عالم الروايات《أفضل ما قرأت في فئة (الدراما، العاطفية، التاريخية)》

4- زخات الحب والحصى

زخات ما بين حب وحصى، هكذا هي الحياة ما بين زخات قوية تزلزل كياننا وقطرات ناعمة تروينا وتبزر داخلنا الآمال، ما بين آلام ومعاناة وبين بهجة ولذة، فتأخذ منا الكثير ولكنها تمحنا أكثر، قد تترك بداخلنا ندوب وجراح عميقة ولكنها تعطينا السبل لمداواتها، ولكن أكثرنا لا يفقهون.

نعود مرة آخرى مع الكاتبة المبدعة شيماء يسري ( شموسة)، في رواية جديدة وهي رواية زخات الحب والحصى، وهي الرواية التالية لسلسلة (قلوب مغتربة). رواية (زخات الحب والحصى) روايةاجتماعية عاطفية تمتزج مع الكوميديا الساخرة -كما اعتدنا من الكاتبة- مما يضفي على الرواية روح فكاهية ممتعة.
تمحورت فكرة الرواية على الاختلاف الطبقي والفروق بين طبقات المجتمع سواء إجتماعية أو مادية أو تعليمية، وقد صاغت الكاتبة من خلال الرواية العديد من الأشكال المختلفة لهذه الفروق، وتغلب البعض عليها وكسر القالب الذي يُرسم دائمًا لهذه العلاقات.
وبالرغم من أن الفكرة ليست بالجديدة إلا أن احتواء الرواية على العديد من الأنماط جعلها مميزة.

وبالإضافة إلى قضية الفروق الطبقية التي تناولتها الكاتبة، إلا أنها أيضًا سلطت الضوء على بعض القضايا الهامة، مثل فكرة الأخذ بالثأر وما له من عواقب وخيمة، فضلًا عن بعض العادات والتقاليد المترسخة بالمجتمع، ونظرة المجتمع للفتاة المتحررة التي تسكن بمفردها.
كما ناقشت الرواية قضية هامة ألا وهي العطاء المستمر بدون مقابل، والتنازل عن حقوقنا لأجل من حولنا لإرضائهم، فأي شيء يزيد عن حده قد ينقلب إلى ضده.
فضلًا عن قضية تأخر الفتاة في الزواج ونظرة المجتمع لها.
كما جسدت الكاتبة بعض الصور المختلفة للعلاقات الأسرية بشكل واقعي مميز، فنجد فيها صور للترابط الأسري، وصور أخرى للتفكك الأسري.
ولا ننسى المغزى الجميل من الرواية، وهو أن بعد العسر يسرا، وأن الله يجزى الصابرين بصبرهم أضعافًا مضاعفة، فقد تختبرنا الحياة بالكثير ولكنها تجود علينا بالأكثر، ولكن ربما لا نراه أحيانًا.

وقد أبدعت الكاتبة في الوصف بشكل عام، سواء الوصف الخُلقي أو الخَلقي للشخصيات، ووصف الأماكن، ولا ننسى وصف المشاعر الساحر للشخصيات، والذي نقل القارئ لعالم الشخصيات فعاش معهم لحظاتهم المميزة، وذلك من خلال لغة مميزة تحتوي على العديد من المفردات البديعة.

أما عن عنصر الواقعية فقد شعرت بالقليل من الخلل فيه، إذ أن الكاتبة قد قامت بإسباغ الطابع الديني على العديد من الشخصيات، وهو ما لم يتوافق مع الطبقة التي تتناولها الكاتبة خلال الرواية، وكأن الرواية تدور في عالم مثالي.
كما كانت الحبكة انكسارية مركبة، وكانت مناسبة ومترابطة مع أحداث الرواية التي احتاجت لاسترجاعات زمنية تزيل الغموض عن أحداث الرواية.

وقد كانت نهاية الرواية مغلقة، انتهت بنهاية الصراع، وأسعدت القُراء بعد طول المسير.
وبشكل عام الرواية مميزة وممتعة إلى حد يجعل القارئ يقرأها أكثر من مرة.

الانتقام حلو كالعسل ومر كالعلقم، عندما تتحول حياتنا كلها لتصبح طريق نسير فيه لنحقق انتقامنا فهل يمكن أن نسعد عندما نحقق هذا الانتقام وتضيع منا سنوات العمر وكأنها سراب، يكرس فارس حياته لأجل تحقيق الانتقام، ولكن تختل حساباته عندما يواجه طوفان الحب، فهل سيستمر في انتقامه؟

كعروس المارينوت تتحرك مثلما يريد المؤدي، حبال تشدها وتكاد تخنقها، فهل تستطيع عاروس المارينوت أن تمزق خيوطها؟
قصة خيالية جمعت بينهم، أميرة من كتب الأساطير والفارس المغوار الذي ينقذها، فهل يستمر الخيال أم يغلب عليه الواقع المرير؟

يقولون ليس للقلب سلطان، حب قد يدمر توازن الأسرة ماذا سيفعل يونس وفريدة أمام سلطانه؟

التكافؤ الاجتماعي في الزواج أمر مهم ولكن هل ستستمع رفيدة لكلام العقل وتتجاهل قلبها الذي ينبض بعد ما ضاعت سنين العمر؟

العادات والتقاليد تحكمنا كثيرًا بل وقد تحدد مسار حياتنا فهل ستلتزم عهد بها أم ستتجاهلها؟

الرواية للأسف غير موجودة على الواتباد ، ولكن يمكن تحميلها pdf كما أن للكاتبة صفحة على الفيس يمكن تحميلها منها أيضًا للرواية تطبيق على البلاي ستور يمكن تحميله، ولتسهيل الأمر عليكم سأرفق لكم لينك الرواية في المحادثات.

استمتعوا ❤❤

شاركوني آرائكم 💕💕