نحنُ لسنّا مَا كُنا عَلَيهِ،لَقدّ قُتِلنَا فيْ ألمَاضِي
-ڤيمين
-تحديث بطيء جدا نظرا لوجود إلتزامات-
سيقع تحديث هذه الرواية بعد نهاية شهر جوان هذا العام
من المثير للإهتمام أننا في الأيام السيئة نتذكر على نحو دقيق أيامنا الجيدة التي إندثرت، ولكننا في الأيام الجيدة لانملك إلا ذاكرة باردة ومنقوصة جدًا عما كان سيئًا، و لرُبّما كان هذا لصالِحي.
شعُور الفراغِ الذِي ينتَشرُ حولِي، و القسوَة التِي تغلّف قلبِي، لرُبّما فقدتُ أهمّ عواطفِي، لكنّي لا أزالُ أشعرُ بالشّفقة علىٰ أبناء المُدن و القُرىٰ الذّين كبّلوا لهذه الحربِ.
فقط، اللّعنةُ علىٰ الحكّامِ، هم لا يجاهِدون لتحقيقِ السلْم ليدفَع الأبرياءُ حياتهُم ثمنًا! لو أقدِر علىٰ خنقِك يا أدولف الفاجِر، ثق بأنّي سأفعلُ...
بعيدًا عن إنفعالاتِي الداخليّة، كنتُ علىٰ علمٍ تامٍ بمدَى الإرهاقِ الذي سيصحبُه تدرِيبُ أبناءِ العائلَاتِ النبيلَة و الشبّان. قُمتُ بتعيِين مجمُوعةٍ من كبارِ الضبّاط، و أنا منهُم، حتّى يتولّوا تدرِيبَهم تحتَ أعدادٍ معيّنةٍ.
و لعلّي كنتُ ملعُونًا كفايَة حتّى ٱشرف على الشّقيقَين. جُولسِر و فِلسِر، أبرَز الأسماءِ داخلَ المُعسكَر، لرُبّما يحضيانِ بشهرَة أوسع من هِتلَر بينَ الجنوُد.
في الوَاقع، لم يكونَا مائعينِ ذوَا تغنّجات كمَا أغلَب أبناء البُورجوازيّة، بل فخرًا لي أمامَ الآخرينَ، كانَا التجسِيدَ الأعظَم لليُونة و الصّلابَة، الدفء و القَسوَة، الأخوّة و العداوَة، و الصّدقِ و الخيانَة. كلّ في آن واحِدٍ.
حرِصتُ علَىٰ تدرِيبِ الجميعِ، و خاصّة هما، بشكلٍ مكثّف و متينٍ، فما نحنُ بقادِمينَ علىٰ هيّن الزمَانِ. قطعتُ في البِدايَة وعدًا علىٰ نفسِي، كونَ كلّ قطرَة عرقٍ، و كلّ إنسكابِ دمعةٍ، لن يلُوح هباءً، فلن أسمَح بهزيمَة من زرعتُ فيهم الأملَ و العزيمَة أمامَ المُضطهد.
الضِمادَة التِي كنتُ ألفّها علىٰ يديٰ بشرودٍ، كلّ هذا تواترَ إلى ذهنِي يزحِم عقلِي، أطلَلتُ من النّافذة لأرىٰ الكتيبَة الثّانية تتوسّط السّاحة و تأخذ نصيبَها من التدرِيب. أستطيعُ إستِشعارَ غضبِ الجنُود، تعطّشهم لسفكِ دماءِ من سلبُوا سلامَهم و حالِمينَ بالنّصر و العودَة إلىٰ الديَار سالمينَ.
و أنا لن أتفانَىٰ في بذلِ قصارىٰ جهدِي كي أحقّق ذلك، ليسَ بمقدُورِي تركُ عزائمهِم تندثِر مع الرّياحِ.