ضغط خالي

الفصل الأول

دخل"حمزة" إلي المنزل يغلق الباب بعنف صائحاً بعصبية _ انت فين يا حيوان..انت فين ياللي فضحتنا في العمارة وبتمسك في خناقة الناس ع الفاضي والمليان...انت فين يا زفت!..
أخرج رأسه من خلف الأريكة يزدرد ريقه بخوفٍ يشير بيديه بفزع وهو يريَ تقدمه نحوه بخطي شرسةَ _ والله العظيم ياخالي ما اتخانقت معاه غير لما دايقني بالكلام الأول حظه بقا إني مخنوق أصلاً من الكلية ف طلعت غلي فيه..
ضربَ"حمزة" الكرسيِ بغضبٍ شديدٌ صائحاً _ تقوم تكسرله كمان المحل بتاعه !؟ ، انت عارف ممكن يعمل ايه ! ، عارف اصلا الراجل ده عنده كام سنة عشان تمد ايدك عليه يا محترم ؟؟!
زمّ شفتيه بتأفف _ يووه يا خالي اللي حصل حصل خلاص وبعدين هو راجل مستفز بصراحة وبيحرق دمي.
تنهدَ"حمزة" يتمالكَ أعصابهُ قبل ان يفقدها عليه مبتسماً بهدوء وهو يشير بيده  بالاقتراب _ تعال يا سيف..تعال يا حبيبي.
رفع"سيف" حاجبه بتحذير _ مش متطمن للابتسامة دي..
جهر بصرامةً أجفلته _ تعااالَ..
انتفض بفزع أكبرَ لينتحب ببكاءً متجهاً إليه حتي وقف بجانبه يخفض رأسه لأسفل وهو يعلم خطوته التالية وصدقَ فِكره حين مدَ حمزة كفه يجذب خصلاته الكثيفة من الخلف بحدةً يهز رأسه بقبضته بغضبٍ بحركةً معتادةَ يومياً لا تُنسي _ أنا مش قلت مفيش خناق مع حد علي وش الأرض مهما كان السبب !! قولت ولا مقولتش !؟.
أجابه سريعاً بألمٍ _ قولت مليون مرة..
شددَ "حمزة" قبضته بغضبٍ وصوتهَ يتعالَ حتي وصلَ إلي مسامع الجيرانَ الذين تجاهلوا الأمر وأكملوا ما بيدهم فإن المشاجرةَ تلك أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العُمارة وحياتهمَ_ ولما هي مليون مرة نفذت ربعها ليه !؟
رفع"سيف" رأسه يرمقه بتذمرٍ _ ما هي أصلها حاجة عجيبة ، ايه اللي متخانقش مع حد علي وش الأرض دي طب أفرض واحد رزل مسك فيا يضربني ! أسيبه يضربني ولا أتخانق معاه وٱدافع عن نفسي..
هز حمزة رأسه للخلف ولأسفل يصيح به بحدةً _ الخناقة هتجيب شتيمة والشتيمة هتجيب ذنب ولولا إني عارف لسان حضرتك السم واللي مش هيسكت كنت سيبتك تاخد ذنوب براحتك.
نظر إليه ضاحكاً بسخرية _ وهو يعني اللسان ده جايبه من برا اش حال مكنتش وارثه منك..
أغمض عينيه يزمجر كزئير الأسد كما خُيل بعقلَ"سيف" الذى سارعَ بالقول _ بس الحمدلله مشتمتش حد وانت جيت أنقذت الموقف وصالحت الراجل وكل حي راح لحاله ،متعصب ليه انت دلوقتي !؟..
تركَ "حمزة" أخير خصلاته تتوسع عينيه بدهشةَ ساخراً _ ايوة صح متعصب ليه !؟ هو فيه حاجة تعصب.
ابتسم"سيف" بإتساع ليفرَ بعيداً عنه حين صرخ الأخر بحدةَ_ حبس انفرادي في اوضتك يا جزمة ومتخرجش منها غير لما أنا أقولك سامع!!
كان قد أغلق باب غرفته ليهتف بعلو من الداخل _ سامع..صوتك عالي..
شدَ " حمزة" خصلاته يمسك رأسه بتعبٍ صائحاً بتأفف _ ده أنا اللي ضغطي عالي.
.....
( حمزة الصراف : مُوظف بشركةَ عالميةَ لصناعةَ الكمبيوتر والأجهزة ،ذو38 عامَ...وسيمٌ وذو طبعَ حادٍ...عصبيَ لكنه هادئ في بعض الأحيان..حنونَ قليلاً مع أحبائه فهو منذ وفاةَ والديه وشقيقته المِتزوجة أصبح هو المسئول عنَ إبن شقيقته ، تزوجَ منذ سنواتَ لكنه انفصلَ عنها ولديه إبن يعيش مع والدته يُدعي"كريم" )