كان يجلس بسيارة الآجرة يقبض علي كفه بغضبٍ يجد صعوبة في كتمه بينما يجاوره ولده الذى ابتعد عنه بقلقٍ من هيئته داعياً بداخله أن يمر اليوم بسلام.، قطعتَ لحظاتَ الصمت تلك رنةَ هاتفه ليخرجه " حمزة " من سترته ينظر إلي من يتصل ، قبضَ علي شفتيه بغضبٍ أكبر يغمغم _ اه ما هي المشاكل لازم بتيجي ورا بعضها..
رفع الهاتف لأذنه يهتف بحدة _نعم..
ابتسم" جاسر" بخفة _ كنت متأكد إنك هتكون متعصب..
جزَ" حمزة" علي أسنانه يجاهد لكبحَ زمام أعصابه لكنه فشلَ _ أنا دلوقتي في قمة تعصبي فلو مخلصتش وقولت عايز ايه انت الجاني علي روحك...
ضحكَ"جاسر" رغما عنه هاتفاً بتهكم _ أنا مش فاهم أنت مش مهدي أعصابك ليه أنت مش عندك الضغ..
صرخَ"حمزة" بعصبية جعلتَ السائق تتوسع عينيه بفزع من ذلك المجنونْ العصبي وانتفض كريم لأثرها_ ايوة متزفت عندي الضغط ماهو منكم واللي بتعملوه فيا..
كتمَ "جاسر" ضحكاته وكمَ اشتاق لاستفزازه ليتأفف بغيظ ولمحة اشتياق ظهرت بنبرته_ طب اهدي خلاص واسمعني...سيف عامل ايه ؟!..
ضحكَ" حمزة" بسخرية _ سيف ؟! وانت مالك وماله!؟ اه صح افتكرت تقريبا كان ابنك وحالياً بقا ابني يعني ملكش حق تسأل عليه بصفة الأبوة دي..
قبض علي كفه بغضبٍ يغمغم _ يعني ايه الكلام ده يا حمزة !؟
تأفف" حمزة" بحدة _ يعني الأب لو عايز يتطمن علي ابنه يكلمه او يجيله بنفسه ويشوفه لو كويس ولا لأ وإلا ميستحقش طرف اللقب ده مش بيتصل بحد يتطمن عليه ، اسمع يا جاسر لأن شكلك مسمعتش من المرة الأولي ، سيف ابني من يوم ما انت سيبته ومسألتش فيه يعني انت نكرة بالنسباله..مجرد اسم ورا اسمه فى البطاقة وأنا المسئول عنه لأخر يوم فى عمري وبما اني بصفة ابوه بقولك اهو...ابعد عن ابني يا جاسر يا نصار وإلا هخليك نكرة من الحياة كلها مش من حياة ابنك بس فاهم ؟!!
أغلق الهاتف بعصبيةٍ وأنفاسه تتعالَ ليلاحظ نظرات السائق المندهشة له ليصرخ به بحدة _ انت بتبص علي ايه ؟!!
انتفض السائق لينشغل بقيادته بخوفٍ بينما ينظر" كريم" له بصمتٍ وبعض الفخر لسماع تلك الكلمات التي خرجت من فمه "الأب اللي بجد لو عايز يتطمن علي ابنه يكلمه او يجيله بنفسه ويشوفه لو كويس ولا لأ وإلا ميستحقش طرف اللقب ده "، تذكرَ مُكالماته الفائته منه والتي تعمد هو ان لا يرد عليه.رأى إصراره ليطمئن عليه بينما هو لم يكترث كعقابٍ صغير علي تركه إياه ، ساوره الندم لعدم رده فقد شعرَ من أثر كلماته بمديَ قلقه عليه حين اتصل ولم يجد رداً لفترةً طويلة ليزفر بالنهاية يهمس له بحزن _ آسف..
نظر إليه" حمزة" ولم يتحدث ليقترب" كريم" برجاء _ بابا أنا...
قاطعه بجدية _ اللي حصل حصل يا كريم المهم إنك رجعت..
رفع" كريم" حاجبه بحذر _ يعني مش زعلان !؟
التفت" حمزة" برأسه له ليبتسم بحنو يرفع يده يمسح علي خصلاته برفق _ مش زعلان..بس متتكررش تاني.
اومأ" كريم" مبتسماً بخفة لتتلاشي بقلقٍ حين توقفت السيارة أمام شارعٍ بأحد الحارات المصرية لينظر له حمزة وهو يري خوفه فعلمَ أنه تذكر ما حدث معه ليزفر بجدية _ لو مش عايز تنزل خليك هنا و أنا ه ..
نفي كريم برأسه بجمود _ لأ.
* * *
شهق"سيف" عالياً يستعيد أنفاسه المسلوبة ليترك البالونة التي بيده تطير بالهواء وهو ينظر إلي الكمية التي انهاها ومازال متبقي بعد تحيطه علي أرضية التراس بصدمة مغتاظاً_ بلالين !؟ بلالين ايه انا ايه خلاني أجيب الكمية دي ده هو أساساً بيكرهها وهينفخني زي ما نفختها..
استمع لضحكة جارته المُسنة التي بالمطبخ تُزين الكعكة بطريقة جميلة بشماتة تهتف _ تستاهل حد قالك تجيب وتخلص أنفاسك فيها ع الفاضي اشرب بقا.
استند " سيف" بكتفه علي باب المطبخ زافراً بغيظ _ انا قلت هو فيه عيد ميلاد من غير بلالين مجاش علي بالي إنه مش بيطيقها ده الحمدلله اني مشترتش تورتة من برا كان نفخني أكتر..
ضحكتَ " سيدة" علي هيئته المغتاظة وهي تتابع ما بيدها_ ليه يعني ؟!
اقترب يرى ما تفعله _ مبيحبش حلويات برا يا ستي..
ابتسم بحماس وقد أعجبه تزيينها للكعك بسلاسة ليلثم رأسها بفرحة _ تسلم إيدك يا سيدة..
تبسمتَ بحنو لتراه يهرول للخارج ضاحكاُ _ هروح بقا اجهزله هديته..
دخل إلي غرفة خالُه يبحث عن حاسوبه ليتجه نحو خزانة ملابسه ثم فتحها لتتوسع عينيه بدهشةً وهو يتأمل تلك الصور المُلصقة بالخزانة فكانت جميعها ل كريم بمختلف أعماره بينما بالمنتصف أكبرها بعمره الآن يقف مبتسماً ، زمّ"سيف" شفتيه بغيظ _ يعني عامل استوديو في دولابك لإبنك ومفيش ولا صورة ليا بينهم ؟!
رفع حاجبه بغباءٍ يتحمحم بحرجٍ وعينيه تتحرك بأرجاء الغرفة حيث عدةَ بروزٍ لصور تجمعهم سوياً مبتسمين بحركات جنونية مِعلقة بالحائط وعلي طاولةَ المرآة بينما ضعفهما بخارج الغرفة ليضرب جبهته بغيظٍ _ ده انا ناقص أحط في الحمام صورة لينا..
جذب الحاسوب ليغلق الخزانة سريعاً ثم جلس علي الفراش يفتحه ، انتظر دقيقة لتتصنم ملامه بجمود وهو يرى خلفية الحاسوب صورة لوالده مع خاله بدا كلاهما من عناقهما بضحك صديقان وقد كانا بالفعل كذلك ، رفع يده يتلمس وجه والده بألمٍ وقد لمعتَ عينيه بدمعاتٍ آبي أن تنزل لكن تمردت دمعة لتحرق وجنته..عقله يأبي الاشتياق لكن القلب يفعل بنضباتٍ تطرق بلهفة ألمٌ لأنه يعلم أن اشتياقه له لن يرجعه..فقد تركه دون رحمة بلا عودة..
مسح دمعته بعنف ليغلق الحاسوب بغضبٍ لكن..لم يحتمل ذلك لينفجر بالبكاء واضعاً وجهه بين يديه يآن بألمٍ يطعن قلبه بقسوةً لا يتحملها...ما أسوأ ألم الاشتياق !!..
* * *
فتحَ الرجل الباب باستغرابٍ لذلك الطرق القوي ليجد أمامه شخصاً مُخيفاً يبتسم بغضبٍ _ مساء الخير..
تفاجأ الرجل بلكمةَ ساحقةَ لفكه من يده أوقعته أرضاً ليدخل" حمزة" بهيئته المُهيبة لداخل المنزل لاحقه ولده الذى أغلق الباب يترقب ما سيفعله والده بذلك المُلقي أرضاً..
