الفصل الخامس

269 10 7
                                    


يحدث ان نعيش قصة حب كإنها اجنحة تحلق بنا في السماء، تجعلنا هذه الحكاية ان نغوص في احلام وردية، ان نكتب سيناريوهات تملئها السعادة لكن لايحدث ايا منها على ارض الواقع، بالواقع تتحدد حكاياتنا على وفق اقدارنا .
#دياناروز
################


كانت ترتدي ملابسها لما دخل عليها، ضمت بسرعة قميصها الذي ماكانت قد انهت تزريره بعد، احمرت خجلا، دفعت شعرها خلف اذنيها اما هو فكان لايزال ينظر، تعجبه حمرة خدودها حين يحرجها، هل تعتقد انه لم يرى امرإة عارية من قبل حتى تتحسس هي بهذه الطريقة . قال بعد ان فتح الباب دون ان يستإذن حتى .
_ لقد اخبرني الطبيب انك بخير جدا، وساقك التإمت بسرعة، تبدو عظامك بحالة جيدة ماعدت حتى محتاجة لارتداء الدعامة الطبية .
_ نعم، لقد اخبرني هو بذلك ايضا، شكرا لك، واخيرا ستتحرر مني .
قالت هي جملتها الاخيرة بهمس وحزن ممزوجان ببعض، ابتسم ايفان وقال .
_ اعلم انك تخفين امرا ما، وتهربين من حبيب غني غبي لاادري مالذي فعله لك حتى تهربي منه لكني لست غبيا كفاية لادعك تتجولين في الشوارع دون مإوى، هل كنت تعتقدين انني سإتركك حالما تصبحين افضل حالا، الرجال لاتقم بفعل هذا الامر المشين وخاصة لو كانت امرإة جميلة مثلك .
ازاحت عيناها من عليه، تقدم هو اليها ببطئ سحب يديها من على قميصها، وبدإ هو بغلق ازراره حتى اخر زر، ثم امسكها من ذراعها ورفع راسها لتنظر في عينيه وقال
_ لن اسمح لك بالمغادرة ابدا، كما انك تعملين عندي ولازلت احتاجك لديك الكثير من العمل الذي لم تنهيه بعد الا اذا كنت تودين العودة الى المكان الذي هربت منه، وانا لا احبذ هذا ابدا .
ابتسمت بخفة، تتوتر كالعادة بقربه، مسحت حبينها بكف يديها وابتعدت عنه قليلا لتشعر انها تتنفس، نظرت الى عينيه الحنونتين وقالت
_ شكرا لك، لن أثقل عليك بشيء استطيع ان اساعدك في الارض الان ايضا .
ضحك ايفان ومد له يدها ليإخذها ويخرج من هذا المشفى، فإمسكت بيده فإحست باصابعه تضغط على كفها الصغير لكنها شعرت بامان لم يسبق ان عاشته من قبل، خرجا متجهين الى السيارة وقررا في الطريق ان يمرا على سوق المدينة الريفي من اجل الذهاب الى احد المقاهي لاحتساء القهوة سوية، كانت هذه اول مرة تخرج فيها لوسي( كيلي ) منذ اسبوعين .
طلب لها القهوة والدونات الشهية بجانبها، اما هو فإكتفى بقهوة سوداء ثقيلة قالت بعد ان احتست القليل مما كان في كوبها ليدفإ جسدها فالطقس كان باردا والشتاء على الابواب .
_ المكان هنا جميل جدا، يختلف عن المدينة كثيرا .
_ صحيح، هناك اختلاف كبير جدا بينهما، هل تشتاقين للمدينة يا لوسي
_ لم اعد ادري !
سكتت وبدت تتشكل غيوم حزن في عينيها، وضعت كفها تحت ذقنها واستندت على الطاولة وهي تفكر في بيتها وحياتها السابقة ودوغلاس، بالرغم من كل شيء تفتقده كثيرا . اجابها ايفان قائلا
_ لكن عيناك تقول امر اخر
_ مالذي تقوله ؟
_ انك تفتقدين من انت، ومن كنت معهم، هل تحبينه الى هذه الدرجة
_ من؟
_ حبيبك .
_ ارجوك يا ايفان دعنا لانتحدث بهذا الامر، كما انك فهمت الموضوع بشكل خاطئ .
انزعج ايفان، وحزن اكثر لانه فكر انها لازالت تحب حبيبها السابق وتود العودة اليه، لكنه يشعر بإتجاهها بمشاعر حب ماعاد يقاومها اكثر . امسك يديها وقال وهو ينظر في عينيها
_ سإجعلك تنسين كل شيء هنا، فقط اتركي نفسك لاتفكري في الماضي كثيرا اعدك .
ابتسمت هي، كانت تدري انها لن تستطيع ان تقابل شخصا بمثل شخصية ايفان، هو صحيح مزاجي قليلا وجريئ لكنه حنون جدا ولطيف ايضا، يجعلها تضحك. حينما يكون مزاجه جيدا .
هزت رإسها ايجابا، ونهضا ليعودا الى المنزل، وحال خروجها من المقهى هبت عاصفة شديدة، تطاير شعر لوسي وجاكيتها، احتضنها ايفان اليه بقوة يحميها بجسده من الهواء البارد الذي جمد اطرافها، ادخلها بسرعة الى سيارته، كانت ترتجف، احمر انفها وكانت تنفخ في كفيها لتدفإهما، فأستدار اليها وامسك كفيها وبدإ بتدفئتها هو، ثم نظر اليها واشتهى قبلة لكنه تردد ان يضعها على شفتيها بل وضعها على انفها الصغير وقال هامسا .
_ انفك بارد جدا .
ظلت تنظر اليه دون حركة، دون ان تقول اي شيء، ترك يديها وعاود تشغيل السيارة ليعودان الى المنزل قبل الغروب .
بعد ثلاث اسابيع من وجودها في منزل ايفان كانت قد عرفت الكثير عن كيفية جريان الاعمال في الارض، كما انها كانت تهتم ايضا بترتيب اعماله الورقية ايضا، وبعد ضهر يوم الجمعة وصل في البريد طردا ابيضا معنونا بإسم ايفان كان يبدو ثقيلا وفكرت لوسي ( كيلي ) ان الظرف يحتوي على ملفات عديدة، وضعته على طاولة المكتب مع الرسائل الاخرى واكملت ماتبقى من اعمالها على آلة الطباعة، وعند العشاء كانت قد ساعدت اوليفيا بتحضير الطعام واعداد المائدة وبدت العلاقة بينهما تصبح افضل .
عاد ايفان من الخارج وكانت لوسي تنتظرة عند باب المنزل، لما تقرب من حدود البيت ووجدها تقف عند الباب الخارجي تخيلها للحظات انها زوجته وتنتظره قدومه على احر من الجمر، كم رسم هذه الصورة في مخيلته لوقت طويل، والان يشاهدها تتحقق ب لوسي، كانت تقف وهي ترتدي فستانا طويلا تضع على كتفيها شال من الصوف وتقف خلف الباب الزجاجي الخارجي، على وجهها ابتسامة رقيقة مثل زوجة مخلصة تتشوق لاحتضان زوجها بعد يوم عمل طويل .
لما صعد السلالم الثلاثة فتحت هي الباب الزجاجي للقائه، لكنها ماشعرت الا وانه يجذبها اليه من خصرها ويقبلها بحرارة على شفتيها، ثم تركها تلهث وقال لها
_ تزوجيني يا لوسي، لااريد ان اعرف عنك اي شيء، يكفي مااعرفه الان، وانك تبدين مناسبة جدا لقلبي .
اغمضت لوسي عينيها وقالت
_ لاتتسرع، لقد عشنا الاسبوع الماضي وقتا ممتعا ولطيفا تقربنا من بعضنا كثيرا، لكن لاتعرفني ابدا .
_ انا اؤمن بقلبي يا لوسي، وقلبي لايخيبني ابدا
_ دعني افكر بالامر قليلا، لكن لاتجعل امالك ترتفع كثيرا .
_ اعلم جيدا انك تريدينني كما اريدك، انك تحبينني كما احبك هذه الامشاعر التي بيننا كلما تقربنا من بعض ليست خاوية وليست فقط لاننا نقضي وقتا ممتعا مع بعض انما حقيقة
تنهدت لوسي وابتعدت قليلا عن احضانه ثم سمحت له للمرور ليدخل الى المنزل وقالت معقبة على كلامه
_ دعنا لانتحدث بالامر الان، واسمح لي لبعض الوقت ايضا كل مانحتاجه هو الوقت فقط
اومإ برإسه موافقا ودخل . انظم ثلاثتهم على مائدة الطعام وكانو صامتين لكن اعينهم تقول كل ما لايقال .
انتهى العشاء، اخبرهم ايفان بوجوب تحديث المخزن الخارجي الذي كان موجودا بالقرب من المنزل وعليه ان يكتمل قبل حلول الشتاء والثلوج، وبعدها استأذنت لوسي للدخول الى غرفتها اما ايفان فذهب الى المكتبة للنظر في متعلقات العمل حين وجد الظرف الكبير ولما قام بفتحه وقرائته تفاجئة بوجود طلب شراء ارضه من شخص يعرفه حق المعرفة كانت الدعوة تتظمن ايضا الموافقة على شراكة في اقامة مشاريع على ارضه اذا لم يوافق على بيعها .
كان غاضبا لدرجة انه قام بكسر تمثال كان في المكتبت فهرعت لوسي عند سماعها صوت وقوع شيء ما على الارض وذهبت لترى مالذي حدث فتفاجئت ب ايفان وهو يتصبب عرقا وغيضا . تقربت منه لتحاول ان تعرف ما به ثم قالت
_ مالامر، ماذا بك لما تبدو غاضبا هكذا
_ اللعنة كيف يتجرإ هذا الخسيس على فعل هذا الامر
_ اهدإ يا ايفان لست افهم، مالذي يحدث
_ انه يريد شراء الارض او مشاركتي بها، هذا الرجل لايتوقف عن ازعاجي ابدا ويبدو انه نجح اخيرا
_ ارجوك يا ايفان، اشرح لي من هو ولماذا .
اخذ الورقة من على سطح المكتب ومدها اليها وقال
_ خذي اقرأي وستعرفين .. اللعنة
اخذت لوسي الورقة وبدإت بالقرائة حتى وصلت الى الفقرة التي ظهر فيها اسم دوغلاس هنتر، ارتعدت ووقعت الورقة من يدها، دوغلاس اذا هو السبب في تعكير مزاج ايفان، ثم تذكرت ماحكته لها جينيفر عن العداء الذي بينهما، هل يتمادى الى هذا الحد، مالذي يريده من ايفان، لم تتصور ابدا ان القدر سيوقعها بينهما الاثنين بهذه الصورة .
........................

انت هو القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن