-الفَصلُ السَّادِس-

82 14 17
                                    


رحلة طويلة متعبة أخرى، و مملة للغاية أيضًا ، قضيت أيّام العودة جميعها أفكر في أفكار كئيبة، انه ليس شيئًا مستجدًّا علي لأكن صريحة، قضيت طفولتي كلها وحيدة، كنت أتعلم القراءة و الكتابة و ما الى ذلك وحدي تعليمًا خاصًّا في المنزل، لم يكن لي غير أمي و أبي فقط.

كان تايهيونج هو الشخص الوحيد الذي تعاملت معه معاملة مباشرة و ليست قريبة للغاية، أعني، هو الانسان الوحيد الذي خاطبه لساني في صغري، و ليس بالتأكيد مخاطبة حسنة كان كل ما أوجهه اليه هو الشتائم فقط.

و لكن الآن ماتت أمي، مات أبي، مات نيلسون، حللتُ المجلس و بات القصر باردًا و موحشًا، لا أحد يدخل و يخرج سواي انا و الخدم و بعض الجنود الذين أكلفهم ببعض الأعمال.

كان صوت أبي و نقاشاته مع الظباط و الجنود التي تخرج و تدخل طوال الوقت حاملةً الاخبار، صوته عوضني كثيرًا عن فقدان أمي، لم أكن أشعر بالوحدة بسببه، حتى و لو كانت لحظات تعاملي معه كأبٍ و ابنته قصيرة لكثرة انشغاله، كان هو يدربني لذا كنت أحظى ببعض الوقت الخاص معه، لكن كقائد و أحدِ جنوده.

و الآن قد عاد تايهيونج، مع إني لا أتطلع الي تعاوننا معًا نهائيًّا لأني لا أطيق وجهه لكن عالأقل وجوده سيشغل بعض الفراغ حوالي، على أي حال هو أفضل من ظباط المجلس المتخاذلين الأغبياء، يمتلك قليلًا من الذكاء، اتمنى ألا يعود الى ألعاب المراهقين تلكَ مجددًّا لأني لن اتردد في قتله و صلبه و حرقه حيًّا.

-------
توقفت العربة قريبًا من سور المدينة معلنةً وصول رحلة عودتنا الى نهايتها بالفعل، ما ان لمست قدميّ الأرض حتي وجدت تاي يتقدمني بعدة خطوات ليدخل المدينة قبلي.

ناديت عليه بصوتٍ عالي و انا أمشي إليه بخطواتٍ سريعة "قائد تايهيونج!"

أمال برأسه ناظرًا الي قائلًا "ماذا؟ ألا تريديني ان يراني سكان المدينة قبلك؟"

زفرت الهواء بقوة و قلتُ "لستُ تافهةً مثلك لأفكر بهذه السخافة، فقط أُعلمك أنّي سأدخل من البوابة الخلفية لأنها أقرب الى القصر"

ضحك قائلًا "ماذا لا هل تمزحين معي؟ سأدخل من البوابة الرئيسية بالطبع، أريد ان يعلم الناس ان القائد تايهيونج قد وصل!"

قالَ جملته و تركني متوجهًا هو و جنوده الى البوابة الرئيسية، و قد ترك جنديين ليحملوا أمتعته الى القصر.

قلتُ بنفاذ صبر و انا أُخرج أمتعتي من العربة
"كسول و أحمق و متباهي و متعجرف"

توجهتُ إلى البوابة الخلفية و انا أتلو صلواتي ان يلهمني الرب الصبر على هذه المصيبة التي حلت على رأسي، و أن يجعل بين يدي و بين بندقيتي سدًّا عندما أرى كيم تايهيونج، لكي لا أفرغها برأسه.

❝سِـيلْڨـيَا❞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن