-الفَصل الأوَّل-

601 39 46
                                    

.

ثمانية و اربعون ساعة، لم يغفُ جفني و لو لثانية واحدة ، لقد انتهت المعركة منذ اسبوع بالفعل، و يستغرق الوصول الى القصر قرابة اربعة ايام، لقد بدأنا في اليوم السابع و لا يوجد اي اخبار.

سمعتُ بعض الجلبة خارج القصر، نظرت من الشرفة و لاحظت وجود الكثير من الناس و الجنود ايضًا، لكن عدد المصابين و القتلى اكبر بكثير من عدد اللذين عادوا سُلامى، أو لنقل الذين يستطيعون المشي على اقدامهم علي الاقل!

وقفت امام الباب الخلفي للقصر، في العادة يعود ابي قبل بقية الجنود ببضع دقائق و يدخل من الباب الخلفي لانه لا يحب ان يراه العامة متعبًا، بصفته قائد الجيش، لكنه تأخر للغاية هذه المرة
دخل النائب الأول لأبي من الباب، القائد نيلسون، يلهث كما لو كان يطارده قطيع من الذئاب
لا اتفاءل برؤية هذا الرجل علي اي حال، انه مخلص ليس بخائنًا و لكن مجرد رؤية وجهه يجعلك تظن ان هناك مصيبة تمشي اليك و ليس انسانًا

"آنسة سيلڨيا..."

أجبته مسرعةً "لقد أُصيب أليس كذلك؟ وصلتني الاخبار انها كانت معركة شرسة! "

"لقد مات القائد براين"

شعرت و كأنني قد أُلقيت بقاع محيط متجمد في هذه اللحظة، لم أنبس ببنت شفة، لقد وقفت متجمدة حتي انني لم الحظ ان نيلسون قد كرر مناداة اسمي أكثر من مرة ليوقظني من الموتة الصغرى التي حدثت لي و انا واقفة بعينين مفتوحتين

"هل تريدين ان تريه؟"

أجبته بصعوبة "لا أظن ذلك، شكرًا لمجهوداتك قائد نيلسون، لقد فعلت أكثر مما بوسعك، سألتقي بك بعد ساعة لنجهز مراسم الدفن"

كانت تخرج الكلمات من حلقي بصعوبة بالغة، كما لو كانت الكلمات سكاكين تقطع حنجرتي، لم أرد رؤيته لأن سيصعب علي للغاية رؤية ابي الذي كان كل ما تبقى لي في هذه الحياة، و علي ان أحاول ألّا اتأثر فتظهر علي سمات الضعف التي و بالتأكيد سيحاول أحدهم استغلالها جيدًا، لنقل انني أحاول ان امنع نفسي من الانغماس في حقيقة موت ابي المريرة للغاية، أحاول ان احافظ على هالتي الثابتة الجامدة كما هي.

استدرت لأتوجه الى غرفتي في الطابق الثاني، اتذكر انني كنت اقف امام السلم ببضع خطوات، لم اشعر و كأن المسافة بيني و بين أول درجة كمسافة بين بريطانيا و فرنسا اللعينة!

لا اعلم ان كنت فقدت الاحساس بالوقت و بنفسي ام انني كنت فعلا اخطو خطوات بطيئة للغاية، ان المسافة لا تنتهي
كان هذا نفس الشعور الذي شعرت به و عمري سبع سنوات عندما ارسلني ابي الي نفس الغرفة المشؤومة تلك عندما احرق الفرنسيين امي امام عينيّ
القصر الذي أعيش فيه في منطقة معزولة قليلة على حدود بريطانيا، لذلك كان هجوم فرنسا عليها شيئًا ليس بصعب!
تتسائلون لم أحرق الفرنسيين أمي اليس كذلك؟ لقد كانت فرنسية، هربت من قريتها لأنها أحبت ابي و ارادت ان تبقى معه، لم تكن تحب وطنها بالفعل لانها كانت من عائلة فقيرة مستعبدة من قبل ثري فاسد من حكام فرنسا، كانت فقط تريد ان تهرب، حتى لو حدث ذلك بزواجها من قائد جيش بلد من المفترض انها عدوتها

❝سِـيلْڨـيَا❞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن