نحنُ لسنّا مَا كُنا عَلَيهِ،لَقدّ قُتِلنَا فيْ ألمَاضِي
-ڤيمين
-تحديث بطيء جدا نظرا لوجود إلتزامات-
سيقع تحديث هذه الرواية بعد نهاية شهر جوان هذا العام
لكُلّ إمرءٍ رجَاء في هذَا العالَم، و منيَتي هي شَملُ عائلَتي، قد لا يَبدُو بالأمرِ العَسيرِ، لكنّه لِواقعي، مُحالٌ حُدوثه. لي فتًى، قُرّة عينِي و مُهجَة قلبِي، نَعمتُ به و زوجِي بعدَ ما دَام سنِينًا طوالًا، ذَا وجهٍ حسنٍ و هالَة كالزّهورِ.
كُنتُ لأحميهِ و أحبِسهُ بينَ أضلاعِي، لكنّي قد آثرتُ تأمّل فتنَة وحيدِي دونَ أن أعيَ إنقلابَ لعنَته علينَا جميعًا.
١٩٤٠، بدَايةُ إندِلاعِ الحربِ العالَميّة الثانية. هذَا الجحيمُ الذي كانَ بلدُنا سبَبا فيه، و سَببُ سلبِ ولدَاي منّي، إبنِي الذي أنجبتُه، و الآخرُ الذي ربّيتُه. أدعُوا اللهَ أن يحفَظهُما من كُلّ سوءٍ، فمَا هُما مُعتادَان علَى قسوَة الحياةِ في حضرَتنَا.
كِيريُوس جُولسر، إبنِي الذِي إنتَظرتُه طويلًا، مَن أفنيتُ عمرِي في سبيلِه و شقيقَيه، و جوليَانوس فلسِر، هو طفلِي الذِي لم ٱنجبهُ، مَن أضافَ لبَيتِنا البَهجَة التّي كانَت لتنقُصنَا، في مثلِ عمرِ كيريُوس و شقيقَتُه التّي تكبُره بثلاثِ سنينَ. هؤلاءِ الثّلاثةُ هم دواءُ علّتِي و منبَطح بسمَتي.
إلهِي، إحفظهُم لي فلاَ مؤنِس لي سواهُم، أنصُر ولدَيّ و أعلهُما في هذِه المَعركةِ الداميَة و أعدهُما إلينَا سالمَينِ.
ليلَتهَا بكيتُ كثيرًا، عانَقتهمَا إلى صدرِي و إشتمَمتُ ريحَهما علّي أحفظُه، فمَا عسايَ أفعلُ إن كانَ هذَا آخرُ ملتَقًى لي مع فلذَاتِ كبدِي؟ لكنّي لم ٱشفق على حالِي كما عليهِما فكيفَ لهُما تحمّل الأعباءِ و همَا لم يرَيا منّي القسوَة أبدًا؟
طِفلايَ الرقيقَانِ، أنا ٱعلِن كونِي أمّا فاشلَة، لم تقوَى علىٰ حفظِ من عاشَت لهُما، لكنّي لن أفقِد الأملَ و سأدعُو لكُما حتّى بعدَ مماتِي.
حاولتُ إثرهَا إشغالَ نفسِي بالمشاقِ عن ذكرِ ما يُرهقُ كيانِي من لحضَاتٍ عدت علَى ذاكرَتي، كيفَ كانَ الدفء و الألفةُ يغلّفان أجواءنَا، إنسجامَهما و إرتباطَهما كما التوأم.
لو كان هناكَ شيءٌ قد تأكّدت منهُ، فهوَ حفاظُهما علىٰ بعضٍ من نسمَة هواءٍ عابرة، ٱأمِن أنّ كلاهُما لن يخُونا عهدَ الٱخوّة و يأمنا من شرّ الوساوِس الداميَة.
فما عهدتُ، سوَى العفويّة و الإخلاص، و ما ربّيتهُم، سوَى على الحبّ، و أثق بذلك كثيرًا.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.