفه ايه بس يا عمى انا كويسه وجايه البيت دلوقتى نص ساعه بالظبت وهكون عندك وهفهمك كل حاجه
صمتت لثوانى ثم قالت
- والله يا عمى انا كويسه متقلقش .. هكون مخطوفه ازاى بس وانا بكلمك كده عادى
صمتت مره اخرى ثم قالت
- حاضر ... حاضر يا عمى نص ساعه بالكتير وهكون قدامك
اغلقت الهاتف ووقفت على قدميها بصعوبه ونظرت لذلك الجاثى امامها بغضب وقالت
- ممكن تقولى اروح ازاى انا دلوقتى ؟
وقف هو الاخر ينظر اليها الان بطريقه مختلفه وقال بهدوء حذر
- احنى بعيد عن البيت جدا يعنى لازم نرجع بالعربيه
ليظهر الخوف جليا على وجهها و الغضب ايضا ليقول هو سريعا فى محاوله لتهدئتها
- بصى كل ما تحسى انك مش قادره تسيطرى على خوفك هوقف العربيه تنزلى منها شويه تجمعى طاقتك وبعدين نكمل ماشى
ظلت تنظر اليه بعدم  اقتناع وخوف كبيرو غضب يزداد ليقول هو مؤكدا
- مفيش حل غير تانى صدقينى ... وانا بجد اسف .. لو كنت اعرف كل ده اكيد مكنتش هعمل اى حاجه من دى بس انا حقيقى كنت محتاج اتكلم معاكى .. ولسه لحد دلوقتى محتاج اتكلم فى حاجات كتير عايز اقولها وحاجات كتير عايز اعرفها
-  ليه عايز تتكلم معايا فى ايه .. انت مين اصلا .. تعرفنى منين اعرفك انا منين .. بأى حق تسمح لنفسك باللى انت عملته ده ها .. اقول لعمى ايه
صمتت قليله و هو لم يتحدث بشىء لتقول من جديد
- خلينا نمشى علشان الحق اوصل
هز راسه بنعم ليتحرك هو فى اتجاه السياره وجلس فى مكانه وادار المحرك لتركب هى وجسدها بكامله يرتعش كان يشعر بها فقلبه ايضا يرتعش ادار محرك السياره  ليتحرك سريعا حتى يعيدها الى بيتها فكل ما كان يتمناه هو حديث هادئ معها و لكن تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن
طوال الطريق كانت مغمضه العينين تتمتم بشىء ما لم يتبيه و دون ان تشعر مدت يدها لتضعها فوق يده تمسكها بقوه لدرجه انها كانت تغرز اظافرها فى يده وبدء الدم يسيل على يديه
اوقف السياره عند اول الشارع لتفتح عيونها حين قال
- احنى وصلنا يا انسه ضى وانا اسف بس صدقينى انا بس كنت عايز اتكلم معاكى
لتنظر اليه بغضب ولكن حين لمحت كف يديه ووجدت الدم يغرقها نظرت اليه باستفهام مصدوم ليبتسم بهدوء وقال
- ولا يهمك فداكى ... دى حاجه بسيطه قدام كل الى عملته معاكى واسف مره تانيه
ظلت صامته تنظر اليه لعده ثوان ثم ترجلت من السياره دون كلمه واحده ... ظل يتابعها فى سيرها وهو يفكر فى حل لتلك الحاله التى لديها انها مريضه برهاب السيارات ولكن ما سر تلك الحادثه و هل كانت تحب خطيبها المزعوم  نار حارقه تملىء قلبه ها هو يغار عليها و قلبه يحترق ... يشعر انه مقيد اليدين والقدمين ... نفخ بضيق ثم ادار المحرك وغادر بعد ان اطمئن لدخولها الى البنايه رغم عدم معرفته بما ستقوله لعمها وعواقبه كما لم يفكر فيما فعله و عواقبه  
********************
كانت تجلس بمفردها امام الورشه هى لا تعلم اين اخيها فمن وقت استيقاظها لم تراه ولا احد يعلم اين هو وابن عمها يجلس مع فاتن يتحدثان فكانت لا تجد شئ تفعله سوا متابع حركات رواد وهو يقوم بأصلاح احدى السيارات كانت تنظر الى حركه يده و كفيه القويتين طريقه امساكه للادوات وايضا تركيزه الشديد جعلها تفكر كم هو خشن الهيئه الخارجيه فكيف يكون قلبه هل هو حانى ام قاسى ... نهرت نفسها عن ذلك التفكير خاصه حين ثبتت نظرها على عنقه و حركه تفاحه ادم وايضا حين رفع معصمه يمسح قطرات العرق عن جبينه فأغمضت  عينيها ... وكان هو يتابعها بعينيه طوال الوقت  و يرى نظراتها له التى جعلت قلبه يقفذ داخل صدره فرحا ولم يستطع منع نفسه اكثر من ذلك و ترك ما بيده  ليقترب منها وجلس امامها وقال
- (....) عجبتك و عجبك جوها
رفعت عيونها التى تأسر قلبه ببرائتها تنظر اليه وقالت
- انا لسه مشفتهاش كلها فاتن مشيتنى شويه كده فيها .. بس البحر من شباك اوضتى يجنن مريح للأعصاب  ده غير الهواء وريحه البحر المنعشه بجد انتوا فى نعمه
كان يشعر ان قلبه يود لو يغادر صدره يذهب اليها يضمها بين ثناياه كما يضمها بعينيه ان يحاوطها بذراعيه و يحملها بعيدا لكنه ابتسم وقال
- طول عمره اللون الازرق مريح للاعصاب ... و اكيد حد رقيق زيك هيكون بيحب البحر
نظرت اليه وهى تشعر انه يلمح لشىء ما غير البحر هناك احساس داخلها لا تستطيع تفسيره
ظلت تنظر اليه ليهولها ما شعرت به الان ان عينيه عميقه دافئه حنونه وكأنها تضمها وكان هو ينظر اليها بحب ينبض فى كل خليه فى جسده
ظل الصمت سيد الموقف حتى سمعا صوت سياره يقترب فنظرا الى مصدر الصوت  ليجدا سياره أيهم تقف امام الورشه وترجل هو منها ويبدوا على ملامحه القلق والتوتر و ايضا هيئته مشعثه وقميصه الممزق ... شعرت لين بالخوف هى لاول مره ترى اخيها بذلك الشكل و شعر رواد ان هناك شىء سيء قد حدث لضى ... و يا ويل صديقه اذا طالها اى اذا

نوفيلا (( بين خوفها و هوسه ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن