الخاتمة

1.6K 78 6
                                    

في صباح يوم غائم ممطر تقف أمام شرفة غرفتها تتأمل هذا المنظر الطبيعي الرائع لطالما كان فصل الشتاء الأحب إلى قلبها ...تمسد على بروز بطنها الظاهر بشكل واضح بحنان ،يملئها الشعور بالسعادة لاتزال لاتصدق أنها تحمل قطعة منه في أحشائها ،الشعور بأن روحا تنموا داخلك لايوصف عسى الله أن لايحرم أي إمرأة من الأمومة ...

لقد أصبحت اليوم واثقة من مشاعرها إتجاه آدم ،ذلك الرجل الذي كانت تمقته ولا تطيق النظر في وجهه ...مازالت تتذكر الفضيحة التي تسسبت فيها في حفل طهور طفل إبن خالته ،كانت نار الغيرة تنهش قلبها وهي ترى إحدى قريبات زوجها من جهة الأم  ملتصقة به تحاول لفة إنتباه ،كم تمقت هذه الوضاعة المرأة التي تضع بين عينيها رجل متزوج تستحق لقب العاهرة بكل جدارة ...لم تتحمل الأمر كثيرا لتتقدم الى زوجها تجذبه إليها لتقبله قبلة طويلة أمام أنظار العائلة كلها المستغربة من هذا الفعل الشنيع وخاصة أنهم من العائلات المحافظة.

كانت تسرع خطواتها لتدلف إلى الغرفة هربا من نظرات زوجها الحانقة عليها بسبب طيشها أصبحوا حديث الجميع لكنه كان أسرع منها ليجذبها من ذراعها وتحت قناع الغضب تحدث آدم :
أيتها الحمقاء كيف تفعلين ذلك وأمام الجميع ليهزها على مهل ماذا حدث بعقلك هل عدتي لعبثك بعد أن طهرتك
إلى هنا لم تستطيع الصمت أكثر لتنفجر بوجهه:
-أيها الحقير من تحسب نفسك  لتحاسبني  هكذا من يعبث انا أم أنت ؟هل أعجبتك تلك الدمية الصفراء ها قل هيا كنت تزوجتها هي لماذا أنا؟
آدم بإبتسامة خبيثة :
-هل تغارين
-أغار قالتها بتوتر لا أغار أنت تتوهم ...
ليستزفزها في الحديث أكثر وأخيرااا لتعترف له بما يريد
لتغمغم ببكاء :
أنت ملكي وحقي أنا وحدي أنا أحبك
هذه الكلمة وكفى....
ليبتسم أخيرا بحب ليضمها إلى صدره أخيرا إستطاع أن يحرك كتلة البرود داخلها إتجاهه أخيرا قالتها

كانت تتمشى بصعوبة ببطنها البارزة أمامها بشكل مثير بفستان أحمر يحدد معالمها الأنثوية بسخاء مع والدتها وأختها وحماتها تتبضع في إحدى المحلات التجارية الكبرى لشراء مستلزمات رضيعها القادم بعد شهر ،لتجلس أخيرا بتعب في كافيتيريا قريبة مع أختها فقط بعد أن تركت والدتها وحماتها يكملون التبع تهتف بسخط من التحرشات التي تلاحقها ومن الكلام الفاحش الذي يرميه بعض الشباب الطائش ،لو يعرف آدم بذلك لكانت نهايتها لن تسطيع تحمل هذا الوضع أكثر لقد إتخذت قرارها ...

ستتحجب ليس من أجل زوجها بل من أجل نفسها فقط ،كيف ستقابل الله وهي بهذا الشكل،يجب أن تستر جسدها من الذئاب الجائعة التي تنهش لحمها بنظراتهم المقززة ...كانت فرحة آدم بهذا القرار أكبر من فرحته بخبر حملها ،شعوره بالسعادة لايوصف حبيبتي ستتزين بالباس الشرعي أخيرا ...

بين أروقة المستشفى يقف متوترا خائفا مازالت كلماتها المستنجدة به و صراخها في أذنيه لايصدق ماحصل كان كل شيئ على مايرام ...ينظر إلى يديه التي تحمل دمائها لينهار أخيرا
-يالله لا تحرمني منها ،ليس بعد أن وجدتها ،أرجوك يالله لاتجعلني أحس بشعور الفقد مرة ثانية
إجتمعت العائلة كلها أمام غرفة العمليات التي تمكث بها ريم كأن الزمان يعيد نفسه فقط هذه المرة الضحية هي ريم وليست قمر
خرج الطبيب أخيرا من غرفة العمليات ليتحدث بجديةأمام تلك الوجوه الخائفة المترقبة:
الحالة كانت خطيرة لقد نزفت كثيرا لقد إستطعنا بصعوبة إنقاذ الجنين وأمه ،حمدلله على السلامة
تمتم الكل بسعادة ليسجد آدم على الأرض شاكرا الله على سلامة حبيبته وطفله يعرب

بعد مرور 6أعوام
كانت العائلة كلها مجتمعة بسعادة في منزل آدم وريم للإحتفال بعيد ميلاد طفلتهم الصغيرة قمر آخر العنقود كانت الصغيرة تتمتم بسعادة في أحضان والدها وهم يطفئون شمعتها الأولى ،كانت فرحة سيف بطفلته لاتوصف لطالما تمنى أن يرزق بطفلة صغيرة تشبه أمها حبيبته فهو رزق بعد يعرب بطفلين آخرين زينو حياتهم لتأتي قمر حياته أخيرا لتكتمل سعادتهم بأربع أطفال وطفلة ،وكم كان سعيدا عندما قررت ريم أن تسمي طفلتهم بإسم شقيقتها الراحلة

كان سيف في حضن والدته ريم سعيدا جدا ،  مهما كبر سيبقى صغير ومدلل أمه ،لم تشعره ريم أبدا باليتم كان طفلها وحبيبها وأول من أشعرها بشعور الأمومة حتى وإن لم يكن من رحمها فهي والدته ويكفي أنه قطعة من أختها.

..............................
تمت بحمدلله

🎉 لقد انتهيت من قراءة هل يحق لي؟ 🎉
هل يحق لي؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن