الفصل السابع

4.3K 196 9
                                    

الفصل السابع من بين خوفها و هوسه


كانت تجلس امام عبد الحميد الذى يغلى غضبا و يقتله القلق والخوف و هى صامته تنظر ارضا تفكر ماذا عليها ان تقول وكانت نودى تضمها بقوه وتربت على ظهرها وهى تقراء بعض ايات قرآنيه على رأسها
لم يعد يتحمل ذلك الصمت فقال بعصبيه 
- يا بنتى طمنينى ايه الى حصل ؟
رفعت عيونها اليه تنظر اليه بصمت ثم قالت بعد حيره وتفكير ومحاوله لايجاد شىء ما تقوله
- صدقنى محصلش حاجه انا بس تعبت وكنت فى المستشفى
لينظر اليها بشك وقال بعدم تصديق
- ومين الراجل الى جه يسأل عنك و الى اخدك فى عربيته ومشى ؟
نظرت الى نودى تطلب منها العون ثم قالت كاذبه بخوف و صوت متوتر
- ده واحد معرفوش لما البواب بلغنى ان فى حد بيسأل عليا وطلعت علشان اشوفه قبل ما اتكلم حسيت بدوخه وبعد كده مدرتش بنفسى غير وانا فى المستشفى ولما فوقت الدكتور قالى ان الى جابنى بعد ما اطمن عليا مشى كنت هتصل ابلغك على طول بس انت اتصلت بيا الاول
ظل ينظر اليها بشك غير مصدق لكلماتها ثم قال
- ولما انت كنت فى المستشفى رجلك مالها معلجوهاش ليه
نظرت الى قدميها وطرف قميص ذلك الشاب الذى يلتف حولها وقالت بحرج
- بعد ما كلمتك خرجت من المستشفى  على طول ومأختش بالى وانا ماشيه اتكعبلت فى حجر كبير ورجلى اتعورت والناس فى الشارع ساعدونى مردتش ارجع المستشفى تانى علشان متأخرش عليك كنت عايزه اوصل هنا بأى شكل بس
وبدأت فى البكاء من جديد لتضمها نودى وهى تنظر الى عبد الحميد بلوم ثم قالت
- خلاص بقا يا عبودي انت فاتحلها  تحقيق المهم انها بخير
ثم نظرت الى ضى وقالت بحنان
- قومى ندخل اوضتك تغيرى هدومك واطهرلك الجرح ده وارتاحى شويه
وحين دلفوا الى الغرفه اجلستها على السرير وقالت وهى تخرج لها ملابس بيتيه مريحه
- قولى بقا الى معرفتيش تقوليه برا
نظرت ضى اليها بضياع وقصت عليها كل ما حدث و هى تبكى لتبتسم نودى رغم شعورها بالقلق و الخوف وقالت
- الحمد لله حصل خير و بعد ما تهدى كدا نبقا نتكلم فى حكايه الميكانيكي ده الى شكله مش ميكانيكى ... بس كمان انتِ لازم تشوفى حل فى موضوع خوفك من العربيات ده كده مينفعش انتِ اكتر حد هيتأذى منها ... حياتك هتقف الخوف مش شئ سهل و مش صح
هزت ضى راسها بنعم بأستسلام ابدلت نودى لها ملابسها وطهرت جرح قدمها وربطته جيدا وتمددت لتغرق فى النوم سريعا
وكان هو بالخارج يشعر بعدم الاقتناع ولكن الاهم انها بخير الان ليهتم بها اكثر وليكون لها كظلها من الان 
******************
صعد أيهم يبدل ملابسه فلم يتحمل رواد ان ينتظره فصعد اليه و طرق الباب بشئ من العنف ففتح أيهم الباب ليدفعه رواد الى الداخل و اغلق الباب بعنف وقال
- انا عايز افهم ايه الى حصل ؟ البنت حصل فيها ايه ؟
كان أيهم ينظر له بأرهاق و توتر ليشفق رواد على صديقه و اقترب منه وهو يقول
- طمنى يا أيهم فى ايه ؟
جلس أيهم على اقرب كرسى له واخذ نفس عميق ثم قص عليه كل ما حدث و كان رواد رغم اشفاقه على صديقه لكنه يشعر بالغضب من تصرفه الاهوج مع ضى ولكنه لم يستطع ان يعاتب اويتكلم فى الامر فصديقه حقا يبدوا عليه القلق والخوف وايضا الندم فاقترب منه وربت على كتفه وقال بهدوء
- قوم نام دلوقتى يا أيهم ... وبكرا ربنا يحلها
نظر اليه أيهم بهم ثم هز راسه بنعم ودلف الى غرفته ليظل رواد واقف فى صاله الشقه ثم اخذ نفس عميق وغادر الشقه فى نفس اللحظه التى حضر فيها إياد ولين التى سألت رواد بخوف
- مالوا ابيه ايه الى حصل له ؟
نظر رواد لإياد ثم اليها وقال بأبتسامه صغيره
- متقلقيش مشكله صغيره كده وهتتحل ان شاء الله .. يلا تصبحو على خير
كان إياد يشعر ان هناك شئ لا يفهمه ولكنه لن يتحدث الان حتى لا يثير قلق لين .... دلفت لين الى غرفتها ليدلف إياد الى غرفه أيهم ليجده يقف عند النافذه الكبيره ينظر الى امواج البحر المتضاربه  كروحه المتخبطه هو يشعر ان ابن عمه ليس بخير ومن معرفته به فهو لن يتحدث اقترب منه وربت على كتفه وقال
- انا جمبك يا أيهم فى اى وقت و اى حاجه تحتاجها انا سداد
نظر أيهم اليه بصمت وهز راسه بنعم ليبتسم إياد ابتسامه صغيره وقال
- هروح انا بقا انام ... تصبح على خير
وتركه وذهب ليبدل ملابسه و صعد الى السرير بصمت .. وظل أيهم واقف فى مكانه يفكر بقلمى 
**************************
تجلس بغرفتها بعد ان رفض اخيها ان يتناول العشاء جلست فى وسط السرير تتذكر كلمات إياد لها اليوم
- اذيك يا انسه فاتن ؟
لتبتسم ابتسامه صغيره رقيقه و مميزه و قالت بخجل
- الحمد لله ميرسى لحضرتك
ليقول لها بلوم مصطنع
- حضرتك ايه بس .. قوليلى يا إياد يا إيدو ... قوليلى حتى يا واد يا إياد عادى جدا والله
لتضحك بخجل وهى تقول
- لا طبعا ازاى  يعنى ... مينفعش الاحترام واجب بردوا
ليبتسم لها وهو يقول بهيام
- وانتِ كل الاحترام والحب والجمال
لتقف سريعا وهى تقول بخجل شديد
- استاذ إياد كده مينفعش على فكره ... هقول لرواد
ليضحك ضحكه مطمئنه وهو يقول بصدق
- متخافيش منى ارجوكى ....
لتنظر اليه بصدق و هى تقول
- انا مش خايفه منك و معرفش ليه مش خايفه منك ومتسألنيش ليه
ليقول بثقه و صدق
- لانى صادق و كلامى خارج من قلبى
اخفضت راسها ارضا بخجل ليقول هو بأبتسامه
- عندى حاجات كتيره اوووى عايزه اقولك عليها و احكيها لك ... و ربنا يقرب البعيد بقا
لتنظر اليه بأهتمام شديد و لكن قطع حديثهم وصول أيهم الى الورشه بشكل لا يطمئن ابدا لتعود من افكارها و هى تشعر بأكثر من احساس بين السعاده و القلق و الخوف و لكنها تشعر حقا بالأمان 
**********************
فى صباح اليوم التالى كان أيهم يجلس داخل الورشه يفكر فيما توصل اليه .... بعد اكتشافه لحالتها المرضيه الذى فهمها من حديثها و حركاتها ... وكل انفعالتها
وايضا رغم ان كلمات إياد الذى قالها حين شعر بحبه لفاتن من اول نظره تنطبق عليه بشده وحالته التى كان عليها امس تؤكد انه يحبها لكنه يكابر ..... اقترب رواد منه فهو يقف امام الورشه منذ وقت طويل يتابعه يحاول ان يفهم حال صديقه و لكنه لا يستطيع الصمت او تركه هكذا جلس على الكرسى المواجه له و قال بصوت هادئ ولكن ايضا قوى
- انت بتحبها يا أيهم ؟ قلبك اتحرك نحيتها؟ الى انت فيه ده بيقول كده ؟
نظر أيهم اليه وهو مقطب الجبين وظل صامت لا يجد رد او كلمات يقولها يود لو يأكد .. او ينفى ولكنه يقف فى منطقه الضياع هو كالغريق الذى لا يشعر بأرض صلبه اسفل قدميه ويشعر بالرهبه وايضا يستطيع الغوص .... ربت رواد على يد صاحبه وقال بتأكيد
- الى انت فيه ده كله اعراض حب فكر كويس علشان شكل البنت مش حمل صدمات او وجع ... انا معرفش علقاتها بخطيبها كان شكلها ايه بس كمان من الواضح انها لسه متخطتش موته ... لازم تعرف كويسه انت عايز ايه ؟ و تكون متأكد علشان متأذيهاش
قطب أيهم حاجبيه ونظر الى صديقه بضيق ثم قال
- اولا انا مش ناوى بيها شر انا عايزها تخف من الحاله الى هى فيها دى
هز رواد راسه بنعم وهو يربت على قدم صديقه وهو يقول
- ماشى ... بس خلى بالك علشان انت مش عارف هى عايزه ايه ... كمان
صمت لثوان لينظر اليه أيهم باهتمام ليقول بأبتسامه
- اى خطوه هتعملها تخص ضى من بعيد او من قريب لازم تكون حاسبها كويس جدا وعارف كل عواقبها الحميده والسيئه
عم الصمت عليهم لعده دقائق وايهم ينظر الى الامام بتفكير عميق و كان رواد يفكر بما دار بينه وبين فاتن و نصيحتها له ليتخذ قراره و اعتدل فى جلسته واقترب من أيهم وقال بتوتر 
- انا عايز اسألك سؤال يا صاحبى ؟
ليعتدل أيهم ينظر اليه باهتمام و هو يشعر بان نبره صوت صديقه قد تغيرت وظهر عليه التوتر والقلق فقال بهدوء
- خير يا رواد اسأل
اخفض رواد راسه لثوان معدوده ثم اخذ نفس عميق  وقال بسرعه
- انا معجب بالانسه لين وطالب ايدها منك
ظل أيهم ينظر الى صديقه دون ان يظهر على ملامحه اى شىء ثم ردد قائلا باندهاش
- انت عايز تخطب اختى ؟
نظر رواد اليه بثقه رغم احساسه بالقلق  والخوف وعدم ثقته فى سؤال صديقه ان كان حقيقى ام يهزء به
واجابه قائلا بثقه وعيونه ترجوه ان يشعر به ويصدقه
- ايوه يا أيهم انا بطلب منك ايد الانسه لين ولو وافقت يا صاحبى فورا هحدد معاد مع والدك
ظل أيهم صامت لعده دقائق اخرى يشعر بالاندهاش كيف ذلك لين الصغيره كيف استطاعت تحريك تلك الصخره الموجده بداخل صدر صديقه و لكن ذلك الصمت جعل رواد يقف وهو يقول بضيق
- خلاص يا صاحبى ردك وصل ... انا عارف انى مش قد المقام بس كنت فاكر انك بتفكر بطريقه تانيه غير كده
وتحرك ليغادرو لكنه وقف مكانه حين سمع أيهم يسبه ليقف مكانه وينظر اليه بأندهاش ليقول أيهم
- انت اكبر حمار عرفته فى حياتى ... مقام ايه الى بتتكلم عنه ومستوى ايه  انا بس مش مستوعب ان رواد رجل الوحده الاول الى عمره ما بص لبنت اعجب بلين اختى الصغيره و واقف قدامى خايف و مكسوف وهو بيطلبها ... وعنيه بتترجاني انى اوافق
كان رواد يقف امامه مقطب الجبين يشعر بعدم الفهم ثم قال
- تقصد ايه انا مش فاهم ؟
ليضحك أيهم بصوت عالى وقال ببرود
- الموضوع يرجعلها لو هى وافقت انا كمان هبقا موافق
نفخ رواد الهواء من صدره براحه ثم ركض اليه و لكمه فى معدته بقوه وهم يضحكان سويا
حين دلفت كل من فاتن ولين ومعهم إياد ينظرون اليهم باندهاش زاد بسعاده مع كلمات أيهم الشارحه التى جعلت لين تشعر بالخجل ولكن ايضا كانت سعيده فرواد شخص مميز بهيئته الخشنه وايضا طباعه الرجوليه
اقترب أيهم منها وقال
- الفتره الى انتى قعداها هنا اتعرفى فيها على رواد علشان قبل ما ترجعى العاصمه تكونى مبلغاه بقرارك يجى يطلبك من بابا ولا لا
ابتسمت بخجل وهى تهز رأسها بنعم ثم خبئت وجهها فى صدر اخيها الذى ربت على ظهرها بحنان فى نفس اللحظه التى اقتربت فيها فاتن من اخيها بأبتسامه واسعه وقالت
- شفت بقا ....  ربنا يسعدك يا حبيبى يارب
ضمها رواد بقوه وقبل اعلى رأسها ليقول إياد بتذمر
- وانا واقف ايه ابچورا كل واحد حاضن اخته وانا كيس جوافه انا طالع الشقه
ليضحك الجميع على ذلك الطفل الكبير 
••••••••••••••••••••••••••••••
تغادر المطبخ متوجه الى زوجها بكوب الشاى حتى يذهب الى عمله ولكنها تشعر بالقلق صوت ضى فى اخر مكالمه لها اقلقها بشده وهى لا تعلم ماذا عليها ان تفعل
اعطت طاهر كوب الشاى وجلست بجانبه وهى تقول
- انت كلمت ضى يا طاهر ؟
لينظر اليها وهو يقول باقرار
- لا مش اخر مره كلمتك انتِ.... انا كنت ناوى اكلمها النهارده ... فى حاجه ولا ايه ؟
قال الاخيره بقلق لتقول هى بخوف ام على طفلتها البعيده عن عيونها .. وايضا صوتها المختنق بالبكاء
- صوتها مكنش مريحنى ... وحسيت انها مش كويسه رغم انها على طول بتقول انها كويسه .. وكلمت نودى كمان وطمنتنى عليها بس قلبى مش مريحنى يا طاهر
كلماتها اقلقته بشده واخرج هاتفه ليتصل بعبد الحميد حتى يطمئن
- اذيك يا عبد الحميد اخباركم ايه ؟
صمت لثوانى ثم قال بابتسامه صغيره
- طيب الحمد لله .... اخبار ضى معاكم ايه
صمت ليستمع لكلماته
- هى كويسه جدا متقلقش عليها و بعدين هى زى بنتى انت خايف عليها وهى عندى ولا ايه ؟
ليقول طاهر سريعا
- ابدا والله يا عوبد ... انا مطمن وهى عندك والله بس امها لما كلمتها اخر مره حست انها مش كويسه فقولت اعرف منك لو فيها حاجه وهى يعنى مش عايزه تقول لامها
صمت مره اخرى ثم ابتسم وقال
- خلاص تمام .. ان شاء الله هنيجى اخر الاسبوع كده نشفكم
اغلق الهاتف ونظر الى زوجته وقال
- استعدى بقا وجهزى زياره محترمه علشان نروح نطمن عليها بنفسنا ... مبسوطه
لتبتسم بسعاده ووقفت على قدميها و هى تقول
- طبعا مبسوطه .. ربنا يخليك ليا يا طاهر كل حاجه هتكون جاهزه وقبل اخر الاسبوع كمان
غادرت من امامه ليبدوا عليه الهم والقلق ... فكلمات عبد الحميد لم تريحه ولذلك قرر الذهاب ليطمئن بنفسه
*******************
يجلس صفوان خلف مكتبه فى الشركه يتابع كل الاعمال القائمه حتى يعود الابن الضال ابتسم لذلك التشبيه و اتسعت ابتسامته وهو يرى اسم ابنه ينير شاشه الهاتف
اجابه سريعا وهو يقول
- كنت لسه بقول لنفسى امتى الابن الضال ناوى يرجع لبيته
ضحك أيهم بصوت عالى رغم الم قلبه ... وحيرته الكبيره وقال برجاء
- الابن الضال محتاج دعاك .
ليقطب صفوان حاجبيه بقلق وقال
- مالك يا أيهم فيك ايه با ابنى .. انت كويس و اختك وابن عمك بخير
اخذ أيهم نفس عميق وهو يقول
- كلنا بخير .. بس انا الى محتار يا بابا .. وخايف
شعر صفوان بالقلق الشديد فهذه اول مره يستمع فيها الى وحيده يقول كلمه خائف .. اول مره يشعر بالحيره والقلق فى صوت ولده فقال بعاطفه الاب
- تعالى يا أيهم ... ابوك موجود .. تعالى يا حبيبى انا جمبك .
ليبتسم أيهم وقال بصدق
- انا دلوقتى ارتحت .. عارف يا بابا رغم انى بقيت كبير لكن مجرد معرفتى انك موجود .. وفى ظهرى ... ده طمنى وريحنى .. بس ارجوك يا بابا خليك ديما راضى عنى ... و خليك ديما فى ظهرى ... و ادعيلى كتير
كان صفوان يود لو يذهب الان الى ولده ... يضمه بقوه ... يدعمه و يطمئنه  فقال بصدق
- انا ديما راضى عنك يا أيهم ... وربنا شاهد عليا
اخذ أيهم نفس عميق وقال
- ممكن تسيب لين وإياد معايا يومين كمان و ان شاء الله هننزل كلنا
اجابه صفوان سريعا
- مفيش مشكله .. خلى بالك من نفسك ومن اختك .. وانا عارف ان اياد معاك بخير
اغلق الهاتف مع ابنه وقلبه يدعوا بكل ما يعرفه من دعاء حتى يحفظ الله له وحيده من كل شر 
********************
لم تستطع ضى الذهاب الى المدرسه فى اليوم التالى ولم تستطع مواجه عمها  ظلت طوال اليوم السابق فى غرفتها تفكر فى كل ما حدث وبعد ذهابه الى المدرسه دلفت ناهد اليها وعلى وجهها ابتسامه ناعمه جلست امامها وقالت بمرح
- نزل خلاص
رفعت ضى عيونها اليها بأستفهام لتقول
- الى مكسوفه وخايفه منه نزل ..... بس يا حبيبتى الى حصل حصل و لازم تنسيه  يا ضى تخطيه وكأنه مكنش ولا حصل من الأساس
ظلت ضى صامته لعده ثواني ثم قالت بأستسلام
- مش قادره انا بجد كنت حاسه انى مخطوفه و متكتفه كمان .... هو صحيح معملش اى حاجه تخوفني ولا تطاول عليا بالعكس كان خايف ومتوتر و قلقان كنت شايفه خوفه عليا فى عنيه بس  ... بس انا كنت خايفه اوووى اوووى يا ابله نودى
ربتت نودى على قدميها وهى تقول بحنان
- اهدى طيب اهدى انتِ فى البيت اهو متخافيش
صمتت تنظر اليها بشفقه وقلق وهى تفكر عليها ان تجد حل لتلك المشكله حرام ان تظل تلك الرقيقه سجينه خوفها وبعد عده دقائق كانت قد هدأت ضى قليلا قالت ناهد
- طيب خليكى مرتاحه انتِ وانا هجبلك كوبايه عصير و بعدين هنزل اجيب شويه حاجات من السوق و هرجع على طول اصل والدك و والدتك جاين يشفوكى اخر الاسبوع
ابتسمت ضى بسعاده و قالت بلهفه
- بجد يا ابله دول وحشونى اوووى
ابتسم نودى لابتسامتها و قالت 
- ايوه يا ستى وهو انا كمان اتعرف على والدتك
هزت ضى راسها بنعم
- بجد لما تشوفيها هتحبيها اوووى لانها اصلا طيبه جدا
ابتسمت ناهد بمرح وقالت
- اكيد هحبها ... زى ما حبيت بنتها بالظبط
وبعد ان غادرت غرفه ضى سمعت  رنين هاتفها و كان المتصل عبد الحميد الذى اخبرها انه سيسافر الى بلدتهم بسبب وفاه احد اقاربه لوالدته و سوف يعود قبل موعد حضور طاهر و زوجته
غادرت المنزل بعد ان اعدت حقيبه ملابس صغيره لعبد الحميد ومرت عليه فى المدرسه واعطته اياها حتى يذهب مباشره دون تأخير
كانت فى طريق العوده للبيت بعد ان احضرت الاغراض التى تريدها مرت من امام الورشه .... و كان هو يجلس هناك حين وقعت عينيها عليه شعرت انه يفكر فى ضى جلسته السارحه اهتزاز  قدميه  بتوتر لتقرر ان تتحدث معه ... علها تفهم من هو وماذا يريد من ضى ..... اقتربت منه ووضعت الاغراض ارضا وهى تقول مباشره
- انت عايز ايه من ضى ؟
فاق من شروده ينظر الى محدثته بعدم فهم ثم وقف على قدميه سريعا ينظر اليها باستفهام حائر فهو لا يعلم من هى لتقول بهدوء حذر
- انا مرات الاستاذ عبد الحميد
ظهر القلق على ملامح أيهم لتكمل نودى قائله
- ضى محكتش حاجه لعبد الحميد بس قالتلى انا كل حاجه .... وانا دلوقتى عايزه اعرف ... انت عايز منها ايه ؟
اخذ نفس عميق فأخر ما كان يريده رغم قدرته على المواجهه هى معرفه عبد الحميد بما حدث بالامس فهو يريد ان يظل بشكل جيد امامهم .... ظل صامت لثوانى وكأنه يلتقط انفاسه ثم قال بقلق
- طمنينى عليها الاول ارجوكى ؟
لتبتسم ابتسامه صغيره خاصه وهى ترى القلق و الخوف فى عينيه وقالت بهدوء وثقه
- هتبقا كويسه ... هى محتاجه بس شويه وقت و هتبقا كويسه
ظهر القلق على وجهه وكاد ان يقول شىء اخر الا انها قالت بنوع من الحزم
- قولى بقا عايز منها ايه ؟
ظل ينظر اليها بقوه وثبات ثم قال بصدق
- عايزها تخف .
قطبت جبينها تنظر اليه بأندهاش ... لحركه يده و صدق قوله
و كان هو لا يعلم كيف ولماذا وضع يده على موضع قلبه وهو يقول
- قلبى وجعنى اوووى لما شفت حالتها وافتكرت اول مره شفتها لما كانت جايه على هنا قلبى وجعنى اوووى
ابتسم بخجل وهو يعيد يديه الى جيب بنطاله واكمل قائلا
- انا مهووس بالعربيات ومش عارف ليه عايزها تخف علشان تشاركنى شغفى و هوسى ده
كانت تنظر اليه وهى تشعر من داخلها ان بداخل قلبه شىء خاص تجاه ضى فكلماته ونظره عينيه توحى لها انه  يشعر بمسؤليه تجاهها و قلبه تعلق بها اخذت نفس عميق ثم قالت
- انا صحيح معرفكش بس واثقه فيك مش عارفه ليه كمان انا عارفه رواد واخته وعيلته الله يرحمهم و بثق فيهم .... بس
قال هو سريعا
- من غير بس ... صدقينى انا مش عايز بيها شر و لا عمرى هفكر أذيها
ظلت صامته لعده ثوان قالت بهدوء
- انت مين بقا .... انت الواد الغلبان الى بيشتغل عند رواد و لا انت الواد الهيبه الى راح لضى المدرسه ؟
اخفض رأسه لعده ثواني ثم قال
- انا هعرف حضرتك كل حاجه عنى انا اسمى أيهم صفوان الهوارى
وبدء فى سرد كل ما يخصه و كانت هى تستمع اليه وهى تشعر بالاندهاش والغرابه ولكنها لم تعلق على كلماته حتى انتهى تماما ثم قالت هى
- و ضى ايه فى وسط شغفك وعيلتك الكبيره دى ؟
ظل صامت ينظر اليها بتوتر هو نفسه لا يعلم ايجابه ذلك السؤال وكانت هى تشعر به وبما يدور بداخله استمر الصمت بينهم مرافق لحديث العيون  حتى قالت
- انا مش عارفه الى هعمله ده صح ولا لا بس عبودى مسافر لمده يومين
صمتت تستمع بعلامات البلاهه التى تظهر على ملامحه وخاصه على شخص بهيبه ذلك الواقف امامها لتكمل قائله
- وانت وشطارتك بقا
انحنت تحمل الاغراض وغادرت وهو ظل واقف فى مكانه غير مستوعب لما حدث الان وقبل ان تبتعد قال
- ايوه يعنى اعمل ايه ؟
نظرت اليه وقالت بأبتسامه
- والله ... معرفش بس افتكر انت معاك يومين بس
و اكملت سيرها وظل هو ينظر اليها وعقله يدور بسرعه كبيره يفكر ماذا عليه ان يفعل و ماذا تقصد هى بحديثها 
•••••••••••••••••••••••••••
فى نفس الوقت فى احدى الكافيهات على شاطىء البحر كان يشعر بسعاده كبيره لقد تحقق حلمه الكبير و ها هو يجلس امامها برقتها وجمالها البرىء الذى جذبه من اول مره قال بابتسامه واسعه
- انا بجد مش مصدق انى قاعد معاكى
ابتسمت بخجل وقالت بحيره
- ليه مش مصدق انا مش فاهمه
ليقول هو بحب يظهر فى كل نظره
- اصل انتِ مش فاهمه .... انا هفهمك انا اول مره شفتك من تلت سنين كنتى فى العربيه مع أيهم من وقتها وانا كل يوم بحلم بيكى كل يوم بتمنى وبدعى ربنا انه يجمعنى بيكى كنت خايف آنك تفضلى مجرد حلم وعلشان كده انا مش مصدق انى قاعد معاكى دلوقتى
كانت تستمع اليه وهى تشعر بالاندهاش من كلماته وسعاده كبيره تشعر انها تطير فوق السحاب ليكمل هو قائلا
- انتِ كنتى حلم مستحيل يتحقق.... بس اوعدك احافظ عليكى بعمرى كله ده طبعا بعد ما توافقى عليا
ابتسمت بخجل وانخفضت راسها ليبتسم هو الاخر بسعاده ثم نظرت اليه وقالت
- عايزه اعرف عنك كل حاجه
ليبدء من فوره يقص عليها كل شىء عنه منذ ولادته و وفاه والديه و اهتمامه بأخته و كيف اخذ شهادته و كيف وقع اسير هواها و كانت هى تستمع بتركيز شديد و سعاده اكبر  
***********************
و فى طاوله قريبه منهم كانت تجلس فاتن أمام إياد الصامت تماما يتأملها بهدوء وعلى وجهه ابتسامه بلهاء لتقول هى بململ
- هو احنى جاين هنا علشان نبقا ساكتين كده اومال هنتعرف على بعض ازاى؟ و كمان الرغى اللى كان من يومين فى الورشه ده كان ايه ؟
ليعتدل وهو يقول بأبتسامه
- اسألى وانا هجوبك
ظلت صامته لعده ثواني تفكر ثم قالت
- نفسى افهم انت عايز تخطبني ليه يعنى انت شاب غنى وعايش فى العاصمه واكيد فى بنات كتير حواليك اشمعنا انا ؟
ابتسم وهو يقترب من الطاوله واستند عليها بذراعه وقال
- انا عمرى ما كان ليا علاقات ببنات  ولا فكرت قبل كده انى ارتبط مش لاى سبب غير انى عايز البنت الى احبها هى الى تكون مراتى ... و مفيش بنت لفتت نظرى قبل كده او حسيت انها ممكن تكون مراتى ... بس اول ما شفتك حسيت ان قلبى اتخطف خرج من صدرى وجرى عليكى حسيت انى عايز اخطفك من كل الدنيا ومن حضن اخوكى و ازرعك جوه قلبى وبين ضلوعى
لم تتوقع تلك الكلمات منه لم تتخيل ان يكون الامر بهذا الشكل هى تخيلت ان له علاقات كثيره واراد الارتباط بفتاه مضمونه اخلاقها ابتسمت بخجل وهى تقول
- اسأل انت بقا لو عايز
لتتسع ابتسامته وهو يقول
- انا مش عايز اسأل ... مش محتاج اسأل واصلا اى حاجه حصلت قبل انا ما اعرفك متهمنيش و متفرقش معايا رغم انى متأكد انك اطهر بنت فى الدنيا كلها 
لتخفض راسها بخجل و قلبها يضرب داخل صدرها بقوه على اثر كلماته التى لمست روحها و قلبها وظل هو يتأملها بحب يزداد كل لحظه بقلمى ساره مجدى
********
جلس يفكر ماذا عليه ان يفعل عليه ان يقابلها ولكن كيف هى لم تغادر المنزل وايضا لن يكرر ما فعله المره السابقه عليه ان يجد حل اخر ظل يفكر يدلف الى الورشه ويخرج منها من جديد لم يستطع التركيز فى تصليح تلك السيارات التى تقف امامه و حين
اقترب من احد السيارات فتح غطاء الماتور خطرت له فكره  عليه ان يستغل وجود اخته وفاتن
اتصل على رواد وطلب منه الحضور سريعا ومعه البقيه
وبعد اقل من نصف ساعه كان جميع امامه قص عليهم الامر  سريعا ثم قال
- محتاج من البنات خدمه
قالت لين سريعا
- يا سلام آبيه أيهم بيحب انا مستعده لأى حاجه
ابتسم أيهم ابتسامه صغيره على حركات اخته الطفوليه وقال
- محتاج منكم زياره ليها وبأى شكل تقنعوها تنزل
نظرت فاتن لرواد الذى قال
- انت عايز  تعمل ايه بالظبط ؟
فهم أيهم مضمون سؤال صديقه فأجابه قائلا
- ولا حاجه انت عارفني كويس يا رواد انا بس عايزها تخف  عايزها تكون طبيعيه ... عايزها تعيش معايا شغفى يا صاحبى
ابتسم رواد وهو ينظر لأيهم قليلا ثم قال
- ابن الاكابر وقع فى الحب يا رجاله ماشى يا صاحبى كلنا فى ظهرك
ابتسم أيهم لكلمات صديقه التى اسعدته كثيرا  ثم قال
- بصوا بقا انا عايزكم بأى طريقه تجبوها عند الصخره الكبيره على الكورنيش
اقترب إياد من أيهم وهو يقول بمرح
- يا فرحه عمى صفوان بيك حقيقى ليه الجنه من تصرفاتك
تحركت لين وفاتن من فورهم وذهبوا اليها فتحت لهم نودى الاباب واستقبلتهم بترحيب كبير رغم شعورها ان أيهم من ارسلهم خاصه وهى لم تتعرف على تلك الفتاه الرقيقه التى بصحبه فاتن
- اهلا يا بنات منورين اخبارك ايه فاتن ؟ وبعدين مش تعرفينا على الحلوه الى معاكى دى ؟
ابتسمت فاتن بتوتر وقالت
- ده نورك يا طنط اسفين على الإزعاج بس انا كنت عايزه اطمن على ضى ... و اعرفك لين اخت المهندس أيهم صاحب رواد
لتهز نودى راسها بنعم و بداخلها تتأكد ظنونها اذا هو من ارسلهم ولكن ترى ماذا يخطط
- اهلا يا لين منوره ( ... )
لتبتسم لين ابتسامتها الرقيقه وقالت
- ميرسى خالص يا طنط
قالت فاتن بقليل من التوتر
- هى ضى مش هنا ولا ايه ؟
اشارت نودى الى باب غرفه ضى وهى تقول
- لا يا حبيبتى موجوده ثواني اناديها اتفضلوا
وقالت الاخيره وهى تشير الى المقاعد الوثيرة التى تحتل بهو البيت وقالت
- اتفضلوا اقعدوا على ما انديها
دلفت نودى الى غرفه ضى وهى تقول
- قوم يا كسلان فى ضيوف علشانك انما ايه قمر يا بت يا ضى قمر
نظرت لها ضى بعدم فهم ثم قالت بقلق
- ضيوف مين دول ؟
لتقول نودى وهى تخرج لها فستان من فساتينها ولكنه بدون اكمام وقالت بابتسامه مشاغبه
- البسى ده واخرجى احنى بنات فى قلب بعض
كانت ضى تشعر بالغرابه من كلماتها ومن هؤلاء الضيوف و لكنها نفذت كلمات نودى وخرجت لتبتسم ابتسامه شاحبه حين وقعت عينيها على فاتن وقالت
- اهلا وسهلا ازيك يا  فاتن منوره كتر خيرك انك جايه تسألى عليا
لتقف فاتن واقتربت من ضى وهى تقول
- لقيتك انتِ مسألتيش ولا اكدتى على طلب صداقتى ليكى قولت  اجيلك انا وكمان اعرفك على لين اخت المهندس أيهم شريك رواد
شعرت ضى باحساس غريب تجاه تلك اللين لكنها لم تستطع تفسيره وخاصه حين اقتربت منها وهى تقول
- ضى اسمك حلو اوووى و لايق عليكى جدا
لتبتسم ضى بخجل وقالت
- انتِ  كمان اسمك حلو اوووى اتفضلوا اقعدوا
لتقول نودى بابتسامه واسعه
- تحبوا تشربوا ايه
لتقول لين بوجه طفولى سعيد 
- لو اى حاجه ساقعه يبقا شكرا جدا 
ابتسمت نودى وهى تتحرك فى اتجاه المطبخ وقالت
- من عيونى
تبادلا الفتايات اطراف الحديث وكل دقيقه يزداد احساس ضى تجاه تلك الفتاه شىء غريب يجذبها لها وايضا يريد ان يبعدها عنها و ايضا من ذلك الايهم هى لم تكن تعلم ان لرواد شريك فى ورشته
اقتربت فاتن قليلا وقالت
- ايه رايك نخرج مع بعض انتِ اكيد متفرجتيش على البلد ايه رأيك
- وماله هى اصلا محتاجه الخروجه دى
قالت نودى ذلك حين خرجت من المطبخ تمسك بين يديها حامل متوسط وفوقه ثلاث اكواب عصير
نظرت اليها ضى باندهاش ورفض يرتسم على ملامحها بغضب مستتر
تجاهلته نودى تماما وهى تقول
- يلا يا ضى قومى كملى لبسك واخرجى مع البنات شويه غيرى جو يا حبيبتى وانبسطى
ظلت ضى جالسه مكانها حتى قالت فاتن بلوم
- انتِ مش عايزه تخرجى معانا وتبقى صحبتنا ولا ايه ولا احنى بقا  بنفرض نفسنا عليكى
نظرت اليها ضى بابتسامه رقيقه وقالت بلوم
- لا ابدا متقوليش كده بالعكس طبعا انا يسعدني نكون اصحاب ... كل الحكايه بس انى تعبانه شويه بس ثواني البس ونخرج مع بعض
و دلفت الى غرفتها حين قالت لين
- الله دى لطيفه ورقيقه اوووى وكمان جميله جدا
لتنغزها فاتن فى خصرها لينظرا الفتاتان الى نودى التى ابتسمت وهى تقول
- مش هوصيكم يا بنات على ضى دى أمانه
قالت فاتن سريعا
- حضرتك متقلقيش خالص فى أمان
وبعد اقل من نصف ساعه كانت ضى تغادر شقه عمها بصحبه فاتن ولين 
******* *************
يقف فى المكان المتفق عليه ينتظرهم ... عليه ان يتحدث معها عليه ان يخرج كل ما بداخلها عليه ان يستمع لكل الحكايه منها هى رغم معرفته بخوفها من السيارات والسبب ايضا لكنه لا يتحمل الفكره يريد ان يفهم كل شىء علاقتها بخطيبها وكيف كانت الحادث وكيف اصبحت بتلك الحاله
خرج من افكاره ليجدهم على بعد خطوات منه  ولين تركض اليه وهى تقول
- ايه ده ابيه أيهم اهو
ليبتسم اليها وهو يقول وعيناه ثابته على تلك التى تجمدت فى مكانها تنظر اليه نظره ألمت قلبه بشده خوف ممزوج بغضب ورفض واضح
- بتعملى ايه هنا يا قرده ؟
اجابته بابتسامه واسعه وهى تشير للفتايات
- فاتن عارفتني على صديقه جديده وخرجنا نتفسح شويه
كانت تقول كل تلك الكلمات وهى تسير معه فى اتجاه الفتايات الذى وقف امامهم وقال
- اهلا يا بنات
ونظر الى ضى وقال
- اهلا انسه ضى
لم ينتظر منها رد وكذلك الفتايات فتحركت لين ووقفت بجانب فاتن وهى تقول
- تعالى نجيب ايس كريم من المحل ده
وسحبت فاتن من يدها سريعا تراجعت ضى خطوتان للخلف وهى تنظر لأيهم بخوف فقال هو سريعا
- متخافيش احنى جمب بيتك ... انا بس عايز اتكلم معاكى شويه عندى اسئله كتير عايز اسألها وحاجات كمان كتير عايز اعرفها ... ممكن ؟
ظلت صامته تنظر اليه بخوف ورفض واضح ليقول بمهادنه
- انا بجد مش عايز  بيكى اى شر.                       
