ألا تجد من الصعب العثور على قصص جيدة وروايات!؟ روايات تنسيك القليل من هموم الحياة، هل عانيت من قراءتك لبعض القصص المملة؟
هذا ما حدث معي.
لذلك قمت بكتابة هذا (ليس رواية، ليس قصة قصيرة ) إنما هو يشمل كل ما قرأته من روايات جذبتني في فكرتها أو طريقة سرد...
يمضي بنا الزمن فَنَحِنُ لما مضى منه ومن سكنه، نتناسى عيوبه وإخفاقاته، ونتذكر فقط محاسنه وانتصاراته، يمضي وهو يمحو عيوبه وزلاته، ويتركنا نتحسر على ما فات وما فُقد وننسى ما بين أيدينا وما أمامنا. نظل ندور في دوامة ذكرياته، يقيدنا بقيود من صُنعنا، يترك لنا طيف جميل نشتاق إليه ونتمنى عودته، فيتركنا أسرى مقيدين ونحن مستسلمون راضون بقيده، وننسى أننا من صنعنا قيدنا، وأننا مخيرون لكسره وقتما أردنا.
نعود اليوم مع كاتبة رائعة تستحق بالفعل الكثير من الثناء، كاتبة عاصرت تطورها السريع والمذهل في رواياتها، منذ أول رواية لها حتى آخرها، وأنا من أشد المعجبين بها وبما تناقشه من قضايا اجتماعية خلال رواياتها، هي الكاتبة نرمين نحمد الله. سأتحدث اليوم عن أولى روايات سلسلة زهور الجبل وهي رواية قيود ناعمة، السلسلة تتكون من ثلاثة أجزاء وربما يكون هناك رابعة، وسأتناولهم جميعا في فصول تالية إن شاء الله.
تعتبر رواية قيود ناعمة -وهي رواية اجتماعية عاطفية- هي الرواية الأولى الحقيقية للكاتبة بعد سلسلة من القصص القصيرة، ورغم بساطتها عن الروايات التالية التي كتبتها الكاتبة إلا أنها جيدة.
وقد امتازت نرمين بمناقشة القضايا الاجتماعية بطريقة جيدة، وتطرقت لموضوعات عدة في رواياتها، ولكن أهم ما يميزها بحق ويجعل منها كاتبة استثنائية هو عنصر الحبكة، فهي تبرع فيه بشدة تشعرك بالذهول، طريقتها بربط الأحداث -خاصة وهي تكتب عدة روايات في السلسلة الواحدة- ودمجها تجعل منها كاتبة قديرة، لذلك أرشح لمن يريد الكتابة ويجد عنده مشاكل بعنصر الحبكة أن يقرأ لها. نعود لرواية اليوم ونتحدث عن الفكرة، ربما كانت فكرة الرواية غير جديدة، ولكنها قضية اجتماعية هامة جدًا، وهي قضية بقاء فتاة بمفردها دون وجود عائلة لها، بعد وفاة والديها وعدم وجود أخوة، وهي قضية -رغم قلتها- هامة جدًا، فالمجتمع العربي يرفض مثل هذا الأمر وتصبح هذه الفتاة عرضة لكل الأقاويل رغم أنها ليس لها دخل في ذلك، وقد ناقشت الكاتبة هذه القضية ولكن للأسف لم تستفض فيها بالرغم من كونها الفكرة الأساسية للرواية، ولكن ربما لأنها أولى رواياتها فنحن نعطيها بعض العذر😉. كما ناقشت أيضًا عدة موضوعات أخرى مثل عقدة الذنب وما تسببه من تدمير لحياتنا إن لم نتسامح مع أنفسنا، وعدم الرضى بقضاء الله وقدره ودوره في جعل حياتنا تعيسه.
كما برعت الكاتبة -في كل رواياتها- في وصف المشاعر بطريقة ساحرة فتأثر في القارئ بشدة، وبالإستعانة بلغة رائعة فصيحة، مما جعل رواياتها أيضًا ملجأ لمحبي الروايات العاطفية، ولكن للأسف كان هناك تقصير في وصف الأشخاص والأماكن.
وقد كانت بداية الرواية مناسبة وجاذبة فقد استخدمت الكاتبة طريقة السرد المتقطع لجذب القارئ، وأضاف الغموض والتشويق للأحداث، ولكن كان هناك خطأ في السرد عندما قامت الكاتبة بإعادة الأحداث مرة أخرى وهو أمر قد يسبب الملل للقارئ المتشوق للمتابعة. كما كانت النهاية مناسبة تماما ورائعة وأرضت فضول القُراء وأجابت عن جميع التساؤلات.
**************************************
طالما قلبك لا يزال يخفق كلما تذكرتها... محفورة في عقلك وكأنك تعيش لها... تدخر لها كل قطرة من روحك العاشقة فلا ترى أحد أحق بروحك منها... طالما كانت حلمًا تفر إليه طالما ضاقت بك الدنيا... طالما كانت قيدًا تخشى التحرر منه لأنك تعلم أنك لن تعيش بعده... طالما تفضل جحيمها هي عن جنة من سواها... طالما كنت لها وستكون أبدًا بصك ملكية لن يبلى مهما طال الزمن... فأنت لست مخطأ أو متماديًا. أنت محق، أنت -قطعًا- محق!
* مقتبس من الرواية
☆نادين قلت لي يومًا أنني فراشة رقيقة تحتمي برقتها خلف صدفة صلدة تخفي لؤلؤة حقيقية. لقد كنت قبلك قوية كالصخر وشامخة كالجبل ورقيقة كالفراشة، حتى التقينا فاقتلعت بحنانك جذوري وثباتي، أصبحت وطني وبيتي وعمري، أصبحت أهلي وسكني، وأمسيت أدور في فلكك دون إرادة مني. ونذرت لك سنين عمري، فما جدوى العمر إن لم يكن لك، وما جدوى الزمن لو لم يكن معك، وما جدوى الأيام إن لم تكن فيها. ولكنك أردت أن تحرر العصفور فهدمت القفص فوق رأسه، فجرحته جرح لا يشفى. لذا سأضع نقطة أخر السطر لأبدأ من جديد، وسأطوي هذه الصفحة للأبد، فأنت الحلم الذي أرهقني عمرًا.
☆حازم
لقد كنتُ رجًل قَبِلَ الخسارة، قَبِلَ القيد واستسلم له، لقد عشتُ قبلكِ اتضرع لمحراب ذكرياتي وأحزاني، وأغلقت قلبي بأقفال الراحلين. حتى أتيتي... جميلة كالحلم، رقيقة كالندى، ساحرة كالغروب، وبعيييييدة مثل السماء... كشعاع شمس أنرتي ظلمتي... كسرتي قيدي وحررتي قلبي... زلزلتي الأرض تحت قدمي فهدمتي قلاعي وحصوني... أتيتي لترممي شروخ روحي المنكسرة... كساحرة صغيرة اقتحمتي سكوني فعرفتي كيف تفكي طلاسم السحر بتعويذتك الفريدة ليعود قلبي حرًا من جديد... لقد منحتني حبً بلا مقابل حب بلا شروط، حب قوي كالجبال، فياض كالأنهار، وسخي كالمطر. ولكن بحر من ذنوب الماضي يقف بيننا ولا يقوى أحد على العبور، ولا تزال خطيئتنا نقشا على جدران ماضينا.
ستجدون رابط الرواية pdf في المحادثات، وأيضًا للكاتبة حساب على الفيس بوك تنشر فيه جميع رواياتها.
