همس الشتاء

التغيير

وجهة نظر الراوي/

التفت آرتز إلى مصدر الصوت ليرى هانا تحاول جمعَ قطع الزجاج المكسور للكوب الذي أوقعته إذ أنها كانت تأخذ كوب ماء من المطبخ إلى غرفتها عندما استوقفها اعتراض جدتها فنسيت الكوب وأفلتته من يدها لينكسر وتتناثر قطعه على الأرض... كانت هانا تحاول جمعَ قطع الزجاج المكسور حين قال آرتز بصوت منخفض كان عاليا بما يكفي لتسمعه هانا .:-" لا داعي لأن تكوني متوترة لقد كنا سنعلمك بذلك بكل الاحوال..." قال ذلك لتهدئة توتر هانا غير أنها لم تكن قادرة على التركيز في كلامه وانتهى الأمر بجرحها لنفسها عن طريق الخطأ . إذ أنها كانت تلوم نفسها لأن جدتها ترفض عرض خالها للسفر معه و التعالج . انتهت من تجميع الزجاج المكسور رغم جروح يدها .. بعد رمي الزجاج عادت لتجلس إلى جوار جدتها ...قال آرتز بهدوء: -"كما سمعت نحن نخطط لأخذ أمي إلى أمريكا معنا حتى تحضى بعلاج لمشكله قلبها سيستغرق الأمر سنة أو سنتين لذلك نرى أن تعيشي مع أعمامك.. " قاطعت الجدة كلامه بنهر :-" لم ولن اقبل بهذا أبدا ! إذا كنت تريد أن أسافر فستكون هانا معي." كاد الخال آرتز أن يعترض على كلام الجدة غير أن هانا قاطعت اعتراضه قائلة :" جدتي ! ...لا بأس بذلك... أنا لا أستطيع السفر معكِ يجب علي إكمال دراستي .." قالت الجدة باستنكار "هل تظنين أنني لا أعرف كيف تفكرين ؟لقد سبق أن تخليتي  عن فرصة السفر إلى أمريكا للدراسة على حساب الدولة من أجل البقاء إلى جانبي ،لقد قمتي باخفاء أمر البعثة عني ولولا السيدة هناء زوجة أستاذ ضياء الدين جارنا لما عرفت شيئا عن ذلك .. أنت تقولين الآن أنك لا تستطيعين السفر فقط لإقناعي بتركك هنا من أجل رضا خالك !" قالت هانا بهدوء تحسد عليه:" جدتي ... الأمر ليس كذلك أنا... في الواقع أنا لا أعرف أحدا من أهل أبي أريد أن أعرف كيف هم واتعرف عليهم وكيف كان أبي قبلا .." 

بعد ما قالته هانا عن رغبتها بالتعرف على عائلة والدها تقبلت الجدة أخيراً فكرة الخال آرتز بالسفر وترك هانا تحت رعاية السيد رامي والسيد ياسر ... في اليوم التالي أخذت هانا حقيبة سفر لتملأها بملابسها ثم ركبت مع الخال آرتز مستعدة للقاء هذا العم الذي لا تعرفه ...

وجهة نظر آرتز/

لم اكن اعلم أن هانا تستطيع إقناع أمي لقد كانت غاية في الهدوء لكنها تجيد الإقناع بالفعل .. بعد التأكد من أن أمي ستسافر معي اتصلت بياسر عم هانا وقلت له حال رده على إتصالي :" لقد وافقت أمي على السفر وأما هانا فستبقى هنا لإنهاء دراستها فما هو رأيك ؟؟"

-" لا مشكله معي لقد سبق أن وعدتك أنني سأكون هنا إذا احتجت إلى شيء .." قال بكرم عرف عنه..

-"حسن إذا طائرتي تقلع غداً ظهرا ،هل لا بأس معك بأخذها؟ " قلت بتردد لازفر براحة عندما قال لي" لا مشكله في ذلك هي تدرس في نفس المدرسه الثانويه التي أدرس فيها ساخذها من هناك .."