فتح الرجل عينيه بعد ان فقد الوعي ليجد نفسه مُقيداً علي مقعد خشبي بالمطبخ بينما يقف ذلك الغاضب يعقد ساعِديه بصمتٍ ينتظره أن يفيق ، توسعت عينين الرجل بهلع حين لمحت ذلك السكين الذى وُضع علي نار الموقدحتي أصبح ذو لونَ لهيبٌ أحمري يُقشعر البدن ، نقل نظراته لمن اختطفه من قبل يقف بتوترٍ همس بخفوت _ بابا آآ..
ابتلع الرجل ريقه مُحاولاً التحلي بالقوة رغم الرعشة التي سرت فى أوردته من نظرات المُخيف نحوه يغمغم بسخرية_ جايبلي أبوك تتحامي فيك يا دكر!.
استند"حمزة" بخصره علي حافة الرخام مُردفا بسخرية تفوقه _ طب وفيها ايه يعني لما يتحامي فى أبوه ! هي الآبهات موجودة فى الدنيا ليه مش عشان تحمي ولادها من الحيوانات اللي زيك..
تحرك الرجل مُحاولاً فك قيده صارخاً بحقد يغشي عليه رؤيةٍ فعلته الخاطئة اتجاه شاباً بريئاً_ انا كنت باخد حقي من أمه اللي ضيعت حياتي ومستقبلي..
رفع حمزة حاجبيه بدهشة ساخراً _ يا راجل ! يعني مُرتشي وقولنا ماشي الفلوس بتخلي العين تلمع وتغير النفوس إنما كمان حقير وعايز تاخد حق باطل من ست كل اللي عملته إنها مشغلة واحد خاين زيك عندها من غير ما تعرف حقيقته !؟
تنفسَ المدعو"رمزي" بغلٍ يلمع بحدقتيه _ كنت عايز أغير حياتي وأطلع من الفقر اللي عايش فيه ده والفرصة جاتلي علي طبق دهب أقولها لأ..أنا أه كنت بقبض من الشركة كويس لكن مكفاش ومازالت ظروفي زى الزفت وهي بتزودها عليا لما بتخصم منه..
أشار" حمزة" علي إبنه ساخراً بحدة _ وده ذنبه ايه في اللي بينك وبين مديرتك ؟! ولا أكمنك عايش في حارة فيها عيال سوابق قلت أهي فرصة أخطفه وأذلها بتعذيبه عشان أشفي غليلي منها !؟
تراجع" رمزى" بظهره ببرود _ أنا مكنتش هأذيه لولا أنها عاندت معايا ومرضيتش تديني الفلوس واه عشان أشفي غليلي منها قبل ما أخد الفلوس وأهاجر من البلد اللي خنقتني وعمالة تضييق عليا دى..
ضحكة تهكم أطلقها حمزة وهو يمسك السكين الملتهب نصفه يتفحصه _ تهاجر ؟! مش لما الأول تخرج من المستشفي بالسلامة بعد اللي هعمله فيك تبقي تهاجر براحتك..
مال نحوه يستند بكفيه علب ركبتيه ينقل عينيه بتفحص علي جسد ذلك المرتجف متنهداً بحرارة ووعيد يهمس_ نبدأ منين..نبدأ منين !!
تراجع كريم بخوفٍ وقشعر بدنه مما مُقبل والده علي فعله يغمغم _ بابا..
التفت له مبتسماً بخفة تخفي شراسة حادة _ كريم يا حبيبي لو مش هتستحمل تشوف العرض ده يبقي أتفضل برا علي ما أشوي الحيوان ده وأرجعلك..
اذدرد كريم ريقه لينفذ نصيحته ثم خرج من المطبخ ليقف بالصالون يتنفس بسرعة وازداد خوفه مما سيحدث ، احتدت عيني حمزة وأصبحت قاتمة..حادة..ومخيفة بجنون..ف حين يُمس الشْبل بأذي..يخرجُ الأسد عن السيطرة...
رفع السكين دون تردد نحو يد الآخر المقيد لتنطلق صرخةً دامية من فمه تكاد أن تصم آذنين من يستمع بالخارج لها ليضع يديه عليها يغمض عينيه بتشتتّ بينما الآخر يزداد صراخه حتي بحّ صوته..جشعه بالمالَ وطمعه برزقٍ أكثر من حقه يدفع ثمنهما الآن علي يدْ أبٍ لم يحتملَ رؤيته ابنه مجروحاً ولو بخدشاً..فماذا بأبٍ عَلّم بكرامةَ صغيره تندعس تحت قدم لعيناً أعماه حقده عن ما أذنبه بحقٍ بريئاً !..حتماً موتُه لا محالة...
ابتسم" حمزة" بشراسة يتلذذ بصرخته التالية حين نقل السكين يوسمَ ذقن الآخر بقسوةً ولا يرى أمامه سوي جروحَ صغيره تملئ ظهره ليزيد من ضغه أكثر ، فعل ذلك عدة مراتٍ بوجهه وعنقه حتي هبطت دموع الرجل يبكي بألم جلٍ صارخاً بصوت مبحوح _ ارحمنييي..
صرخ" حمزة" بجنونٍ وعصبية_ وانت مرحمتش ابني ليه وهو بيصرخ من الوجع زيك كدا ؟! ، الرحمة دى مش للناس اللي زيك..لأن اللي زيك ميستاهلوش إلا الحرق..
أخيراً ترك" حمزة" السكين أرضاً بعد ان أدماه ليتحرك للخارج ثم جذب ابنه القلق بقوة ثم أوقفه أمامه يسأله بصرامة _ كفاية كدا ولا ازود تاني ؟!
نظر" كريم" للرجل بهلع وهو يراه يبكي يتألم بحرقة خائفا من المزيد لينفي برأسه سريعاً ليتركه حمزة ثم اقترب من رمزى يُمسك ذقنه الذى ينزف دمً ليرفع رأسه يهمس أمامه بجمود _اتمني تكون اتعلمت الدرس كويس عُمر الطمع ما كان آخرته غير الأذية..
فك قيده ثم أمسك يد ولده يضمها داخل يده يمدهُ بالقوة ثم جذب حقيبة المال ليخرج من المنزل بل من الحارة بأكملها تاركاً خلفه بعض السكان التي ما أن رأوه يخرج حتي هرعوا إلي شقة الآخر بالأعلي ليروا سبب صراخه لينصدموا حين رأوا هيئته وأسرعوا بمساعدته بمودة ورحمةً غافلين عما فعله ذلك الداني بأحداً دون رحمةً أو شفقة...
* * *
التفت"كريم" برأسه يتأمل بشرود من يجاوره بسيارة الآجرة .وجهه الحاد وعينيه التي تنظر من النافذة بهدوء يناقض عما كان به منذ قليل..تبسمَ بخفة يشعر بالارتياح لرد كرامته ولأول مرةَ منذ الصغر يشعر بلذةَ وجود والده معه فلولاه لمَ عاد حقه..جلدَ ذاته لعدم ثقته به بأنه يقوَ علي فعل شيئاً فقد فعلَ ما أراد وأكثر علي عكس والدته التي لم تُكلف نفسها بالدفاع عنه خوفاً علي سُمعتها وسلطتها بأن تصبح في دائرة القيلَ والقال...لكنْ والده.رغمَ ما بينهم من حواجزَ...حقاً وقفَ بجانبه دون تفكير او تردد..
أقترب قليلا ليميل برأسه يسندها علي كتف والده مطلقاً تنهيدة بارتياح لينظر له حمزة بتعجبٍ ثم ابتسم بحنو يلثم رأسه وهو يشعر ببدء رجوع صغيره له لكن الأمر يحتاج وقتً فحسب..
عدلَ" كريم" من نظارته يتمتم بهدوء ولمحةَ رجاءَ التمسها الأخر من نبرته_ ممكن نقضي اليوم مع بعض كمان !؟..
أسند"حمزة" ذقنه علي رأسه متنهداً ببسمة هادئة _ طبعا..
* * *
فتحتَ " مُهرة" خزانتها ببسمةَ جميلة تزين ثغرها وهي تخلل يدها بين خصلاتها الكاحلة الغجرية بحيرةً مما سوف ترتديه الليلة. فالليلة عيدٌ ميلادَ الوسيمَ الذى أسر روحها قبلَ قلبها منذ رؤيته بالجامعة مع ابن شقيقته لا يتوقف القلبَ العاشق عن الطرق بين أضلعها يتلذذ بحروفَ اسم عاشقه ، تنهدت بألم وانطفئت لمعة عينيها ..تعلمَ أنه لن يُفكر بالزواج مرة آخرى فقد استمعت لسيف يقول هذا ذات مرةً خاصة بذلك العُمر الذى لا تراه لكنه يفعل..ابتعلت غصةَ آلمت قلبها ..مؤكداً لن يفعل بل لا ينظر إليها حتي سوا بجديته الغاضبة المُحببة لها..لا تعلم هل لاحظ حُبها له حقا أم لا فهو لا يظهر ما يشعر به أبداً...تنهدت ثانيةً تدعُ الله بداخلها أن يكون لها وإن لم يكن فليسعد مع غيرها..تعلمَ فرجٌ الله الذى لا نهاية له لكن ما عليها إلا بالصبر..
* * *
يسير كلاهما بجانبٍ سورٍ حديدي أمام مياهَ البحر بأمواجه التي تمردت عنه لتضرب بالصخور بقوة تُصاحبها نسماتَ الهواء الهادئة...الشمسَ علي مشارف الغروب ومازال مع بعضهما..يتحدثا بدقيقةَ ويصمتا بالآخري ..لم يتحدث كريم ولم يعاتب فلا يريد قضاءَ اليوم معه بعتابٍ بل يريد محو تشتت علاقتهم..يريدها كعلاقته ب سيف بل وأعمق...إنه يعلم عن سيف كل شئ حتي صغائر الأمور بينما هو لا...يختلق له عذراً بذلك..فهو أُجبر علي الابتعاد عنه بل و ضحي لأجل سعادته بألعابه القيمةَ بينما هو عاتبه منذ سنوات دون أن يفهم..ومازال يعاتبه !
نظر لوالده بتردد _ بابا..هو انت وماما اتطلقتوا ليه ؟!
دسَ"حمزة" يديه في جيبي بنطاله يتنهد رافعاً كتفيه بخفة _ يمكن اختيارنا لبعض من الأول كان غلط او ربنا كاتب لينا الأحسن في شريك حياته..
ضحك كريم بسخرية _ هو انت هاين عليك تقول إنها مغرورة ومبتحبش غير الشغل !..
ابتسم حمزة رغما عنه لينكزه بغيظ _ اخرس يالا ومتنساش إنها أمك.
ازدادت ضحكته بعلو _ هو انا مش ناسي بس دي الحقيقة وانتم انفصلتوا لأنها معرفتش تتأقلم مع حياتك ومتفقتوش مع بعض لكن اللي مجنني بقا ازاى متفقتوش بعد ما حضرتي اتولدت وطول ٨ سنين دول كنت شايف ان حياتنا حلوة وبنضحك وبنهزر ودفا ايه كل ده ومش متفقين ؟!
زفر حمزة بغيظ ليردف بهدوء _ فيه ناس لو عاشرتها طول عمرك ممكن ييجي يوم وتكتشف إنهم مش شبهك او زهقوا من الحياة دى وعايزين يرجعوا زى ما كانوا ف الأول وده سبب انفصالنا ، شيرين لما قابلتها في الجامعة كانت بنت باشا..عايشة في عز وكل حاجتها بالغالي..كنا شباب وحبينا بعض وافتكرنا اننا هنكمل الحياة بالحب ده مهما كان ، كان أبويا الله يرحمه فاتح العطارة وأنا بشتغل معاه بجانب دراستي والحمدلله كان ربنا بيرزقنا كويس وجهز ليا شقتي اللي اتجوزت فيها ، اتجوزنا بدرى بفرح بسيط مع عيلتي وكانت مبسوطة جداً...بس للأسف الفرحة مدامتش..اتولدت انت والمصاريف زادت الحالة اتدهورت شوية بس كنا راضين بقضاء ربنا ورغم إنها وقفت جنبي كتير بس جه يوم وزهقت..
ابتسم بوهن وهو يعود بذاكرته لذلك اليوم الذى لم يُمحي من ذاكرته...
أنت تقرأ
ضغط خالي
Humor...... هناك أحدٌ لا توجدُ كلماتٍ شكر تكفيه ..يُقاسمك حزنك ويُبدله لإسعادك ...يحميكَ من الأذي حتي إن تألم هو لذا عانقه واصمتُ...دع مشاعِرك تشكرهُ... النهاية