الحلقة 44 من الرواية------ انت لي----
وضعتُ القصاصات تحت الوسادة و أرخيتُ جفوني... سأنام على صورتكِ يا رغد !
فجأة... صحوتُ على صوتُ جلبة... أشبه بارتطام شيء ما بالأرض... مصحوبة بصراخ قوي !
نهضتُ بسرعة و سمعتُ صوت صرخات متتالية و متداخلة مع بعضها البعض في آن واحد... أسرعتُ للخروج من غرفتي و هرولتُ ناحية مصدر الصراخ...
إنه السلّم...
وصلتُ أعلى عتباته و ألقيتُ نظرة سريعة نحو الأسفل و ذهلتُ !
قفزتُ العتبات قفزا حتى وصلتُ إلى منتصف الدرَج... حيث وجدتُ رغد و أروى جاثيتين على العتبات إحداهما تئن بفزع... و الأخرى تتلوى ألما و تطلق الصرخات...
و مجموعة من الأوراق مبعثرة على العتبات من حولهما..." ماذا حدث ؟؟ "
سألتُ مفزوعا... و لم تجب أيهما بأكثر من الأنين و الصراخ...
" رغد...أروى ...ماذا حدث ؟؟ "
ردّتْ أروى و هي تضغط على كوعها بألم :
" وقعنا من أعلى السلم "
لم يكن لدي مجال لأندهش... فقد كانتْ رغد تصرخ بألم و تنقل يدها اليسرى بين يمناها و رجلها اليسرى...
قلتُ بسرعة :
" أأنتما بخير ؟؟ "
أروى وقفتْ ببطء و استندتْ إلى الجدار... و أما رغد فقد بقيتْ على وضعها تئن و تصرخ
" رغد هل أنت ِ بخير ؟؟ "
عصرتْ رغد وجهها من الألم فسالتْ الدموع متدفقة على وجنتيها المتوهجتين...
قلتُ :
" رغد ؟؟ "
فأجابتْ باكية متألمة صارخة:
" يدي... قدمي... آه... تؤلماني... لا أحتمل... ربما كسرتا "
أصبتُ بالهلع... أقبلتُ نحوها حتى جلستُ قربها تماما... و سألتُ :
" هذه ؟ "
مادا يدي إلى يدها اليمنى و لكني ما أن قرّبتُ يدي حتى صرختْ رغد بقوة و أبعدتْ يدها عنّي...
" رغد "
هتفتُ بهلع، فردتْ :
" تؤلمني بشدة... آي... لا تلمسها "
فوجهتُ يدي إلى يدها اليسرى :
" و هذه؟ أتؤلمك؟ "
" كلا "
فأمسكتُ بها و أنا أقول:
" إذن... دعيني أساعدكِ على النهوض"
رغد حركتْ رأسها اعتراضا و قالتْ:
" لا أستطيع... قدمي ملتوية... تؤلمني كثيرا... لا أستطيع تحريكها "
و نظرتْ نحو قدمها ثم سحبتْ يدها اليسرى من يدي و أمسكتْ برجلها اليسرى بألم
و كانتْ قدمها ملوية إلى الداخل، يخفي جوربها أي أثر لأي كدمة أو خدش أو كسر...
أنت تقرأ
أنتِ لي لمنى المرشود
Roman d'amourرواية للكاتبة منى المرشود ، جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الأصلية من أروع ما قرأت رواية " أنت لي " لمنى المرشود طفلة يتيمة كان يعلمها إبن عمها كيف تنطق إسمه ، فتلعثمت في فمها الحروف خلطت حروف إسمه فنطقت "أنت لي "... ولم تدر تلك الطفلة الصغيرة أنها ب...