الفصل الثامن والاخير من بين خوفها و هوسهكان يقود السياره و هو يفكر لقد تحرك سريعا دون ان يتذكر ان يأخذ عنوان والدها اوقف السياره على جانب الطريق واخرج هاتفه واتصل على رواد و حين اجابه قال
- ابعت فاتن لمدام عبد الحميد تسألها على عنوان اهل ضى
نفخ بضيق حين سمع صوت ضحكات صديقه العاليه وايضا حين قال
- الحب بهدله يا جدعان و أيهم ابن الاكابر وقع ولا حدش سما عليه
لينفخ أيهم مره اخرى وقال بضيق
- اخلص يا ارخم خلق الله انا واقف فى نص الطريق
ليقول رواد بهدوء
- حاضر اتحرك انت وعشر دقايق وابعتلك العنوان فى رساله
وها هو يقف اسفل بنايه والدها الذى لايعلم اسمه حتى الان كاد ان يترجل من السياره حين علا صوت هاتفه لينظر الى ذلك الرقم باندهاش ثم اجاب ليجد صوت انثوى ناعم يقول بغضب
- انت عايز ابو ضى فى ايه ؟
ابتسم ابتسامه صغيره ثم اجاب بهدوء
- عايز اخطبها
الصمت كان الرد على كلماته وهو احترم ذلك الصمت وابتسم بسعاده حين عادت من جديد لتقول
- ده رقمى اول ما تخلص كلمنى و طمنى و لو احتجت مساعده انا موجوده
اغلق الهاتف واخذ نفس عميق ثم ترجل من السياره وصعد درجات السلم سريعا وطرق الباب وحين فتح وجد سيده بسيطه بوجه بشوش وحنان فطرى ينبعث من عيونها يشعره بالراحه تنظر اليه باستفهام فقال بأدب
- مش ده بيت الانسه ضى ؟
قطبت السيده بين حاجبيها وقالت بلهفه
- بنتى جارلها حاجه
ليقول سريعا فى محاوله لطمئنتها
- لا هى كويسه حضرتك متقلقيش انا بس كنت عايز اتكلم معاكم شويه
سمعت صوت طاهر من الداخل يقول وهو يقترب منها
- مين يا جليله ؟
ليقف خلفها وهو ينظر الى ذلك الشاب الذى يقف امامها الذى اجاب قائلا
- أيهم صفوان الهوارى
ظل طاهر ينظر اليه ثم قال
- اهلا و سهلا أأمر ؟
ليتفهم قلق ذلك الرجل وقال بأبتسامه بسيطه
- عايز حضرتك فى موضوع يخص الانسه ضى
ليقطب طاهر بين حاجبيه ثم قال
- اتفضل يا ابنى ..... اتفضل
دلف أيهم ليجد بيت بسيط ولكنه نظيف ومريح وهادىء اشار له ان يجلس وهو يقول
- حاجه للضيف يشربها يا جليله
ثم نظر لأيهم وقال
- خير يا ابنى ... انت تعرف بنتى منين ؟
قص أيهم عليه بعض مما حدث حيث لا يعلم ماذا يعلمون وايضا لا يريد ان يقلقهم على ابنتهم فأخبرهم انه رأها واعجب بها بل وعشقها وايضا اكتشفت خوفها من السيارات ويريد ان يتقرب منها ويحاول مساعدتها فى حل تلك الازمه ويريد اذنهم واذا أرادوا يحضر والده وامه فهو ليس لديه اى مشكله ولكنه يريد ان يستطيع التقرب منها دون ان يشعر انه يفعل شئ خاطئ
••••••••••••••••••••••
كان فى طريق العوده الى ( .... ) وهو يفكر فى كلمات والدها
- يا ابنى اللى انت بتقوله صعب ازاى عايزنى اقبل كده
ليقترب أيهم من قليلا و هو يقول بصدق استشعره الرجل الكبير بقلب اب
- انا مستعد اكتب كتابى عليها فورا ... بس انا عايز كل حاجه تكون هى موافقه عليها و برضاها و حضرتك متقلقش ابن عمى و خطيبته و اختى و خطيبها موجودين معانا بس من بعيد من غير هى ما تحس بيهم
ظل طاهر صامت يحاول التفكير ثم قال بعد عده دقائق
- انا هتصل بعبد الحميد وهفهمه كل حاجه علشان يقف جانبك ويساعدك بس يا ابنى بنتى مش حمل اى صدمه او حزن جديد مش هتستحمل جرح و ألم انا يمكن معرفكش بس واضح انك ابن اصول وانا واثق فيك
ليقول أيهم بصدق شعره ذلك الرجل الجالس امامه فهو رجل مر بالكثير ويستطيع الحكم على الناس بأن ذلك الجالس امامه رجل حقيقى وصادق
- اوعدك انى عمرى ما هجرحها وانا قاصد و هفديها بعمرى .... ضى نستنى شغفى وبقت هى كل هوسى
عاد من افكاره مع تلك الابتسامه التى ترتسم على ملامحه حين يتخيل كيف سيكون رده فعلها حين يقوم بما يدور بداخل عقله
•••••••••••••••••••••••
حين وصل الى الورشه كان إياد و رواد فى انتظاره بعد ان اتصلوا به وعلموا انه فى طريق عودته جلس معهم وقص عليهم ما حدث وايضا خطته القادمه واحتياجه اليهم
صعدوا جميعا حتى يناموا بعد ان قال إياد
- اسد عيله الهوارى قلب قطه يا رجاله ... يا خساره شبابك الى هيضيع بسب الحب يا ابن عمى
ليضحك رواد بشده وهو يكمل خلف إياد
- كان شمعه منوره كان رجل والرجال قليله ... وصدق مين قال (( الحب بهدله ))
كان ينظر اليهم بغيظ ثم ضرب فخذيه بقوه و هو يقف على قدميه قائلا من بين اسنانه
- انتوا بتنوحوا على مين انت وهو ده على اساس ان كل واحد فيكم الحب مجبوش على بوزه
لينتفض الاثنان من اثر حركته المباغتة ثم اخفض إياد راسه ورفع يده يحك راسه ورفع رواد راسه ينظر الى السقف وهو يصفر
اقترب أيهم منهم خطوه وقال بأمر
- يلا يا استاذ منك ليه اتفضلوا على فوق علشان بكره ورانا شغل كتير
هز الاثنان راسيهما بنعم وتحركا فورا اغلق هو الورشه ووقف امامها ينظر الى البيت الذى تسكن به مالكه قلبه الجديده بنظرات يملئها الثقه والحب
•••••••••••••••••••••
فى صباح اليوم التالى اتصل عبد الحميد بناهد واخبرها بما قاله طاهر ابتسمت هى بسعاده وقالت
- طيب هتتصل انت بالشاب ده تكلمه ولا اكلمه انا؟
ظل صامت لبعض الوقت ثم اجابها قائلا
- لا هكلمه انا ... بس انا مش معايا رقمه؟
ظلت صامته لعده ثوان ثم قالت
- طيب بص ادينى ربع ساعه وانا هجبلك الرقم
اغلقت معه واتصلت من فورها به
كان مازال نائما واجاب دون ان ينتبه للاسم ثم اعتدل جالسا بسرعه حين علم من هى
استمع الى كلماتها التى تخبره فيها بكل ما حدث وانها ستعطى رقمه لزوجها اغلق معها الهاتف بعد ان اوضح لها ايضا فكرته وماذا سوف يفعل اليوم
خرجت من غرفتها متوجهه الى غرفه ضى التى كانت واقفه امام النافذه تنظر الى البحر وغارقه بين امواج افكارها اقتربت منها بعد ان طرقت الباب ولكن ضى لم تتحرك او تنتبه وضعت يدها على كتفها لتنتفض ضى تنظر اليها باندهاش لتبتسم ناهد بهدوء وقالت
- اهدى يا حبيبتى ده انا .... ايه الى كنتى سرحانه فيه و خلاكى محستيش بيا ولا بخبطى على الباب
ابتسمت ضى ابتسامه خفيفه حزينه ثم قالت
- ابدا كنت بفكر ارجع العاصمه بابا وماما وحشونى اوووى
لتقول نودى بعتاب
- لحقتى تزهقى مننا بالسرعه دى ؟
لتقول ضى سريعا
- ابدا والله ... بس ... اصل يعنى
لتمسك نودى بيدها و تجلسها على السرير وجلست بجانبها وقالت بهدوء
- اصل ايه ؟
نظرت اليها وعيونها تمتلى بدموع الرجاء والخوف وايضا طلب العون
- انا خايفه اوووى عقلى مش بيبطل تفكير فيه وقلبى بس من مجرد تفكيرى فيه ده بيدق جامد وكأنه هيخرج من مكانه ويرحوله وضميرى .... ضميرى
لتربت ناهد على يدها وقالت بأبتسامه حانيه
- ضميرك واجعك علشان سعيد مش كده
لتهز راسها بنعم وهو تبكى بصوت عالى لتقول نودى
- قلبك لسه عايش يا ضى وبينبض لسه محتاج يحب ويتحب .... قبل كده قولتلك سعيد فى مكان احسن من الدنيا كلها وانتِ لسه عايشه متوجعيش قلب الى بيحبوكى عليكى
ثم ضمتها الى صدرها وهى تقول بحنان
- عيشى وحبى وافرحى انتِ تستحقى ده
ابعدتها عنها قليلها ثم قالت
- يلا قومى اغسلى وشك واجهزى علشان تنزلى المدرسة
هزت ضى راسها بنعم وتحركت من فورها الى الحمام تنهدت ناهد بحزن وشفقه على تلك الفتاه البريئه والرقيقه و دعت الله ان يوفق أيهم فيما سيقوم به
•••••••••••••••••••••
كان يقف امام الورشه يضع يده فى جيب بنطاله ينظر الى بيت الاستاذ عبد الحميد بعد ان تحدث اليه منذ قليل واتفق معه على كل ما سيحدث يعلم انها مغامره ويعلم ايضا ان الجميع يشعر بالقلق ولكن ما الحل ليس لديه سوا هذا الطريق ليسير فيه
علا صوت هاتفه حين لمحها تخرج من البيت اجاب الهاتف وهو يصعد الى سيارته ليسمع صوت رواد يخبره
- كله تمام يا ابن الاكابر
كانت هى قد دلفت الى احدى الشوارع الجانبيه الهادئه اقترب منها بهدوء واوقف السياره امامها مباشره فوقفت تنظر الى السياره بخوف اقترب منها لتنظر اليه بقلق وتوتر ليقول هو بهدوء
- ازيك يا انسه ضى ... اتفضلى اوصلك
قطبت جبينها وهى تقول بضيق
- مفيش داعى دول خطوتين مش محتاجه توصيله
وادارت رأسها تنظر الى الجه الاخرى ليبتسم هو بمشاغبه وهو يقول
- اهو نعتبره تدريب بسيط علشان تبطلى خوف
نظرت اليه بعدم فهم واندهاش يعلو وجهها ليبتسم ببرود وهو يقول
- المسافه قريبه زى انتِ ما بتقولى و اهو تشوفى نفسك فى المسافه دى كده ايه الى هيحصل
ظلت صامته يظهر على وجهها الرفض ليقول هو بهدوء وتشجيع
- جربى مش هتخسرى حاجه
ظلت صامته لثوانى ثم تحركت و وقفت بجانب السياره ليفتح لها الباب نظرت اليه ثم الى السياره والخوف يملىء عيونها ليقول بتشجيع وابتسامه مطمئنه
- انا موجود و وقت ما تحتاجى نقف هنقف على طول
صعدت الى السياره و كأنها تحاول كسر الخوف او الهروب منه هى لا تعلم بماذا تشعر تحديدا لكنها تريد ان تقضى معه تلك الدقائق القليله حتى لو ستواجه خوفها
صعد هو الاخر وتحرك بالسياره وبعد دقيقه واحده و حين وقعت عينه على بدايه سور المدرسه اخرج من جيبه زجاجه صغير وقربها من انفها وبخ القليل وهو يقول
- ايه رايك فى البرفيوم ده
وقبل ان تجيبه او تفهم ما حدث اغمضت عينيها باستسلام ليبتسم ابتسامه صغيره واخرج هاتفه ووضعه على اذنه وقال
- هى معايا ... كل الاخبار هتكون عندك اول بأول
••••••••••••••••••••••
لم يستطع طاهر الاحتمال رغم احساسه بصدق ذلك الشاب و رؤيته لحب ابنته فى عيونه الا انه يظل غريب فقرر السفر وان يكون بجوار ابنته اخذ اجازه من عمله واخبر جليله ان تجهز الحقيبه سوف يسافر اليوم لن ينتظر الى الغد
••••••••••••••••••••••••
وصل الى المكان الذى يقصده ليجد رواد ولين يقفان امام الباب الكبير يتحدثان بانسجام شديد ترجل من السياره وامسك رواد من ملابسه وهو يقول بغضب مصتنع
- واقف تحب فى اختى كده عينى عينك من غير كسوف
اغمض رواد عينيه حين ضحكت لين بصوت عالى حين قال من بين اسنانه
- قطعتلى خلفى يا ابن .... الاكابر وانا لسه مادخلتش دنيا
ليضحك أيهم وهو يترك ملابسه ويقترب من لين يضمها الى صدره بحنان
- لو كده بقا اشوف لاختى عريس غيرك
ليتحول رواد فى ثوان الى اسد غاضب وهو يشير الى أيهم قائلا
- بعمرك يا أيهم لين ليا انا و بس
ليبتسم أيهم بهدوء وهو يقول
- ماشى يا عم اهدى كده انا اصلا مش هطمن عليها غير معاك
نظر الى ذلك الكرفان وهو يقول
- خلاص كل حاجه جاهزه
ليقترب رواد منه وهو يقول
- إياد فى السوق بيجيب شويه حاجات ناقصه وفاتن جوه بتعملكم شويه اكل
هز راسه بنعم ثم توجه الى السياره وحمل ضى و دلف بها الى داخل الكرفان و وضعها على السرير و وضع عليها الشرشف وغادر
و بعد ساعه اخرى كان الجميع قد رحل وها هو يجلس امام الكرفان ينتظر استيقاظها
•••••••••••••••••••••••••
وصل طاهر امام بيت عبد الحميد واتصل به ليخبره انه هو الاخر على وشك الوصول الى بيته
وطلب منه الصعود الى البيت وعدم الانتظار فى الاسفل ولكن طاهر رفض بشده
ولم تمر النصف الساعه حتى كان يقف عبد الحميد امام طاهر يرحب به بحفاوه وصعدا جميعا
رحبت بهم نودى بشده وسعاده وجلسوا جميعا يتحدثون
فقال عبد الحميد
- انا اعرف اهل رواد الله يرحمهم من زمان كانوا ونعم الناس ورواد كمان راجل حقيقى شاب محترم واكيد مش هيشارك حد مش كويس ... كمان انت بتقول انه من عيله الهوارى و لو ده حقيقى فالكلام هنا يختلف خالص
قطب طاهر حاجبيه وهو يقول باستفهام
- تقصد ايه ؟
اعتدل عبد الحميد وقال برويه
- عيله الهوارى عيله كبيره وليها سمعتها ده غير انهم من ابطاره الهندسه
صمت طاهر يفكر ذلك قريب مما قاله ذلك الشاب صحيح هو لم يلقب نفسه وعائلته بأباطرة الهندسه ولكن كل ما قاله صحيح اذا
عاد بتركيزه الى ابن عمه وقال
- انت عارف المكان الى هما فيه ؟
هز عبد الحميد راسه بنعم ثم قال
- ايوه منطقه كانت مجهزه لسباقات السيارات زمان و كان فيها كرفانات علشان المتسابقين يرتاحوا فيها بين السباقات وبعدين معاهم رواد واخته وكمان اخت أيهم وابن عمه ان شاء الله خير
هز طاهر راسه بنعم وهو يدعوا الله ان يعيد اليه ابنته كما كانت من قبل
••••••••••••••••••
استيقظت ضى تشعر بثقل فى راسها تنظر حولها بأندهاش ما هذا المكان اين هى قطبت جبينها وهى تضع قدمها على الارض تدور بعيونها فى كل مكان تحاول معرفه اين هى لاحظت انها بمقطوره مجهزه بستائر ثقيله وسرير صغير ومطبخ بسيط و باب جرار فتحته لتكتشف انه الحمام ... عادت الى السرير ارتدت حزائها و توجهت الى باب تلك المقطورة وفتحته لتتطلع لظهر ذلك الجالس امام النار .... انها رأت كتله العضلات هذه من قبل قالت بصوت غاضب
- انت مين ؟
ليلتفت اليها بأبتسامه واسعه لتقول بغضب اكبر
- انت هو انت معرفتش تخطفى المره الى فاتت فرجعت وخطفتني تانى ؟
ليقطب جبينه وهو يقول باندهاش
- انا خطفتك ! لا ليه بتقولى كده ؟
لتضرب الارض بقدمها وهى تقول
- اهلى مش هيسكتوا واكيد المره دى هيبلغوا البوليس
ليبتسم وهو يقول
- لا من الناحيه دى اطمنى رواد هيثبتهم
- يثبتهم
قالتها بتعجب غاضب ليقول
- ايوه متقلقيش هيقولهم انك اليومين دول مع البنات بتتفسحوا والمكان الى انتوا فيه مفيهوش شبكه
لتنظر اليه باندهاش غاضب ورافض لما يقول فأى عقل ومنطق يصدق تلك الكلمات وقالت
- والله وهما هيصدقوا كده عادى
- اه عادى
قالها ببرود مصاحب لابتسامته الساحره
فقالت هى متعجبه
- و الله
ليهز راسه بنعم وتلك الابتسامه لم تغادر وجهه لتنظر حولها وهى تقول
- و احنى فين بقا ان شاء الله ؟
- فى حلبه سباق
قالها وكأنه يلقى عليها تحيه المساء ليرتفع حاجبيها حتى وصلت لمنابت شعرها
وردت خلفه
- حلبه سباق
عاد ليجلس فى نفس مكانه وهو يقول
- ايوه حلبه سباق سيارات
ظلت تنظر الى ظهره ثم تحركت لتقف امامه وقالت
- انت خاطفنى ليه ؟
لينظر اليها بصمت لعده ثوان يتأمل هيئتها المميزه البريئه ثم قال بأبتسامه ساحره
- علشان بحبك
رجعت خطوه الى الخلف وعينيها تجحظ من الصدمه ليقول هو بنوع من نفاذ الصبر المصطنع
- انا مخطفتكيش انتِ بتتهمينى زور على فكره .... و كده مش صح
لتضع يدها حول خصرها ناسيه ما قاله منذ ثوان وهى تقول
- ولما تضحك عليا و تجبنى هنا من غير ما حد يعرف ده يبقى اسمه ايه
ليقف ويقترب منها وهو يضع يديه فى جيب بنطاله وقال بهدوء
- بصى انا هتفق معاكى على حاجه
ظلت صامته تنظر اليه بخوف ليكمل هو قائلا
- فى سباق المفروض ان انا هشترك فيه ومن شروط المسابقه لازم يكون معايا شريكه
تحولت ملامحها للبلاهه وكان هو يحاول كتم ضحكاته بصعوبه فملامحها الرقيقه وهى تجمع بين عدم الفهم والخوف والرفض تشكل لوحه فنيه غايه فى الجمال ليكمل هو ببرود كمحاوله لكى يتماسك وان لا يقترب منها يضمها بين ذراعيه ويزرعها داخل قلبه يحميها من كل شىء
ثم اكمل قائلا بهدوء متجاهلا كل ذلك
- هنفضل هنا يومين بكره هدرب وبعده السباق تحضريه معايا وبعدين هروحك ماشى
كان بداخلها بركان من الغضب وهى تنظر اليه بخوف
نعم هى غاضبه من افعاله وتصرفاته وايضا خائفه منه وبشده انها فى مكان بعيد جدا لا تعرفه ولا تعرف اين هى من الأساس وايضا بمفردها مع كتله العضلات هذه فكم تود لو تركض اليه تبرحه ضربًا ولكنها تعلم ايضا انها لن تستطيع
كان يعلم انها خائفه منه وتشعر بالخجل والوحده وايضا الغضب فقال بهدوء
- الكارفان ده بتاعك ادخلى واقفلى عليكى وفى كمان جوه اكل ومايه وعصاير وفاكهه
قالت بنفاذ صبر
- ايه ده كله هو احنى فى رحله
ابتسم وهو يقول
- اه فى رحله وحاولى تستمعى
نظرت اليه بغضب و تحركت تمر من جانبه وهى تنظر اليه نظره ازدراء ثم وقفت وهى تقول
- وانت بقا ان شاء الله هتبقى فين ؟
ليبتسم وهو يقول
- الصراحه هو الكرفان ده الوحيد النظيف فلو معندكيش
لم تدعه يكمل وقالت
- لو معنديش ايه يا قليل الأدب
اقترب منها خطوه وهو يقول
- لو معندكيش مانع هفضل هنا جمب النار علشان البرد وكمان علشان احرسك بدل ما يقرب كلب سعران و لا تعبان او حتى فار منك وانتِ نايمه
لينتفض جسدها بتقزز وخوف وهى تقول
- خلاص خلاص .... خليك هنا
ثم تحركت تعود الى الكرفان وتغلق الباب بقوه وهى تنير كل مكان بالكارفان وتتلفت حولها لتتأكد من خلوه من الحشرات والزواحف ثم نفخت بضيق وهى تقول
- انا مش عارفه بس هو طلعلي منين ياريتنى ما جيت هنا ولا كنت شفته
وكان هو يستمع الى كلماتها وعلى وجه ابتسامه سعاده وقال بهمس
- الحمد لله انك جيتى هنا علشان اشوفك واحبك
عاد ليجلس مكانه بعد ان اشار لرواد بيديه ان كل شىء بخير ثم اخرج هاتفه وارسل رساله لوالدها يقول
(( لا تقلق هى بخير ولن يمسسها سوء وهذا وعد ابن الهوارى ... الذى لم يخلف وعد بحياته ))
•••••••••••••••••••••
فى ذلك الوقت كان والدها يقف امام نافذه غرفتها التى يسكن فيها الان هو و والدتها يفكر فى ابنته وهل ما فعله صحيح ليسمع صوت هاتفه قد وصلت اليه رساله ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقراء كلمات أيهم ثم اغلق هاتفه و النافذه وصعد الى السرير لكى ينام
•••••••••••••••••••
تقف خلف ذلك الزجاج الكبير تنظر اليه وهو يعمل فى سيارته مقطب الجبين بتركيز شديد وكانت هى تشعر بصداع شديد بسبب عدم قدرتها على النوم و من كثره التفكير وايضا الخوف
نفخت بضيق وهى تعود لتجلس على السرير من جديد تفكر ماذا عليها ان تفعل انه مجنون هذا مؤكد كيف يريدها ان تركب معه السياره فى السباق وايضا هاتفها اين هو تريد ان تحدث والدها يأتى لينقذها من ذلك المختل بدأت بالبحث عن الهاتف و قلبت الكارفان عليه ولم تجده ارتدت حجابها وخرجت من الكرفان وعلى وجهها معالم الغضب رفع راسه عن السياره ينظر اليها بابتسامه هادئه زادت من غضبها وقفت امامه تنظر اليه والغضب يجعل وجهها البرىء شبيه بحبه الطماطم الصغيره الذى يتمنى ان يقطف تلك الحبه الحمراء ويتذوقها قالت بغضب كبير
- ممكن اعرف فين تليفونى
اعتدل ينظر اليها بتمعن وقال ببرود
- معرفش
نظرت اليه بغيظ ثم قالت بعصبيه
- يعنى ايه متعرفش انا عايزه فونى عايزه اتصل ببابا
مسح يديه جيدا ثم وضعها فى جيب بنطاله وهو يقول
- ايوه يعنى هتكلميه وتقوليله ايه ؟
ظلت صامته تنظر إليه بغضب ولم تستطيع الإجابة عليه ابتسم و هو يقترب منها خطوه وقال
- هتقوليله انك مع راجل غريب فى مكان متعرفيهوش من امبارح
ابتعدت خطوه للخلف و هى تنظر اليه بضيق و غضب ليبتسم وهو يقول
- الاستاذ عبد الحميد عارف انك مع البنات يومين فى الشاليه بتاع رواد و وافق ليه انتِ بقى تغيرى فكرته وتقلقيهم عليكى
كادت ان تقول شىء ليقول هو اولا
- النهارده قرب يخلص وبكره هيعدي بسرعه وبليل السباق والصبح تكونى فى بيتك قولتى ايه
ضربت الارض بقدمها ثم تحركت من امامه عائده للكرفان دون ان ترد على كلماته
بذل جهد كبير حتى لا يضحك بصوت عالى و عاد الى ما كان يفعله
••••••••••••••••••
مر اكثر من نصف النهار و هى جالسه داخل الكرفان وهو بالخارج قد انتهى من تصليح السياره واعدادها كما تمنى اغلق السياره ووقف مكانه يفكر مرت عده دقائق ثم ابتسم بخبث اقترب من الكرفان و طرق بابه بقوه لتنتفض تلك الجالسه بالداخل و وقفت سريعا تشعر بالخوف ليطرق الباب مره اخرى وهو يقول
- يا سيده القصر محتاج اغسل ايدى لو ممكن ؟
اقتربت من الباب وفتحته وهى تقول
- انت مش قولت مش هتقرب من هنا
ليفرد يديه امامها فترى يديه المتسخه لتلوى فمها و هى تفتح له الباب ليدلف الى الداخل ومباشره الى الحمام غسل يديه و وجهه ثم خرج ليجدها واقفه فى مكانها عند الباب ابتسم ثم قال
- هو احنى مش هناكل النهارده ولا ايه ؟
نظرت اليه بعدم فهم ليقول هو بتأنيب
- يعنى المفروض ان حضرتك ست وقاعده هنا ومرتاحه وسيباني فى الشمس بره اتسلق طيب جهزلنا حاجه ناكلها
لتكتف يديها امام صدرها وهى تقول
- والله انا مش شغاله عندك علشان اعملك اكل يعنى خاطفنى وكمان عايزنى اخدمك
ليقترب خطوه منها وعلى وجهه ابتسامه لعوب وقال بهدوء
- خلاص بسيطه اخدمك انا واعملك احلى اكل
ثم اشار للمطبخ وقال بأدب مصطنع
- تسمحيلى
نظرت خلفها الى ما يشير ثم عادت تنظر اليه باستفهام ليقول هو ببرود
- اعمل الاكل وانتِ ارتاحى
قال الاخيره وهو يشير الى الكرسى الكبير الموجود منفردا بأحدى جوانب الكرفان
كانت لا تعلم بماذا تجييه او كيف تعترض تحركت من امامه تغادر الكرفان تماما وتجلس على تلك الصخره التى كان يجلس عليها بالامس
ظل ينظر الى ظهرها ثم اخذ نفس عميق وهو يقول لنفسه
- قريب اوووى هبقى امانك و كل حاجه بتتمنيها
وتحرك من فوره ليقوم بأعداد وجبه خفيفه لهم
وكانت هى تجلس فى الخارج تحاول ان تنظم انفاسها انها حين تكون قريبه منه تشعر وكأنها تتوقف عن التنفس جسده العضلى بشرته السمراء ذات الملامح الرجوليه المفرطه و نظره عينيه الواثقه تجعل قلبها ينبض بشده ويجعلها ترتجف حقا
ابتسمت وهى تتذكر انه الان يعد لها الطعام كيف سيكون طعمه و هل حقًا يستطيع اعداد الطعام بقلمى
•••••••••••••••••••••••••
بعد ساعه كان يخرج من الكرفان وبين يديه صحنان بهم بعض الشطائر جلس بجانبها ومد يده بالصحن نظرت اليه وعلى وجهها يرتسم الخجل وقالت بصوت ضعيف
- شكرا
ليبتسم وهو يجلس بجانبها و قال
- مفيش شكرا ما بينا يارب بس طبيخى يعجبك
نظرت اليه بتعجب و قالت
- طبيخ ايه دى سندوتشات بطاطس وبانيه وشويه سلطه
لينظر اليها بحاجب مرفوع وهو يقول
- ومعملتيش انت ليه يا شملوله و وابهرتينا بطبيخك
لتنظر الى الامام من جديد وقالت
- وانا مالى
ليبتسم بسعاده فهو لم يكن يتخيل ان يجلس معها جلسه مثل هذه قبل الان
••••••••••••••••••••••
كان رواد يتابع ما يحدث معهم من ذلك الكرفان البعيد الذى يجلس به هو وأياد والفتاتان بالنظاره المعظمه
فى الاول والاخر هى فتاه غريبه عنه رغم معرفه والدها بكل شىء و رغم ثقته فى صديقه ولكنه يريد ان يطمئن بنفسه
•••••••••••••••••••••••
مر اليوم هادىء فهى دلفت الى الكرفان بعد تناول الطعام واحضرت له كوب عصير وزجاجة مياه و من وقتها لم يراها
فى منتصف الليل خرجت من الكرفان وقالت بصوت يملئه الخجل
- ادخل نام شويه بكره السباق وانت بقالك كده يومين ما نمتش
سعاده طاغيه شعر بها وهو ينظر اليها بابتسامه كبيره و هو يقول
- مش هتخافى لو قعتى لوحدك
نظرت حولها بخوف ثم قالت بشجاعه واهيه
- النار موجود اهى وانت متقفلش الباب عليك علشان لو حصل حاجه تسمعنى
هز راسه بنعم وتحرك ليدخل الكرفان فهو حقا يريد ان ينام قليلا فلقد بدء يفقد طاقته
فى الصباح استيقظ من نومه يشعر بالاندهاش و هو ينظر حوله حتى تذكر ما حدث بالامس ثم تحرك سريعا ليخرج من الكرفان
حين خرج وجدها جالسه على تلك الصخره وتستند على ركبتيها بذراعيها و تسندت راسها عليهم وتغط فى النوم
المه قلبه بشده اقترب منها بهدوء وجثى امامها و مد يده و ربت على كتفها برفق لتبدء بالتململ ورفعت راسها تنظر اليه بعدم تركيز ثم انتبهت للوضع فوقفت سريعا ليسقط هو جالسا ينظر اليها بأبتسامه ثم وقف و نفض عن ملابسه التراب ثم قال ومازالت الابتسامه تنير وجهه
- انا اسف جدا انا مش عارف ازاى غلبنى النوم كده ارجوكى سامحينى
نظرت ارضا وقالت بخجل
- حصل خير انا هدخل بقا علشان عايزه انام
وغادرت من امامه سريعا ولم تسمح له بأى كلمه اخرى ... اخذ نفس عميق وجلس فى نفس المكان الذى كانت تجلس فيه منذ قليل شارد يفكر فيما سيقوم به اليوم وهل سيستطيع ان يقوم به كما يجب ... هل ستتخلص من خوفها .... ويأتى اليوم الذى تشاركه هوسه
و فاجئه ظهر امام عينيه صحن به شطائر رفع عيونه ليجدها هى تنظر اليه بخجل امسك الصحن لتغادر سريعا ليبتسم بسعاده حقيقيه
••••••••••••••••••
مر باقى اليوم دون شىء مهم سوى تجهيزه للسياره وكانت هى تغط فى نوم عميق ناسيه تماما ما ينتظرها فى المساء
وعند الساعه العاشره كان يطرق باب الكرفان بقوه لتستيقظ فزعه وتحركت تفتح الباب تنظر اليه بغضب ولكنه ذهب ادراج الرياح وهى تجده يقف امامها يرتدى بدله حمراء وبها خطوط بيضاء ويضع الخوذه فوق راسه ابتعدت خطوه للخلف وهى تتذكر ما سيحدث وما هى هنا بسبه قالت بصوت مهزوز
- انا مش هقدر صدقنى انا ممكن اسببلك حادثه او انك تخسر صدقنى انا اخر واحده ممكن تساعدك
ليدلف الى الكرفان وهو يقول بصوت هادىء يحمل من الثقه والصدق الكثير
- وانا مش محتاج غيرك انتِ و مش هقبل اى رفض
ظلت تنظر اليه بخوف يصل حد الرعب دون ان تستطيع الحديث ليمد لها يده التى تحمل بدله مشابهه لما يرتديه و خوذه ايضا وقال
- مستنيكى بره
مرت اكثر من نصف ساعه وهو ينتظر ولكن بالاخير خرجت جسدها يرتعش و عيونها مليئه بالدموع تجاهل كل ذلك عمدا رغم الم قلبه عليها
واشار الى السياره ظلت تنظر اليها برعب ولكنها رغم ذلك تحركت فى اتجاهها وهى تتمتم بما جعل قلبه يسقط اسفل قدميه
- استحملى وقت ويعدى يا الخوف يقتلك وترتاحى او هتقدرى وبعدها ترجعى بيتك ولذكرياتك ولحضن ابوكى وامك و تبعدى عن طريقه نهائى
كان هناك ثلاث سيارات وكان بكل سياره شاب وفتاه وكان الامر مجرد (( تمثيليه )) حتى تتخلص من خوفها فكانت اول سياره بها رواد و لين والثانيه إياد وفاتن
و الثالثه لأيهم وضى
وفى غضون دقائق كان يبداء السباق الذى يشبه تجمع الاصدقاء للعب بألعاب الفيديو بالنسبه لهم و حرب ضروس مع نفسها
•••••••••••••••••
كانت منكمشه على نفسها تفرك يديها بقوه ثم تضع يديها على اسفل عنقها مع ارتفاع صوت تنفسها و بسب ذلك كان يقود ببطىء شديد لكنها كانت تشعر انه يحلق بتلك السياره فى السماء بسبب السرعه
لم تستطع ان تكمل على هذا الوضع امسكت يده بدأت تهزها بقوه وهى تطلب منه ان يوقف السياره
- وقف ... وقف انا عايزه انزل هنموت هنموت وقف العربيه
حاول تهدئتها واخبارها ان الامور بخير ولكنها لم تستمع له و كلما استمر فى القياده كلما زادت حالتها و من توتره وقلقه عليها بدلا من ان يضغط على المكابح ضغط على زياده السرعه وفى حركه خاطفه كانت السياره تخرج عن الطريق و تترنح يمينا ويسارا ثم أصطدمت بالحواجز المكونه من اطارات السيارات القديمه وايضا بعض البراميل
كانت تصرخ بصوت عالى وهى تنظر الى أيهم الذى اغمض عينيه وهى تقول بهستيريا
- لا لا لا لا اصحى اصحى لاااااااااااااااااا
أنت تقرأ
نوفيلا (( بين خوفها و هوسه ))
Romanceهو لا يرى شىء فى حياته سوا عائلته و عمله و هوسه بالسيارات و لم يكن فى باله يوما ان يشغل عقله شىء اخر سوا السيارات و هى لم تكن له يوما و لم تسمع به من قبل تخاف السيارات حد المرض فكيف يجمع القدر بينهم