في أحد الأماكن التي تتميز بالروعة والهدوء وجمال الطبيعة في ريف ميون أحد أروع مناطق لندن تجد رجل قد بلغ العقد السابع من عمره يجلس أمام المدفأة ليكتسب بعض من حرارتها يتأمل ضوء القمر عبر نافذة المنزل ليقطع هذا التأمل دخول أمرأة في أوائل الأربعينات تحمل صينية الشاي وبعض أطباق الكيك وتجلس أمامه في الهدوء...
الأب ودون أن يلتفت اليها : في نفس ميعادك كريستين . كم كنت أحتاج هذا الشاي !
كريستين بابتسامة باهتة: أتمني أن ينال أعجابك ككل يوم
وهنا قد التفت الاب ليصبح مواجها لها ويمسك بكوب الشاي : ماذا بك كريستين ؟ انت غريبة هذه الايام ... أهناك ما يدعو للقلق ؟
كريستين بعصبية : ألا تعلم ما الغريب أبي ؟بعد غد سيبلغ تليد عامه الثامن عشر وتتجد الالام التي واجهناها منذ أعوام واضطررنا للفرار منها ....
أقترب الأب من ابنته وامسك يدهاوقال بهدوء : لا تقلقي عزيزتي ستمر الأيام بهدوء وسنحاول التغلب علي المشاكل ولكن بالحكمة ..
كريستين وقد هدأت بعض الشئ: نعم أبي الحكمة ...لذلك قررت أن أقيم حفلة عيد ميلاده كما يتمني يكفي انه حرم من وجود العائلة في تلك المناسبة ...
في غرفة أخري من غرف ذلك المنزل يغلب عليها الطابع الصبياني فتجد ملصقات الدوري الانجليزي ومصارعة المحترفين .... تجد فتي يجلس امام حاسوبه النقال واضعا سماعات الموسيقي في أذنيه وترتسم البسمة علي شفتيه ليقطع هذا الانسجام رنين هاتفه النقال ....
تليد: مساء الخير
سيلين :مساء الخير .... أردت أن أطمئن عليك
تليد بخبث : أهذا كل شئ سيلين !!!!!!!
يعم الصمت لمدة دقيقة ثم تتحدث سيلين بعدها : أنت تعرف كل شئ دائما لم يكن هذا كل شي أردت فقط أن أكون أول شخص يهنئك بعيد ميلادك ... وأسالك عن خطط هذا العام .
تليد: لم أخطط لشئ سوي أن أبحث عن عمل بجانب دراستي
عمل بجانب دراستك !!! أهذا كل شئ " قالتها سيلين بحنق ثم استطردت : حسنا تليد سأذهب لألبي نداء أمي .
وبعد أن أغلق الهاتف معها ذهب باتجاه السرير وامسك بصورتها الموجوده أسفل الوسادة ويقول لنفسه :
أنها البداية سيلين .... قريبا ستصبحين لي
وفي المنزل المقابل لعائلة تليد تسكن سيلين ووالدتها في هذا المنزل بعد رحيل والدها منذ أن كانت في العاشرة وفي مطبخ المنزل
سيلين : نعم أمي أتريدين شيئا ؟
الأم : مع من كنت تتحدثين علي الهاتف ؟
سيلين باستغراب : انه تليد أهنئه بعيد ميلاده فقط
الأم بنفاذ صبر: أهذا كل شئ
