الفصل الثاني

1.8K 57 9
                                    

أسبوع كامل وهو يحاول كسب ود طفله ليتعود عليه يقال"إن أردت كسب طفل إكسبه بحلوى "وصدق القول ...فقد أغرق طفله بالحب والإهتمام والحنان،
لم يكن ينوي تركه هكذا بعيدا عنه  ...ذنبه فقط أنه كان رجل عاشقا لزوجته حتى النخاع...فحزنه على محبوبته كان أكبر مما يعي بما حوله
لقد ظن آدم أن مهمته في إستمالة طفله ستكون سهلة ،فقد كانت خطته تتعدى حدود إستمالته بل كان يسعى لجعل طفله يتعود عليه ليأخذه للعيش معه  ...فهو لن يكون ذلك الرجل الذي سيترك طفله يتربى بعيدا عنه ويكتفي بدور بسيط في حياته،لن يكون مجرد ضيف أو متفرج يشاهد إبنه ينمو ويكبر من بعيد ،لن يكون ذلك الرجل الذي سيرضى بزيارات روتينية  قليلة كل أسبوع أو شهر
بل إبنه سيكبر على يده وفقط...دون نقاش سيفعل المستحيل من أجله ... سيحارب الجميع ...يعلم أن مسؤولية تربية طفل رضيع ستكون صعبة لرجل أرمل مثله ...خاصة أن والدته مريضة عضال وقلب ولن تسطيع تحمل تربية طفله بعد أن منعها الأطباء من بذل أي مجهود ...كما أن شقيقته متزوجة وتسكن في مدينة أخرى ،ولن يترك طفله لتربيه مربية بل أن هذا الإحتمال الأخير بعيد كل البعد في أن يفكر فيه لإن عمه ووالده لن يوافقوا على هكذا أمر في ظل وجود زوجة عمه إلهام التي تمتلك صحة جيدة تمكنها من الإعتاء بطفله، كما أنه غير غافل بتعلق طفله بريم
كانت بطلتنا تجلس في غرفتها تقوم بتجفيف شعر سيف بعد أن قامت بتحميمه ،كانت تداعبه بمرح وصوت ضحكاته تملئ أرجاء الغرفة ...أي خير قامت به ليكافئها الله بطفل كهذا...إنه كحلم ينزل من السماء
أشرق وجهها حبا وفرحا وهي تراه يبتسم ببراء الأطفال تلك الإبتسامة الملائكية
ماذا فعلت في حياتي لأستحقك
مايؤرق مضجعها كلام والدتها لها أمس برغبة بيت عمها بزيارتهم اليوم من أجل أمر مهم ...متأكدة أن الأمر يخص صغيرها سيف ...إنقبض قلبها فجأة خوفا من المجهول ...خوفها من رغبة آدم الواضحة في أخذ طفله للعيش معه... إنه حقه وليس حقها لكنها لن تسطيع الإبتعاد عنه لن تقدر على تركه من سيترك روحه؟سيف هو ؤكسجينها في هذه الحياة ...لقد وعدت نفسها أنها لن تتركه أبدا ،ستحارب من أجله .

مر الوقت سريعا وصل المساء وأصبح بيت عمها في منزلهم يجلس الكل في صالة المنزل يتبادلون أطراف الحديث ...آدم يلاعب طفله الذي بدا مستمتعا مع والده ،أما هي كانت تقف في المطبخ وحدها لتحضير العشاء للعائلة بما أن أختها الكبيرة بثينة عادت لمنزل زوجها...كانت ريم تبدو مرهقة لم يكن إعداد العشاء هو ما أرهقها وإنما تفكيرها وخوفها من طلب عمها الحديث مع والدها في أمر مهم ...هذا الأمر المهم ؟؟؟!!جعل الخوف يتسرب إلى كيانها

إنتهى العشاء أخيرا وحان وقت الجد...
-اليوم أتينا مثلما أخبرتك أخي سابقا في الهاتف من أجل حديث مهم
-تفضل أخي أسمعك
-أخي أنت تعلم معزتك عندي ومعزة قمر كانت إبنتي الثانية والله يشهد كم كنت أحبها وكم حزنت لفقدانها
-والله أعرف هذا الكلام ياأخي أعرف معزة أولادي عندك والله يعرف معزة أولادك عندي حفضك الله يأخي ودمت تاج فوق رؤوسنا
-سأدخل في الموضوع مباشرة سيف إبننا وإبنكم أيضا لافرق بيننا لكن آدم لا يريد ترك إبنه أن يتربى بعيدا عنه ،لقد آلمه خوف إبنه منه رغم أنه كان خطأه هو الذي ترك طفله
-آدم متدخلا في الحديث أعتذر عن مقاطعتك أبي أود فقط أن أوضح وجهة نضري أتمنى أن تتفهمني عمي أنت تعلم كم كنت أحب قمر وسيف هو القطعة الوحيدة من رائحتها أنا أريد لطفلي أن يكبر أمامي أراه يقول أول كلمة أراه يمشي أحممه أغير لها حفاظاته ...أوده أنا متلعثما في الكلام فقط أريده ان يكون معي
-لقد فهمتك بني وصلت رسالتك إلي لكن لدي سؤال واحد فقط لك أتمنى أن تجاوبني عليه
بما أنت تريد تحمل مسؤولية طفلك الذي مازال رضيع أنت رجل عامل وأمك مريضة وشقيقتك في مدينة أخرى ،من سيقوم بالإهتمام بالطفل من سيربيه؟أنت تعلم أني لن أقبل بمربية لحفيدي وجدته وخالته موجودة هل لديك إجابة بني
-أنا أريد أن أتزوج بريم قالها آدم بثقة
كانت معالم الصدمة واضحة على معالم والدي ريم اللذين تفاجآ بهذا الطلب
لكن والد ريم إستطاع تجاوزها بخبرته في الحياة ورد عليه
-لماذا ريم بالظبط أنا أعرف أنك لا تطيقها أصلا
-حمحم آدم متوترا من كلمات عمه التي هي حقيقية أصلا عمي أنا فعلا كنت لا أطيق ريم وأنت تعرف السبب لكن أن أراها قد تغيرت وتعقلت ،كما أنها المناسبة لتربية طفلي لقد قالت أمي أنها متعلقة جدا به كما ان سيف متعلق بها لقد تشبث هي بها وتركني ،لن أجد أحن له من خالته
-وإبنتي مامحلها من هذا الزواج هكذا ستظلمها معك إبنتي تستحق الأفضل
-عمي أنا يوم قررت هذا القرار لقد وعدت نفسي أني سأوفيها حقها  سأكون صريحا معك لن تكون معزتها في قلبي كقمر ولن أعشق أحد كما عشقجاتها لكن سأحاول عمي أن أنجح هذا الزواج أعطيني فرصة أرجوك
-هدوء سيطرعلى المكان ليتحدث والد ريم أخيرا سأعطيك هذه الفرصة بني أتمنى ألا تخيب ضني بك  لكن القرار الأخير سيعود لريم
إنتهت السهرة أخيرا لتخرج من غرفتها لتودعهم ...جلست مع والدتها بعد نوم سيف لتستفهم منها الأمر المهم الذي أرق مضجعها لكن والدتها رفضت إخبارها قبل يوم الغد معللة أن والدها هو الذي سيخبرها بالأمر ...لتزداد حيرتها أكبر وتتأكد شكوكها أكثر ،لكن الأمر يبدو أكثر مما توقعت ملامح والديها لاتبشر بالخير ...قضت ليلتها تتقلب في فراشها أهلكها التفكير لعلها تصل لنتيجة ،ماهو الأمر المهم هذا لترفض والدتها الإفصاح عنه ،دب الرعب في قلبها لتنهمر دموعها على وجنتيها لتبقى على هذا الحال حتى الساعات الأولى من الصباح لتذهب في نوم عميق تاركتا خلفها أحزانها
صباح يوم جديد وبداية حياة جديدة تستيقظ جميلتنا على لمسات صغيرها سيف الذي إستيقظ قبلها لتبتسم تلقائيا له
بعد وقت قصير تجلس أمام والدها ووالدتها بجانبها حانت اللحظة الحاسمة لتعرف ...
-لقد طلب آدم يدك لزواج
كانت هذه الجملة كفيلة لتلجم الصدمة لسانها إنقبض قلبها وتسارعت دقاته بدأ جسدها في الإرتعاش وهي تقاوم ،لابد أنهم يمزحون
-أنت تمزح قالتها بنبرة باكية
-لاأمزح بنيتي آدم قد طلب يدك لزواج مني ليلة أمس أعلم أن الأمر صعب عليك لم ينهي كلامه لتسقط ريم مغشيا عليها

...................................
يتبع

هل يحق لي؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن