الحلقة الثالثة " حنين الي الماضي "

90 1 4
                                    

منذ أكثر من عشرين عاما ، وخاصةً في المدينة الأكثر رومانسية في العالم حيث أنها قِبلة العشاق ، فهي موطن كازانوفا الايطالي وملجأ دون خوان الأسباني أكثر الشخصيات رومانسية في العالم ....أنها فينسيا " مدينة البندقية "

 كانت تتجول  فتاة في تلك المدينة تقترب من العقد الثاني من عمرها ، شعرها منسدل علي ظهرها العاري كأشعة الشمس في السماء ، واسعة العينين ، متوسطة الطول ، ترتدي فستان من اللون الوردي الذي يتناسب مع لون بشرتها ،  كانت تسير بسعادة ومرح ، منبهرة مما حولها الذي تراه لأول مرة في حياتها وكانت تسير برفقة صديقتها المقربة "صوفيا " التي إنتبهت لتلك الدهشة المرسومة علي وجه صديقتها " كريستين"

صوفيا : هل تتوقفي عن هذا الاندهاش الأن ونذهب  لتناول الطعام

أقبلت عليها كريستين وأحتضنتها بشدة ثم قالت : لا أعرف كيف أشكرك علي هذه الرحلة .فهذه أمنية حياتي منذ كنت صغيرة و

استوقفتها صوفيا بإشارة من يدها : أعرف كل هذا ولكن الأن نذهب الي ذلك المطعم فهو يقدم أشهي الأكلات الإيطالية ....

كانت هذه الرحلة أمنية كريستين منذ أن كانت طفلة صغيرة ولكنها لم تعرف كيف السبيل الي تحقيقها ، الي أن ذهبت صوفيا وعائلتها الي فنيسيا فقررت إصطحاب صديقتها معها التي تعرف ولعها بتلك المدينة ....

في مكان أخر في تلك المدينة كان يتجول فتي في منتصف العشرينيات ، طويل القامة ، ذو جسد رياضي ، أول ما يلفت أنتباهك له تلك العيون الزرقاء التي تمثل بحر عذب وصافي هذا بالاضافة إلي ملابسه التي تدل علي أنه من نبلاء تلك المدينة ،                       إنه " مارتن ديلاروفيري" ذو العائلة الأغرب في المدينة فهي محتفظة بعاداتها منذ قديم الزمان ، فجميعهم يعيشون في قصر واحد يضم معظم أفراد العائلة ، لا يشتركون مع أحد في أي شئ سواء في اللعب أو التجارة أو الزواج ، فهم لا يريدون أي دخيل عليهم .....

كان يسير معه "ديفيد بورجيا" وخطيبته ابنة عمه " جوليا " والمعروف ان كلتا العائلتين " ديلاروفيري" و"بورجيا" كانوا لا يتفرقون أبدا ، ولكن منذ أكثر من خمسين عاما وقعت حادثة فرقت بينهم وجعلتهم ألد الأعداء ..... ولكن لم يهتم كل من ديفيد ومارتن لهذا الكلام فهم أصدقاء منذ الصغر ، لايفترقون عن بعضهم البعض أبدا ، كل منهم بمثابة حماية للأخر ، حتي أنهم استأجروا شقة ليمكثوا فيها معا وابتعدوا عن تلك القصور التي تهدم صداقتهم ....

استمروا الأصدقاء في السير معا حتي تعبوا ودخلوا مطعم لتناول الطعام معا ككل يوم .....

في المطعم وعندما إنتهت الفتاتان من تناول الطعام ذهبت كريستين لغسل يديها وما ان رجعت حتي اصطدمت بشخص وأوقع عليها العصير واتسخت هدوم كليهما ...

ديفيد بعصبية حتي أن صوته علا في المكان : ألم يعلمك أحد قواعد السير؟

شعرت كريستين بالحرج ولكنها أدركت أنه المخطئ وعليها تلقينه درسا فأمسكت بكوب من العصير كان أمامها وأوقعته علي ملابسه حتي أتسخت  تماما وقالت في هدوء : أسفة

مجد قديمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن