-الفَصل الثَّالث-

124 18 39
                                    

.
نهضتُ لأذهب الى مكتبي الخاص بعد انصراف القادة و تكليفي لنيلسون بإعطاء الجنود راحة لليوم أيضًا، فعلى أيّ حال لقد عادوا من حرب ملحمية منذ يوم فقط.

التقطتُ بعض الاوراق و الحبر لأقوم بتدوين أهم التغييرات التي ستطرأ في المستقبل و بعضًا من الأفكار، من عاداتي ألا أنفذ شيء بدون خطة محكمة.

في منتصف غرقي في تفكيري فجأة تذكرت كلام ديڨيد عن تايهيونج و تعكر صفو ذهني و شعرت بالغيظ للغاية، يا إلهي انني حقًا اكرهه بشدة.

كل من أعرفهم يثنون عليه و أنه قائد و جندي رائع لا مثيل له لكن انا فقط لا أرى ذلك، كرهي له ليس بسبب انه فعل شيئًا فظيعًا لي، و لكن عامان التدريب الذين قضيتها معه كان أشبهًا بالجحيم، لقد صنع شهرة و صيت في وقت زمني قصير فقط لأنه رجل أنعم الرب عليه ببعض من الذكاء
و لكوني امرأة كنت دائمًا ما أكون في المرتبة الثانية بعده، على الرغم من أنّي أفضل منه، و كنت أتفوق عليه في مهارات التخطيط لكن هو من كان يحصل علي كل الانتباه و المدح، هو كان يتكبر علي ايضًا، حسنا لن أنكر أنه يمتلك قدرات جسدية جيدة للغاية و لديه أسلوب عبقري في ساحة المعركة و لكن مع ذلك، لقد خُدع في نفسه انه افضل مني و هو ليس كذلك.
أباه كان قائد للجيش الثاني لكنه مات قبل سنتين و تولى تايهيونج قيادة الجيش بدلًا منه، مازلتُ اتذكر عندما تقابلنا في مكتب أبي هنا في القصر و كان يكلمني بتعالٍ فقط لأنه أصبح أعلى مني في الرتبة، و بحكم تدريبنا معًا كنت دائما ما أناديه كيم تايهيونج فقط و لكن تلك المرة قد صحح كلامي بغرور قائلًا انا القائد تايهيونج الآن، بل و انه أمرني مناديًا لي بالجندية سيلڨيا ان أحضر له عربة ليرحل قلبتُ عينيّ في وجهه و استدرت بدون إعطاؤه ردًّا، أتمنى بشدة لو كان باستطاعتي رؤية ردة فعله عندما يعلم أنني انا و هو الآن في نفس الرتبة و السلطة ذاتها، في الواقع من أكثر الأشياء التي أجيدها هو التكبر.

حركت بيدي أمام وجهي لأبدد تلك الذكريات العفنة و صببت تركيزي كله على خططي، لم تنقضي ساعتين إلا و كنت قد انهيت كل شيء.
.

- في قاعدة جيش بريطانيا الآخر على الحدود الغربية -

كان تايهيونج جالسًا على مكتبه يتفقد بعض الاوراق الهامة بتركيز شديد عندما دخل عليه احد الجنود الذي قد سبق تايهيونج بتكليفه بإعلامه بكل ما يدور في البلاد و بالأخص، قيادة الجيش الشرقيّ.
دلف الجندي الى الغرفة قائلًا بحماس "قائد تايهيونج!"

حوّل تايهيونج نظره الى الجندي قائلًا بنفاذ صبر
"أتمنى ان تكون قد جئت بأخبار ممتعة هذه المرة لا أعلم لم غدت بريطانيا بكل هذا الملل"

ردّ عليه الجندي سريعًا "أظن ذلك سيدي، لقد خاض الجيش الشرقيّ معركة بقيادة القائد براين و للأسف قد هزموا، و قُتل القائد براين"

❝سِـيلْڨـيَا❞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن