همس الشتاء

اليوم الأول بالمدرسة

وجهة نظر هانا /

*داخل أحد الشقق المتواضعة *
-"هانا لا تنسي غدائك عزيزتي" الجدة
-"حسنا جدتي علي الذهاب" قلت وأنا أخرج من الشقة مغلقة الباب خلفي بعد تقبيل رأسها .. كنت أسير في طريقي للمدرسة الجديده التي انتقلت إليها حديثا ...
-" ياي أنا متحمسة جدآ ... هذا أول يوم لي في أكثر المدارس شهرة  ياه أبي أمي ابنتكما ستكون الأفضل هذا وعد !!"...قلت بحماس وأنا أقفز لتمر سيارة بسرعة تجعل الماء المتجمع في بركة بالجوار تغرق ملابسي ⁦ ...
-"هي هل أنت أعمى، ااااااه ياله من ترحيب حار لي في أول يوم لي في المدرسة.... آه يالي من بائسة 😭 " قلت وأنا اتجه إلى الفصل ....حال دخولي الفصل وقعت سلة مملؤة لمسحوق الطباشير الملون على رأسي من لا مكان ....
(*-*)' هل أقوم بقتل من قام بهذا العمل اللطيف ،اوه لا طبعا سيكون أفضل إن قمت بحرقه ....آااااااااه لما كل هذا في يومي الأول '
-"صباح الخير للجميع " قلت وأنا اتجه إلى المقعد القبل الأخير من الصف المحاذي النافذة،كان هناك ولد نائم بهدوء في المقعد الذي خلفي وقد كان صديقه يتكلم إليه بصوت عالي وكأنه في الشارع'كيف يمكنه النوم في هذا الجو ،مع صراخ هذا الفتى أيضاً' حسنا ويبدو أنني قد سرحت في النظر إليهم وأنا أفكر لأن الأستاذ قال لي :
-"إن كنت ترغبين في تأمل رفيقك فالتغادرا الصف فهذا مكان الدراسة وليس للمواعدة ..."
-"هاه .... آسفة لكن .... أنه لقد اتسخت ثيابي وكنت اتسائل كيف ساجلس على المقعد وأنا بهذه الفوضى*-*"حسنا نظرا لتعابيره هذه فهو لم يصدق كلامي ⁦☹️⁩
-"هل أبدو لك غبيا ام ماذا؟... لقد كنتي تبدين وكانك تحلين لغزا وأنت تنظرين إلى الثنائي بالخلف " قال الأستاذ وهو ينظر إلي باستهزاء
-" آه... هذا ...في الواقع.... أنا..احم آسفة ساجلس مكاني حالا ..."
جلست بهدوء وأخرجت كتبي' آه أنه يوم منحوس كأول يوم لي' ليبدأ الأستاذ التعريف بالمادة التي سيلقننا إياها والمنهج والكيفية التي سنمتحن بها إلى أن قال فجأة من لا مكان -" رين هانا ستكون المسؤولة عن هذا الفصل لهذه السنة ... آنسة رين هانا فالتتقدمي لتسلم مفاتيح غرفة الأساتذة و الطباعه" ..قال الأستاذ وكرر إسمي ...
-"هاه .... أنا؟"قلت بارتباك لينظر لي بسخرية وينفجر الطلاب بالضحك ...' آه يبدو أن لا خيار آخر أمامي احم لتأخذي المفاتيح فحسب ماذا يمكن ان يحدث مثلاً؟ آه حياتي متعبة(TT) حظ ميت'توجهت لأخذ المفاتيح ثم عدت إلى مكاني لنكمل الدرس
*بعد انقضاء ثلاث حصص وخلال الحصة الرابعه*
-"مسؤولة الفصل فالتوقضي الطالب النائم بالمقعد الخلفي من الصف الثالث .."
-"ماذا!!! هذا ... أنا ...لكن ..."قلت وقد امتلأت عيني بالدموع مجرد تخيل مدى الإحراج الذي ساعاني منه يجعلني أرغب بالبكاء
-"ماذا تنتظرين فالتوقضيه فوراً!" صرخ بقوة لاتوجه نحو ذلك الطالب النائم وأبدأ بتحريك ذراعه اليمنى بلطف كي لا يتسبب في مفاجأة له لكن الاستاذ لم يعجبه الأمر ليصرخ مجدداً وهو متجه نحونا-"لقد امرتك بايقاظه لا إعطائه تدليك " قال الأستاذ وهو يقف أمامي ..
-" أنها لا تجيد التدليك البته لمساتها كقطة تلاعب فارة 😑" قال هذا المخلوق الغريب وهو ينظر إلي باستهزاء
-"هاه ... هذا أنا.. لم أكن ادلكك ؟؟." كانت نبرة سؤال بدل نفي مما جعل الكل يضحك ...

وجهة نظر رائد /
كانت تقف عابسة إلى جانب مقعدي وهي تقول اغبى شيء سمعته في حياتي-"هاه....هذاأنا ...لم اكن ادلكك ؟ "
هههههههههه أنها غبية فعلا أنا أعرف أنها لم تكن تدلكني لكن طريقه كلامها جعلت الكل يضحك أنها غبية بعض الشيء وهذا لا يساعد أبدا ...-" فقط فالتعودي إلى مقعدك ... وأنت توقف عن النوم خلال الحصص والدك طلب مني أن أتأكد من كونك جادا في دراستك ."
قال عمي وهو يرمقني بنظرة فاحصة ثم عاد إلى مكتبه ...لا أعلم لما طلب من هانا أن توقظني فهو عادة يفعل ذلك بنفسه طبعا لن أرد على كلامه وسأعود للنوم لولا أنني أظن أن هانا ستبكي لو طلب منها ايقاظي مجدداً ..هي لا تذكرني أنا متأكد من ذلك لكنني أذكرها جيدا فوالداي لا يتوقفان عن التحدث عن أهلها والجدة كما أنني عرفت أن والداها توفيا وخالها يرفض تربيتها لذلك تعيش رفقة الجدة طوال الوقت كما أن السيد ارتز كون مستقبلا حالما في أمريكا ولا يبدو أنه ينوي العوده ...
انتهت الحصة الاخيره وكنت في طريقي إلى خارج الفصل حين تلقيت ضربة من لا مكان بشكل مفاجئ... ' اوه من لدينا هنا ؟ أنه ريان يبدو أنه ينوي العوده الى التسبب في المشاكل مجددا' -" أنت جبان ، كان بإمكانك أن تصمد ليوم واحد لو أنك حظرت للنهائيات لما خسرت أختي"صرخ ريان ليلكمني مجدداً
-"اوه هل هو اليوم !! آسف لخسارتك !" قلت وأنا أعيد له اللكمة لتدخل تلك الغبية الغرفة وعلى وجهها علامة استفهام؟؟؟؟؟

وجهة نظر هانا/
دخلت الفصل لأجل جلب دفتر الملاحظات من اليوم لارى ذالك الطالب النائم وطالب من صف آخر يتبادلون اللكمات وكأنها حلبة المصارعة التي نحن فيها وليست غرفة فصل؟؟؟-"هاه ...ماذا تخالون أنكم فاعلين؟؟؟"
قلت وأنا اتجه نحو الاغبياء لافرق بينهم لكنني تلقيت ضربة من أحدهم لأشعر بالدوار واسقط ليرتطم رأسي بالطاولة!! حسنا اعترف هؤلاء الشباب لا يمزحون أحس أن رأسي سينفجر ..."ماذا تفعلون ثلاثتكم ..." هاه أنني منحوسة لقد أتى الأستاذ وهو يرمقنا بنظرات الاحتقار تلك 😭 حسنا سأموت ..
-"فالتأتو إلى قاعة الرياضة غداً بعد انتهاء الحصص الدراسية... ثلاثتكم والتجلبو معدات التنظيف لأنكم سوف تتلقون المعاملة التي تستحقونها!" قال ليغادر القاعة كما أتى ليغادر الاثنين أيضاً ... أما أنا فقد أحسست بالغثيان لاسرع نحو الحمامات ، قمت بغسل وجهي وترتيب ثيابي ثم أخذت دفتر الملاحظات من غرفة الصف لاغادر متجهة نحو المنزل ...
دخلت الشقة لأجد جدتي تقوم بترتيب المائده من أجلنا لنتناول العشاء ...كنت أكل بهدوء لتقول وهي تنظر إلى يدي وأنا ألعب بالشوكة ..-" هانا ما الخطب عزيزتي هل تشعرين بالألم؟" قالت ثم وقفت لتتجه نحوي وتجلس في المقعد الذي بجانبي ' لا أعلم لما لكنني أشعر بالرغبة في البكاء ' كنت افكر وأنا أنظر إلى يديها الحانية التي تمسك بيدي ..
.-"جدتي ... إنت .. هذا ....لن..تتركيني صحيح؟" قلت لاضمها بقوة وأنا أشعر بالرغبة في البكاء لكنني لم أبكي ...
*في اليوم التالي*
وجهة نظر الراوي/
-"هانا عزيزتي هل أنت مستيقظة؟" قالت الجدة لتدخل الغرفة وتجد حفيدتها قد أكملت استعداداتها للذهاب إلى المدرسة،
-"هاه جدتي لا عليك أنا استيقظ في الوقت المناسب دائما ...لما لا تواصلين النوم فحسب .." قالت هانا لتقبل جبين الجدة ثم تخرج من الغرفة وهي متجهة للخارج ...
-"حسنا فالتكوني حذرة عزيزتي..."