الأخير| خدعة أم حلوى.

1.8K 213 221
                                    

هل تعلمُ شعور أن تكون محورَ كون لم تسمع به قط؟ شعور أن يغتابكَ ويستغفلكَ من حولكَ وأنتَ كالأحمق فاهٍ لا تقدرُ الحقائق التي تطرح نحوك؟ بإختصار أتدركُ شعور الأطرش في الزّفة؟!

الكثير من الكلمات المريبة قيلت لي أو لغيري بشكل مباشر أو غيره، تلميحات شائكة طرحها من حولي لكني كنتُ أستمرُ بالنكران وغض البصر. فقط أبثُ الصبر لنفسي عبر فكرة أني كنتُ لازلتُ في حلم، أو بالأحرى كابوس.

هذا الكابوس الذي أبى الإنتهاء والتنّفض عني ليجعلني أعود إلى حياتي الطبيعية الهادئة رفقة والداي، جيمين وأصدقائي و_ حتى الخائن هوسوك!!

كنتُ لوهلة سهيتُ عن أمره وبدلًا من ذلكَ علقتُ مشاعر ضئيلة لشخصية جهلتُها سطحيا وباطنيا، بتفكريها العميق الجاذب سحبتني نحوها كالمغناطيس.

كيف نسيتُ أن هوسوك كان شاعريًا بامتياز، مرهفًا بأحاسيسه، عميقًا بأفكاره وجاذبا بحضوره وهالته الدافئة؟ هذه الهالة الزّائفة التي جعلتني أقع لنفس الشّخص بزمكانين مختلفين.

مثير للسخرية!!

بعد الكلام المريب الذي تلاه عليّ السّاقط في البحر، قاد الطّريق برفقة نامجون وكنّا نتبعهما أنا وهوسوك كالأطرش في الزّفة، أقصد كنت. لم ينطق أحدنا بكلمة، ذلكَ لأني اكتفيتُ من الأسئلة دون أن أجد لها إجابة من مَن حولي وكان نامجون من أفقدني الأمل بتحفظّه المستفز. لكني كنتُ أعلم في قرارة نفسي أن الذكور من حولي تبادلوا الكلام فيما بينهم بتلكَ النظّرات التي بدت قاتلة من طرفِ هوسوك.

لا أدري أي غلٍ يحمله نظير غرابي الشّعر المدعو جونغكوك، لكنّ هذا لن ينسيني حوارنا السّابق الذي زادني خيبة منه أضعافًا مضاعفة.

تبعنا خطواتهما وسط هذا المنظر الذي ينسي الغموم، كانت الأرضية من تحتنا فراشا طبيعيا بلونِ الخضّار الفاتح، الأشجار متناثرة على بعد مسافات من بعضها البعض وأصوات اطيور ترنُ على مسامعنا كسمفونية هادئة.

دقائق من السيرِ المهتك للأعصاب أحسستُ بها كالدّهر وها هو أخيرًا غرابي الشّعر يتوقف لنتوقف جميعنا خلفه، وللتوّ أدركتُ أننّا أمام بركَة ماء أخرى، لكن لم تكن كالتي قبلها، اللون الفيروزي الذي يطغى سطحها كان أجمل ما رأيتُ مع لمعته المميزة اثر خيوط الشمس المنسدلة فوقه. بجعٌ أسود كان يطفو فوقها وبدا أنه ينظر إلينا.

استدار جونغكوك فجأة وزرقوتاه تلتمعان بنورٍ طفيف، كان ذلكَ النور أول الأشياء التي رأيتها في هذا العالم. لم أدرك الرّعشة التي هزّت كياني إلاّ حينما حطّ النور في حدقتاي بخطٍ وهمي يجعلني أتجمدّ.. وأنجذبُ نحوه أكثر.

"ماذا تفعل؟!" صوتُ هوسوك بدا بعيدًا رغم أنه يقف بجانبي، ثم بدا يتلاشى شيئا فشيئا قبل أشعر به يسحب معصمي، حينها استعدتُ رشدي.

Trick Or Treat [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن