في أحد أروقة المدرسة الهادئة كانت تتجول سيلين مُفكرة تحاول الوصول الي طريقة لتخبر تليد عن حقيقته فقد مرت الأيام وكريستين لم تحاول فتح الموضوع نهائيا..... وفجأة وجدت فتاة تجذبها بقوة من ذراعها وتلفه حول ظهرها جيدا وتمسك شعرها وتثبتها في الحائط بعنف ،، حاولت الحركة ولكنها فشلت
الفتاة: أسفة علي تلك المعاملة الهمجية ،لكنك لن تسمحي بالحديث معي الا بتلك الطريقة، وأعتقد ان الأمر هام جدا وخاصة إذا كان متعلق بتليد ، سأحرر يدك ولكن لا تقدمي علي أي أفعال حمقاء
هزت سيلين رأسها دليل علي الموافقة .... وعندما حررت الفتاة يدها تحركت سيلين وتسمرت مكانها .
سيلين : أنجليكا ؟
ضحكت الفتاه بصوت عالي حتي أن صوتها أصبح له صدي وبحركة سريعة أشارت الفتاة نحو أحد الكراسي بإصبعها فتحرك باتجاه سيلين ...وقالت بلهجة حادة: انصحك بالجلوس لان ما سأقوله سيصيبك بالإغماء .
جلست سيلين علي مضض ،فهي تكره أنجليكا بشدة لمحاولتها التقرب من تليد أكثر من مرة ،ولكن لهجة أنجليكا أجبرتها علي الجلوس والإنصات اليها فهي تبدو واثقة من نفسها ،متأكدة من كل شيء تفعله ،علي عكس عاداتها التردد والخوف والتلعثم أثناء الحديث ..
بدأت أنجليكا بالكلام قائلة " سيلين ديفيد بورجيا هذا اسمك الحقيقي ،ووالدتك صوفيا تكون ابنه عم ديفيد وكلاهما من نسل السحرة، ظلوا هاربين بعد حريق قصرهم في فينيسيا ، حتي جاءوا واستقروا هنا منذ عشر سنوات ، وتقريبا انت ووالدتك أخر نسل بورجيا ، اذا لم يظهر أحد أخر قريبا، والأهم من ذلك هو تليد أنطوان أعتقد هذا ما تطلقون عليه حالياَ ...
سيلين بهدوء: هل هذا الكلام من وحي خيالك ،انتِ حقاً بارعة أتمني لك مستقبل باهر في التأليف .... وهمت بتركها واتجهت نحو الباب ، ولكن أنجليكا كانت أسرع منها فأشارت نحو الباب بيدها وأغلقته ...
اتجهت سيلين مرة أخري نحو مقعدها ونظرت لها بملل فاستكملت انجليكا حديثها : تليد مارتن ديلاروفيري ، والده وجد مقتولا في القصر مع باقي أعضاء العائلة ، أما كريستين زوجته فرت هاربه لحماية تليد .. بالطبع قامت بحمايته بمساعدة والدك ديفيد ، حيث دبر لها تلك الأوراق بأنها تزوجت من رجل يدعي انطوان وتليد يكون طفله ، ولكنه مات قبل مولده ، تفكير تقليدي رائع لن يخطر ببال أحد ، فالكل يظن أن تم إخفاءه بواسطة السحر أو ما شابه ذلك
سيلين محاولة التماسك وإظهار القوة : ماذا تريدين من كل هذا الهراء ؟ ابتعدي عن طريقي والا ستندمين .
جذبتها أنجليكا من شعرها وضربت رأسها في أحد أدراج الفصل ،فتأوهت سيلين بشدة ، للأسف تجعليني ألجأ للعنف لاستكمال الحديث معك ، حتي إنك لم تسألي من أنا وكيف عرفت كل هذه المعلومات ؟
