وشاح وردي

338 28 2
                                    

(وشاح وردي)
(Pembe eşarp)

توقف الزمن لثانية وتحرك في تاليتها ليصفعه بوجودها .. كانت أسوء لحظة لقاء بعد فراق ويا لحزنها الذي يظلل صدمتها ويا خيبة أملها التي تلوح في وجهه عندما أطال النظر إليها..لم يستغرق الأمر أكثر من لحظة لينحدر من حبه لها إلى شوقه لها.. إنها جريمة عادلة كالموت من فرط الخيال والسقوط داخل أعمق هاوية عرفها الإنسان ألا وهي الخذلان..لم يستطع آركان الوقوف أمام عينيها المتسائلتين فدخل إلى مكتبه سريعاً غير قادر على التبرير.. تبعته هوليا بخطواتها المُتهادية .. ونظراتها الواثقة المُتعالية .. وسط همهمات الموظفين المُحبين لمديرهم .. الكارهين وبشدة لخطيبته.. بينما مكثت سيڤدا بمكانها وأصابعها لا تنفك عن تلمس حجر السِلسال .. انتفضت بخضة طفيفة عندما تحدثت داريا بسخط من تصرفات هوليا (إنسانة لا تُطاق.. تعتقد أنها زوجة رئيس وزراء تركيا)

حاولت سيڤدا الخروج من صدمتها تسألها بعدم فهم (تقصدين من؟)

أجابتها داريا بملامح ممتعضة (أقصد الشمطاء هوليا خطيبة سيد آركان).. وكان للكلمة أثراً ذابحاً في نفسها لكنها أسرّتها بداخلها ولم ترد بينما تابعت داريا بطريقة توضح عدم حبها لتلك المدعوة بهوليا "خطيبة المدير" (أنا لا أعلم جلبها من أي مصيبة ليبلي نفسه ويبلينا بها .. الشاب مثل الألماظ والله ..يالخسارته!)

أجلَت سيڤدا صوتها الحزين متسائلة (منذ متى وهما مخطوبان؟)

ردت داريا عليها وهي تجمع الأوراق الموضوعة أمامها داخل ملف خاص بها (شهرين تقريباً.. وأقسم بالله أنهما أسوء شهرين مرّا على الرجل وعلى الشركة بأكملها)

همست سيڤدا في سرها (وعليّ أيضاً).. قاطعهما صوت باريش الذي كان يتابع الموقف في صمت محاولاً تلطيف الأجواء يوجه حديثه إلى داريا بمزاح (لا تنكري أنها جميلة جداً)

نظرت إليه داريا وعلامات النفور واضحة على وجهها (الجمال لا ينفع صاحبه عندما تكون الروح معطوبة والطباع سيئة والجميلة التي أعجبتك تلك نتعامل معها وكأنها تكفير ذنوب لخطيبها ولنا وللشركة وللكرة الأرضية)

ضحك باريش قائلاً (ألهذه الدرجة؟)

أجابته داريا بتأفف (وأكثر صدقني..نحن لا ننفك عن قول توبة أستغفر الله عند رؤيتها) .. قهقه باريش بشدة بينما ابتسمت سيڤدا على دعابتها الطريفة .. انتبهوا جميعاً لصوت أنثوي رفيع يهتف بحدة متعالية (ليكن خيراً ان شاء الله آنسة داريا؟.. هل سنترك عملنا ونقضي الوقت في المزاح واللعب مع الموظفين الجدد؟)

انتفضت داريا بخفة قائلة في سرها (توبة توبة استغفر الله)..

عقدت هوليا ذراعيها قائلة بحاجب مرفوع ولهجة متهكمة موجهة الحديث إلى سيڤدا وباريش (وأنتما المدير يطلبكما في مكتبه) .. لم تعطهما فرصة للرد وسارت أمامهما بخيلاء مستفزة تقول بإشارة من اصبعها المطلي بالأحمر الناري كطباعها (اتبعاني سريعاً).. نظر كلاً منهما إلى داريا التي كانت تتابع مايحدث مستندة بمرفقها على المكتب بينما تضع قبضتها أسفل خدها قائلين في صوت واحد (توبة توبة استغفر الله) ..

ساحل أسكودار (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن