كانت تقف في منتصف الغرفة بثوب زفافها الأبيض كأي عروس في ليلة زفافها ...هذه الغرفة التي ستجمعهما بعد قليل والتي ستكون حاضرهما ومستقبلهما ...لقد بات إسمها على إسمه،أصبحت ملك له وحده دون الجميع ،لطالما كانت تعبث وتتسلى بقلوب الرجال الذين ذابو في عشقها ،كانوا يتمنون فقط نظرة منها، كان جمالها يأسر عقول الرجال صغيرهم قبل كبيرهم لتزيدها أناقتها في الملابس جمالا ،لطالما كانت نظراتها الوقحة وعبثها مع الرجال سبب الخلاف الدائم مع آدم صاحب الدم الحامي في عائلتهم ...لم يتدخل والدها قط في حريتها وفعل شقيقها المثل فثقتهم فيها كانت أكبر...مازالت ذكرى صفعها له تلوح في ذاكرتها كان ذلك اليوم زفاف إبنة عمتها ترتدي ثوبا أخضرا قصير يظهر منحنيات جسدها بسخاءو يظهر ساقيها الرشيقتين، تضع مكياج خيف وكحل أسود يبرز جمال عينيها العسلية كانت فتنة للحاضرين لتزيد الطين بلة برقصها المثير والمغري وخصرها الذي يتمايل بتناغم مع الموسيقى جعلها الوحيدة الملفتة للإنتباه لحظتها لم يتوانا إبن عنها الأهبل من سحبها بعيدا عن الجميع ليسبها بأبشع الألفاض لتكون الكلمة الأفضع عندما وصفها بالعاهرة لترفع يدها وتصفعه بقوة لتغادر بعدها سريعا تاركة خلفها بركانا على وشك الثوران ...
لتسقط في الأخير أمامه ...عرف كيف يوقعها في فخه ...خسرت الحرب قبل بدايتها وإنتهى زمن عبثها مع الرجال
نعود إلى أربعة أشهر قبل اليوم ...ذلك اليوم الذي سيغير حياتها للأبد ،يوم رمى والدها الحقيقة أمامها لم تتوقع في أقصى إحتمالاتها أن الأمر المهم سيكون طلب زواجها ...إنعزلت في غرفتها دموعها لم تفارق عيناها تنزل كشلال لايتوقف تفكر وتفكر دون أن تصل لنتيجة، تدور في حلقة دائرية لا مخرج لها...كانت مشتتة في إتخاذ قرارها خاصة بعد الصمت الذي لم تنل غيره من والدها الذي ترك لها الحرية الكاملة للإختيار ...سيف وآدم المعادلة التي تسعى لحلها ،حبها وعشقها وتعلقها بسيف وفي المقابل كرهها وعلاقتها المتوترةبآدم ...الثمانية والأربعين ساعة الأخيرة كانت تشعر أنها تموت وتحيا ألف مرة ...فاقت من شرودها بدخول والدتها إلى غرفتها بمجرد جلوسها بجانبها إرطمت في أحضانها لتدخل في نوبة بكاء حادة ،إحتضنتها والدتها بكل حب وتركتها تبكي على صدرها وقلبها يتقطع إلى ألف قطعة على إبنتها لقد قررت أن تنهي هذه الحيرة والتردد على وجه إبنتها ستضغط عليها لإتخاذ قرارها لتضرب بوعودها لزوجها بعدم التدخل عرض الحائط...بعد أن هدأت صغيرتها قليلا أبعدتها عن حضنها برفق لتقابل وجهها الذابل وعيونها العسلية تحبط بهما بركة دماء لتقول بصرامة وبنبرة غير قابلة لنقاش:
-يجب أن توافقي على هذا الزواج
ريم بنبرة شاهقة:
-أمي أرجوك إفهميني أنا لا أستطيع لايحق لي أخذ مكانها وبدأت تبكي...
-بل يحق لك ؛إفهميني بنيتي عليك ذلك يجب أن تضحي بنفسك من أجل سيف ،هل ستتركينه لإمرأة أخرى تربيه؟؟!! إنه الشيئ الوحيد المتبقي من أختك
-لايحق لي كيف سأفعل ذلك ؟كيف سأتزوج زوج أختي؟كيف حبا بالله أخونها ؟!!!وذلك الحقير الذي يسمي نفسه زوجها كيف يسمح لنفسه أن يفكر باالزواج ؟أين حبه لها ها؟أين ذهب ؟المخادع ناكر العشرة والمعروف هكذا ينسى حبه ...
والدتها بنبرة حادة:
-أدخلي هذا الكلام جيدا في رأسك وفهمي آدم ليس سيئا هكذا كما يصور لك عقلك ...لاتتوقف الحياة على شخص شقيقتك ماتت وأنتهى ،لن يبقى الرجل هكذا وحده الحياة تستمر وهو يحتاج لنصفه الثاني لم يخطئ الرجل حينما قرر طلبك لزواج هو على الأقل لم يكن أنانيا وفكر في مصلحة طفله أولا ،لن يجد من يعوضه عن أمه غير خالته ،وهو أيضا ضحى بسعادته من أجل طفله ،وهو مستعد لينسى كل خلافاته السابقة معك وسيفعل المستحيل لإنجاح هذا الزواج،هل ستتركين إبن أختك؟؟!!! فالتعطي لنفسكما فرصة
- بالله عليكم كيف تحاصروني هكذا؟؟لم تجبها والدتها لتغادر الغرفة بصمت ...
تجلس أمام والدها اليوم هو الأخير للمهلة التي حددها لها والدها لتفكير ...لقد إتخذت قرارها وحسمت الأمر ولم يعد هناك مجال لتراجع
-أنا موافقة على الزواج من آدم لكن لدي شرط واحد
-حسنا بنيتي فليكن أنا أيضا لدي شرط وسنسمع كلاهما الليلة بحضور بيت عمك
كانت العائلتان بحضور الجميع مجتمعتان في صالة المنزل لسماع قرار ريم... أخي أنا أسمعك كان هذا كلام والد آدم...بينما الكل يجلسون في حيرة يترقبون الكلمات التي ستخرج من والد ريم
-ريم موافقة على الزواج لكن لدينا شرطين
تهللت أسارير والدتي كل من ريم وآدم وأشقائهما بثينة وفارس وعبير شقيقة آدم بسرور
إبتسامة علت ثغر ذلك المترقب في صمت لكنه نجح في إخفاءها ليرسم ملامح الجمود على وجهه
-مبارك لنا أخي تفضل قل شروطكم وإنشاء الله مستجابة
-أول شرط لريم ستقوله هي لكم،تحدثي بنيتي
ريم بنبرة هادئة:
-أنا فقط لن أستطيع العيش في شقة شقيقتي لن أقدر على تجاوز ذلك للأسف لأن ذكرها في ذلك المكان وذلك سيعمق جراحنا أكثر ،لن أطلب شقة جديدة عمي يكفيني العيش معكم
-طلبك مستجاب بنيتي أليس كذلك آدم
آدم وهو ينظر في عيني ريم:
نعم أبي سيكون لنا منزل جديد أنا أعمل على ذلك وسيجهز قريبا
إذن أول شرط إنتهى أخي ماهو شرطكم الثاني؟
-الشرط الثاني هو شرطي أنا وهو موجه لكم جميعا
كتب الكتاب سيكون بعد غد والدخلة ستكون بعد أربعة أشهر من الآن ليتقربا من بعضهماويتجاوزا خلافاتهما هذا زواج وليس لعبة ،والدخلة ستكون حفلا كبيرا ككل أخواتها لن أفرق بناتي عن بعضهما ...ليكمل كلامه وهو ينظر لإبنته التي تنهمر دموعها "وبفستانك الأبيض كم مرة ستتزوج إبنتي"
-ليرد آدم على عمه بنفاذ صبر:
أرجوك عمي سأقيم لها أكبر عرس وأشتري لها أغلى وأجمل فستان لكن أربعة شهور كثيرة جدا أنا أريد الزواج بسرعة
ليضحك الجميع على آدم كأنه طفل أخذو منه لعبته ماعدا تلك التي ترمقه بنضرات ساخطة
-صدقني بني هذا الوقت في صالحكما ليميل بجانبه ليهمس بإذنه أمامك عمل كثير أنظر إليها كيف ترمقك بقي القليل تنقض عليك ليصبرك الله
ليبتسم آدم وهو ينظر إليها ليرد على عمه:
-صدقت عمي ستفعلها المجنونة أعرفها كم هي عنيدة
على بركة الله إذن إتفقنا كانت هذه كلمات والد آدم
-إتفقنا أخي لعزيز
لتتعالى الزغاريد في هذا المنزل لتعيد البسمة و السعادة على وجوه ساكنيها بعد أن غادرتهم برحيل صغيرتهم وحبيبتهم التي ستبقى في قلوبهم إلى آخر أنفاسهم ،وهذه هي سنة الحياة التي لاتتوقف بموت أحد بل تستمر وتبقى ذكراهم في عقولنا وقلوبنا وكلما إشتقنا لهم كانت قبورهم كدواء يخفف جراحنا
..........................................
يتبع
أنت تقرأ
هل يحق لي؟
Romanceأمي أرجوك إفهميني أنا لا أستطيع لايحق لي أخذ مكانها لا وبدأت تبكي..إفهميني بنيتي عليك ذلك يجب أن تضحي بنفسك من أجل سيف هل سنتركه لإمرأة أخرى تربيه إنه الشيئ الوحيد المتبقي من أختك