أنت شو عملت بحياتك؟!

240 35 24
                                    

لو يتوقّف العالم عن سؤال "أنتَ شو عملت بحياتك"، لو يتوقفوا عن هذا النوع مِن الأسئلة.

إنني أحملُ في جعبتي الكثير مِن الانتصارات التي تعني ليَ كلّ شيء.

تحمّلتُ مزحة رجل قال أنّه يحبني لأنه كان يشعر بالملل، قضيّت أيام كثيرة في الفراش لأعيدَ ترتيب نفسي مِن جديد.

حياتي مليئة بالشّقوق تتسرّب منها الأحلام منذ أن كنتُ في المدرسة... لا المعلمة تحمّلتني ولا أحد سمعني.

خرجتُ مِن كلّ العلاقات كجثّة هامدة اللّٰه وحده مَن كان يعطيني الرّوح في كلّ مرة...

انتظرتُ أحداث لن تحدث أبداً، كنتُ أعيش حياتي كما لو أنني نائمة.

انقلبَ العالم علىٰ رأسي مرّات وأعدتُ ترتيب كلّ شيء مِن جديد علىٰ حساب جسدي وعقلي وقلبي.

قضيتُ حياتي وأنا أبحث عن الحقيقة، لكنّي تهتُ حتىٰ هذه اللحظة.

شعرتُ بشعورٍ جيد سرعان ما اختفىٰ هو وصاحبه.

ماتت أحلامي في هذا البلد... ألا يبدو هذا كافياً.

لو يغلق النّاس فمهم قبل الإشارة بإصابعهم وتحريك شفاههم بطريقة ملتوية ليطرحوا المزيد مِن الأسئلة التي لا نستطيع تغييرها...
أشكالنا، الشّامة علىٰ وجهنا، أوزاننا، قامتنا
"ليش وجهك هيك"
"ليش لون بشرتك هيك"

لو يتوقّف العالم عن إحراجنا عندما نضطر للبكاء وسط الشّارع، والاستهانة بالمآزق التي لا أحد يعرف حجم الأذىٰ النّفسي الذي سبّبته ولو كنّا قادرين علىٰ حبس دموعنا لفعلناها...

لو يتعاملون معنا دون أن يطلبوا تغييرنا، هذا ما يدفعني لمقابلةِ النّاس مِن الرّصيفِ الآخر وإلقاء التّحية بالتّلويح فقط.

#رهف_اسطنبلي
   May19, 2020

Quotes | اقتباساتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن