في عتمة الليل يقف أمام البحر الهائج والسيجارة لم تفارق فمه يفكر بصمت هذه المرة ليس في محبوبته قمر،وإنما كيف وضع نفسه في هذه الزيجة ...يتذكر بدايتها عندما فاتح والدته في موضوع جلب طفله ليعيش معه ،كما كان متوقع عرف أن والدته سترفض الأمر بحجة أن طفله رضيع يحتاج إلى الإهتمام وهذا مالن تقدر على توفيره له بسبب مرضها ...جهز نفسه جيدا لهذه المواجهة ليفجر قنبلته بطلب زواجه من ريم ،شگل هذا الطلب مفاجئة لوالدته كانت تود مفاتحته في هذا الموضوع منذ وقت لتتفاجئ به أنه هو من يطلب منها ذلك ...ساندته والدته في قراره و كانت فرحتها لاتوصف ،أخيرا سيفكر إبنها في مستقبله وهذا الوقت المناسب ليخطو هذه الخطوة...لم يكن يتوقع أنه سيسطتيع تقبل أن تكون ريم زوجته هكذا سريعا ،كان خائفا في البداية أن يخطو في هذا الطريق ويشعر بالندم لاحقا ...لكنه لم يشعر بالندم إطلاقا ،هناك شيئ بداخله يجذبه لريم ،مشاعر رقيقة تلوح في الأفق ،لم يعد يشعر بذلك الكره الذي يكنه لها في السابق ،يعلم أن الطريق إليها سيكون صعب لطالما كانت في نظر الرجال الفتاة صعبة المنال فهي عنيدة و جريئة ،بالإضافة إلى الكره الذي يشع من نظراتها له ...لكنه سيفعل المستحيل ليخضعها له ،لقد جائته أخيرا الفرصة ليملك قلب المغرورة سيأدبها ويطهرها من عبثها و ذنوبها مجرد التفكير في تاريخها يجعل دمه يفور لن يتركها تمشي في ذلك الطريق ولو تحتم الأمر سيسجنها في قلعته له وحده.
شهرين قد مروا على كتب كتابهم لتصبح تحت إسمه محاولات كثيرة ليتقرب منها لكنها تقفل جيدا على نفسها ...لن يجديك نفعا ذلك عابثتي ستسقطين لي مهما حاولتي ...سأحررك من هواجزك ،سأزيل هذه الحواجز التي وضعتها يبننا ،يعلم جيدا ماتحاول الوصول إليه لكنني أذكى منك أيتها المغرورة ...لن أكون ذلك الأحمق الذي سيقبل أن يكون زواجهما مجرد حبر على ورق،سيصك ملكيته على جسدها ،سيكون زواجه كامل شاءت أم أبو
تجلس على السرير بفستان زفافها شاردة لدرجة أنها لم تنتبه لذلك الذي دلف إلى الغرفة واقفا بالقرب منها يتأمل جمالها وسحرها ...عيناها بركتان من العسل الصافي تأسرانه ... شفتيها المكتنزة بلونها الطبيعي بسبب عضها لهما من فرط التوتر...شعرها الحريري الأسود كسواد الليل ...فستانها الناصع البياض جعلها كأميرة هاربة من كتب الأساطير ...
حمحم بصوت خشين لتفيق من شرودها لتنتبه له يقف قريبا ببدلته السوداء الأنيقة شعره المصفف بعناية، يتطلع إليها بنظرات متبادلة...
-غيري فستانك وتوضئ لكي نصلي ...كانت هذه كلمات آدم الذي كسر الصمت الذي طال بينهما
-خذي راحتك سأغير أنا في غرفة أخرى
لم ينهي كلامه لتقفز بسرعة إلى الحمام الملحق بالغرفة لتهرب من نظراته الجريئة والجائعة
-على مهلك يامجنونة آدم مبتسما من تصرفها الطائش
ربع ساعة ليعود آدم إلى الغرفة بعد أن توضئ وغير ملابسه إلى أخرى بيتية مريحة ...كانت الغرفة فارغة يبدو أنها مازالت لم تخرج ،ليجلس على الأريكة ينتظرها ،عشرة دقائق أخرى ومازالت لم تخرج بعد بدأ الذعر ينشب مخالبه بدى مترددا ليذهب إليها ربما هي محرجة أخيرا حسم قراره ليقترب من باب الحمام ليدقه بهدوء
-ريم هل أنتي بخير؟
لم يجد غير الصمت ...كاد أن يدق الباب مرة أخرى ليتفاجئ أخيرا بالباب يفتح لتظهر كالملاك بإسدال الصلاة ووجهها يشع نورا ،وقف يتأملها كم يتمنى من قلبه أن يهديها الله وترتدي الحجاب وتخفي مفاتن جسدها عن الجميع إلا هو...
إنتهت الصلاة بدعواتهم بالتوفيق في حياتهما القادمة
جلس على الأريكة يشدها لتجلس بجانبه
-هناك كلام يجب أن أقوله لك قبل أن نبدأ في حياتنا :
ريم أعلم أن الأمر صعب عليك أن تتقبليه صدقيني أنا أيضا كان صعب أن أتخطى ذلك ...الحياة تستمر وأنا قررت أن تكون المرأة التي سأواصل معها حياتي للممات ،ليس إختياري لك بسبب سيف فقط أنا فقط لاأستطيع رؤية نفسي مع إمرأة أخرى غيرك،هذه المشاعر الجديدة التي تنمو في أعماقي تجاهك ...لن أستطيع تحمل رؤيتك بعيدة عني تعبثين مع هذا وذلك ...
لتوقفه ريم بوضع سبابتها على شفتيه وهي تتأمل عينيه السودوان
ريم بنبرة صوتها الرقيقة :
-أرجوك آدم أظن أننا خطونا خطوة كبيرة ولا يجب أن نلتفت إلى الوراء أعترف أني أخطئت كثيرا، أتمنى أن لا يقف هذا الأمر عائقا بيننا في المستقبل أرجوك آدم لدي طلب واحد فقط
-ماهو ريم
-أن تثق بي فقط
آدم حانيا إليها هامسا في أذنها لترفرف فراشات بطنها
-أنا واثق بك كل الثقة وإلا لما تركت إسمك يكتب على إسمي ...
صباح يوم مشرق جديد ،و حياة جديدة تبث في النفوس يستيقظ على أشعة الشمس التي تداعب وجهه ليفتح عينيه لكسل لينظر بإبتسامة لتلك الغافية على ذراعه ...لقد أصبحت زوجته قولا وفعلا ...لقد نجح أخيرا في تحرير الحواجز التي بينهما ...حرك ذراعه بتمهل خشية إفاقتها من نومها ليقف متوجها لحمام ليلمح ذلك ثوب نومها الأبيض الجرئ الذي فتنه ليلة البارحة.
خرج من الحمام يجفف شعره الأسود القصير ليجدها قد فاقت من نومها لتو إصتبغت وجنتاها باللون الأحمر خجلا...لا يصدق أن هذه هي ريم الوقحة الجرئية ،لقد علم ليلة البارحة كم هي طفلة بريئة صغيرة رغم عبثها الذي تجيده سابقا...
-صباحية مباركة ياعروسة آدم مبتسما ليدنو منها ويقبلها على جبينها ...
-هيا كافانا كسلا زوجي العزيز سيأتي أهلنا بعد قليل علينا أن نحظر أنفسنا
آدم بنبرة ساخطة :
-بحقك ريم أمامنا الكثير من الوقت
-أتركني آدم أرجوك وكف عن التذمر
يجلس الجميع في صالة المنزل الجديد لآدم وريم يتبادلون أطراف الحديث بعد المباركات لحياة زوجية هنيئة لهم ...
يجلس آدم وطفله في حضنه يلاعبه ويتحدث في نفس الوقت مع والده وعمه وإبن عمه...أما ريم فهي في المطبخ تحظر واجب الضيافة مع أمها وحماتها اللواتي إنهلن عليها بالأسئلة المحرجة كأي سيدة شرقية ...
أربعة أشهر مرت على زواجها بآدم كانت كالحلم ...كان معها رقيق مراعيا لأقصى الحدود لكنه لم يخلو الأمر من بعض المشادات الجانبية بينهما كأي زوجين عاديين ...تكوين الأسرة يتطلب الكثير من الأشياء أهمها القدرة على تحمل المسؤولية لازال الأمر صعب عليها بعض الشيئ آدم يساعدها قدر المستطاع وهي واقفةأنها ستعتاد على الأمر بمرور الوقت ...تجلس متعبة مرهقة على الأريكة شعور يلازمها الأيام الأخيرة تطعم سيف لتسمع صوت الباب يفتح ويقفل إنه ميعاد عودة آدم من العمل ليبدأ سيف يصرخ بمرح لرؤية والده ...
تقف في المطبخ تحضر طعام العشاء بصعوبة بالغة لا تدري مابالها اليوم منذ الصباح وهي تستفرغ ليدخل آدم إليها بإبتسامة لم تفارق وجهه ليحتظنها من الخلف وهو يتمتم ببعض حروف الغزل ثواني قليلة فقط ليتراخى جسدها بين يديه لتستسلم لإغمائها...
..................................
يتبع بالخاتمة
أنت تقرأ
هل يحق لي؟
Romanceأمي أرجوك إفهميني أنا لا أستطيع لايحق لي أخذ مكانها لا وبدأت تبكي..إفهميني بنيتي عليك ذلك يجب أن تضحي بنفسك من أجل سيف هل سنتركه لإمرأة أخرى تربيه إنه الشيئ الوحيد المتبقي من أختك