عالم الروايات《أفضل ما قرأت في فئة (الدراما، العاطفية، التاريخية)》

10- لُقياك لي المأوى

كسفينة في عرض البحار تسير حياتنا، فتارةً هادئة تنساب بسلاسة، وتارةً هوجاء عاصفة تجرفنا معها فنهادنها، وتارةً أخرى تسحبنا لدوامتها، وقد تقذفنا على صخورها فتحطم أحلامنا وآمالنا، وبين كل هذا وذاك نقابل سفنًا أخرى قد تكون طوق نجاة لنا، فنتمسك بها ونكمل معها سيرنا حتى بر الأمان.

نلتقي مرة أخرى مع كاتبة جديدة ورواية مميزة للكاتبة المبدعة أية أحمد، لأول مرة أقرأ رواية لها ووجدت أنها تستحق أن تشاركوني قراءتها، فهيا بنا.

الرواية دراما اجتماعية عاطفية، ناقشت فيها الكاتبة العديد من القضايا الاجتماعية الهامة والمؤثرة في حياتنا وقد وفقت الكاتبة بشكل مميز في طرح هذه القضايا.
وبالرغم من أن فكرة الرواية قد يكون الكثير من الكُتاب ناقشوها من قبل إلا أن الكاتبة ساقتها بطريقة جيدة وبمنظور أقرب لواقعنا الحي، فهي ناقشت ردود الأفعال لقضية الاغتصاب في المجتمع العربي -وخاصة في الأحياء الشعبية- ونظرة المجتمع لهم، وتطرقت لتفكير الضحية بشكل جيد وهذا في حالة غسق.
أيضًا ناقشت الكاتبة العديد من القضايا الاجتماعية الهامة، مثل التدليل الزائد للأبناء، ونظرة المجتمع لأشخاص زويهم مدانون بشيء ما، مثل حالة فلك.

وناقشت قضية هامة أخرى -يعاني منها الكثيرون- وهي السكن في بيت العائلة وعدم وجود سكن منفصل لكل ابن -والذي نجده كثيرًا في مجتمعاتنا العربية- فيحدث الكثير من المشاكل نتيجة تدخل الأهالي وعدم التوافق الفكري بين أطراف هذه الأسرة الكبيرة.
بالإضافة لقضية زواج الفتاة من رجل أكبر سنا فقد ناقشتها الكاتبة من منظور مختلف تماما، وقد كانت واقعية فيه بحيث سلطت الضوء على القضية بطريقة رائعة.
فضلا عن موضوع تدخل الأهالي في مستقبل أبنائهم، ورسم طرق واتجاهات لهم تنبع من رغباتهم هم وليس أبنائهم، دون الاكتراث لأحلامهم وطموحاتهم، فيجبروهم على اتخاذ طرق مختلفة، وتحميل الأبناء مسؤوليات أكبر من سنهم فيشيخون قبل الأوان.
أيضًا تطرقت الكاتبة لنقطة عدم التوافق الاجتماعي بين الأزواج، وناقشته بطريقة مختلفة ربما يختلف الكثيرون منا فيها إلا أنها كانت واقعية وجيدة.

وقد عززت الكاتبة قضاياها بوصف رائع لطبيعة البيئة التي تدور فيها الأحداث، فقد كان وصف الحي الشعبي البسيط بشخصياته وعاداته وتقاليده رائع ومميز، فكان من السهل على القارئ تجسيد الشخصيات بأفكارهم وخوالجهم.
وأيضًا كان الوصف بشكل عام جيد، فكان الوصف الخُلقي والخَلقي للشخصيات جيد، وكما نجحت في وصف المشاعر، وتمكنت من نقل مشاعر أبطالها للقارئ بطريقة جيدة.

وقد كان السرد والحوار جيدًا، وقد استخدمت الكاتبة الراوي العليم بكل شيء، والذي كان مناسب للرواية، ولكن كان هناك ثغرة في السرد ألا وهي عدم توظيف الأفعال بشكل جيد، خاصة الفعل المضارع الذي لم يكون مناسبًا في كثير من الأحيان.

أما البداية فهي للأسف تعتبر الثغرة بالرواية، فقد كانت بداية الرواية طويلة جدًا وقد تسبب الملل، فبعد أكثر من خمسمائة صفحة نأتي للصراع الأساسي بالرواية، وهذا عدد كبير جدًا من الصفحات لا يستطيع الكثير من القُراء الاستمرار بالقراءة حتى يصلوا لهذا الصراع، وبالتالي خلت هذه البداية من عنصر التشويق الذي يعمل على جذب القارئ، ولكن بمجرد ظهور هذا الصراع المتمثل في قضية الاغتصاب نجد أن التشويق وصل للذورة وحتى النهاية.

لُقياكِ كان نجاة، لُقياكَ كان حياة.
لقياكِ كان ميلادًا جديد، لقياكَ كان طوق نجاة.
لقياكِ كان سكنٌا، لقياكَ كان مأوىٌ.

*الرواية غير موجودة على الواتباد ، ولكني أرفقت لينك تحميلها في المحادثات.

استمتعوا 💕💕

شاركوني أرائكم ❤❤