خطا خطوتان بجانب  ذلك السور الذى يفصل الطريق عن شاطىء البحر وجلس عليه وقال
- انا بس عايز اعرف ايه الى حصل معاكى انتِ وخطيبك
شعرت بالاندهاش من سؤاله وظلت صامته تنظر اليه بأندهاش ليقول وهو يشير بيده الى جانبه
- انت كنتى بتحبيه ؟
وجدت نفسها تجلس بجانبه و كأنها كانت تنتظر ان يسألها احد عنه حتى تقول كل ما بداخلها قالت و الدموع تتجمع فى عينيها
- وعيت على الدنيا عليه كان جارى وصديقى كان مرشدى للصح ... ديما فى ظهرى كان كل دنيتى عمرى الى فات كله مفيش تفصيله سعيد مكنش فيها اصلا عمرى ما فكرت اذا كنت بحبه ولا لا ديما سعيد موجود
صمتت لثوانى ..... و كان هو يشعر بنار تشتعل بداخله مع كل كلمه تقولها لم يكن يتخيل ان الامر بهذا الشكل انها لا تحبه فقد بل هو متغلغل داخل روحها اخذت نفس عميق ثم اكملت دون ان تنتبه لمن يجلس بجانبها
- يوم ما مات كنا بنجيب الحاجات الى ناقصه للشقه علشان كان فاضل شهر على الفرح كان لسه شارى العربيه من كام شهر وعمره ما كان بيسوق بسرعه كان ديما يقول (( يعنى لو وصلت بدرى عن معادى هاخد جايزه الطريق غدار ولازم اعمل حسابى )) و اهو مات بسب عدم مسؤليه الناس التانيه
كان ينظر اليها وهو يتذكر تلك الحادثه التى رأها ذلك اليوم قطب جبينه وهو يفكر بتركيز .... لذلك حين شاهدها لاول مره فى الصحراء لم يستطع تركها والرحيل كانت هى تلك الفتاه بالسياره الذى وقف وشاهد الحادث وقت حدوثها لعده دقائق ثم عاد بالسياره الى الورشه حتى يسلمها لصاحبها
عاد بتركيزه لها ليجدها سارحه ودموعها تغرق وجهها الذى سكن قلبه منذ اول مره وقعت عيونه عليها
ظل صامت احتراما لحزنها وايضا لم يجد كلمات تسعفه فى ذلك الموقف أيهم الهوارى الذى يجلس امام اكبر الشخصيات واقواها ويستطيع التحدث واقناع الجميع برأيه لا يجد كلمات يقولها لتلك الفتاه التى يتألم قلبه من اجلها
وكانت هى تشعر بالحيره لماذا قالت له كل ذلك ولما هو بالتحديد وقفت سريعا ليقف هو الاخر نظرت اليه واحساس كبير بالذنب يتغلل الى روحها ثم غادرت سريعا ظل هو ينظر اليها وعقله يفكر فى حل واحد فقط ليس له بديل
وصلت الى البيت وحين فتحت لها ناهد الباب سقط قلبها ارضا حين وجدتها تبكى وفى حاله  انهيار هل اخطأت حين سمحت له بالاقتراب من ضى هل قرأته خطىء
خرجت من افكارها على همهمات ضى
- انا مش عارفه انا عملت كده ليه .... ليه هو بالتحديد ليه احكيله عن سعيد ليه هو الى اخرج له كل الى فى قلبى وكل و جعى ليه
اخذت ناهد نفس عميق براحه ثم قالت لها باستفهام
- هو مين ده  ... ايه الى حصل فهمينى
ثم جذبتها و اجلستها على اقرب كرسى وقالت لها بهدوء
- احكيلى بقا ؟
قصت ضى كل ما حدث وهى تبكى وتلوم نفسها على احساسها  لقد كانت تشعر بالامان انها شعرت و كأنها تتحدث الى روحها
كانت نودى تستمع اليها وعلى وجهها ابتسامه ناعمه رقيقه وقالت
- انتِ حبتيه يا ضى او يمكن اعجبتى بيه وعلشان كده حسيتى انك مرتاحه قدامه وحكيتى كل الى فى نفسك
نظرت اليها ضى بصدمه ثم وقفت على قدميها و هى تقول باعتراض و غضب
- انا ... انتِ بتقولى ايه انا بحب سعيد و بس .... سعيد وبس انتِ سامعه
ثم تركتها ودلفت الى غرفتها ترافقها ضحكات نودى وايضا كلماتها
- انكرى انكرى ... مهما تنكرى مش هيخفى حقيقه انك بتحبيه 
•••••••••••••••••••••••
عادت الفتايات الاتى كانت تقف عند محل الايس كريم ينتظرون اشاره أيهم فى الاقتراب بعد انتهائه من الحديث مع ضى ودون كلمه تحرك أيهم ليعيدهم الى الورشه وعند وصوله اخذ رواد وإياد الى خارج الورشه تحت انظار الجميع المصدومه و كان الاثنان يشعران بالغرابه من هيئه صديقهم الذى قال حين وقف امامهم
- انا عايزكم تخلوا بالكم من لين هنزل العاصمه و هرجع على طول
ليقطب رواد جبينه بحيره وقال
- ايه الى حصل يا أيهم فى حاجه حصلت فى البيت عندكم
ليقول إياد سريعا
- عمى ومرات عمى كويسين ؟
هز أيهم راسه بنعم ليقول رواد بنفاذ صبر
- طيب ايه الى حصل ؟
ظل أيهم صامت لعده دقائق ثم قال
- هخطب ضى
لتظهر علامات الصدمه والاندهاش على وجه رواد و إياد ولكن أيهم لم يمهلهم الفرصه للحديث وغادر سريعا

نوفيلا (( بين خوفها و هوسه ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن