الفصل السابع

249 12 6
                                    

نحن لانتوق الى الكمال لاننا لانستطيع ان نصل اليه بإي طريقة كانت، نحن نتوق لان نصبح قدر الامكان الافضل مما نحن عليه الان، لكن هل نستطيع دائما ان نحقق هذه المعادلة الصعبة، بين محاولاتنا للوصول وبين العثرات التي تخرج لنا في الطريق

#دياناروز
....................

يوم السبت ...
عطلة نهاية الاسبوع، كان قد انتهو للتو من العشاء، رفعت لوسي الاطباق وساعدت اوليفيا في تنظيف الطاولة، بينما كان ايفان قد دخل الى غرفة المكتب يراجع بعض الاوراق التي وصلته بالبريد، وقفت عند باب غرفة المكتب وطرقت حتى اذن لها بالدخول . كان غارقا في الاوراق التي امامه ولما رإها قد دخلت ترك كل شي وقال
_ اجلسي يا لوسي، رويتك تخفف عني تعب اليوم .
ابتسمت لوسي، كانت مترددة في الامر التي جائت من اجله فإنتبه ايفان وفهم ان هناك شيء تود قوله فقال
_ اتريدين قول شيء ما، يبدو ان هناك امر تريدين التحدث به
هزت لوسي رإسها وقالت
_ يوجد ..
_ ماهو؟.
_ جئت لاخبرك اني سإذهب غدا الى المدينة مبكرا لدي امر هام علي ان اقوم به
تغيرت ملامح وجه ايفان ثم قال
_ هل ستذهبين لرؤيته؟
_ ارجوك يا ايفان، ليس هناك ماتفكر به
_ اذا ماذا؟ لم لاتخبريني اي شي، مالذي ستفعلينه في المدينة .
_ امر هام، هذا ما استطيع ان اشرحه لك، سإخبرك كل شيء فيما بعد، ثق بي ارجوك .
_ هذه هي المشكلة، الثقة، انت من لاتثقي بي حتى انك لم تخبريني اي شيء بعد .
_ اعدك، سإخبرك كل ماتريد معرفته لكن يجب ان اذهب غدا الى المدينة .
تنهد، اغمض عينيه وزفر نفسا طويلا قال مستسلما للامر .
_ حسن، افعلي ماتريدين، خذي سيارتي اذا شئت
_ لا شكرا، سأسافر صباحا مبكرا بالباصات التي تإخذ المسافرين للمدينة وسإعود مسائا بها ايضا
_ هل لديك المال؟
_ بالطبع لدي ما ادخرته من راتبي الذي اعطيتني اياه
ازاح عيناه حتى لاينظر اكثر، حتى لايشعر بالام اكثر،انه متإكد انها ستذهب وتلاقيه ايا كان اسمه، ويخاف اذا ذهبت لن تعود، عاد ينظر الى الاوراق التي امامه ثم قال لها دون ان يرفع رأسه اليها
_ اهناك شي اخر يا لوسي
_ كلا .. عمت مسائا
تركته يكمل اعماله وخرجت هي ذاهبة الى غرفتها لتستعد من اجل سفرة الغد .

يوم الاحد
وقت الظهيرة، في المطعم الذي اعتاد ان يذهبا اليه كيلي ودوغلاس، وما ان دخلت حتى حياها عاملو المطعم، كيلي معروفة جدا هي احدى بنات العائلات الغنية هنا، سألت احد العاملين اذا كان دوغلاس موجودا، فإخبرها انه ينتظرها وإخذها الى الطاولة التي كان يجلس عليها دوغلاس، كانت متوترة بعض الشيء لكن كبريائها لايزال منتصبا كما عهدته من قبل، الا ان شيا وحيدا قد اختلف قلبها، والشعور بالمسؤولية وانها قد تفعل المستحيل لتساعد ايفان في مشكلة اراضيه، وان كان ان تتوسل دوغلاس فلن يهمها الامر .
ما ان رإها الاخير حتى نهض مبتسما، سعيدا ايما سعادة احتضنها بقوة وهو يقبل رأسها .
_ ااااه ايتها المجنونة لم اصدق انني اراك الان، لقد بحثت عنك في كل مكان ولم اعثر عليك خفت لدرجة كبيرة .
ابعدته قليلا عنها، كانت تحبه جدا لكن تحكمه فيها جعلها تقطع اخر خيط بينهما لكنها لاتزال تحبه، هو من تبقى لها في هذا العالم .
_ انا بخير، لاتقلق، ليست كيلي هنتر من تسحق بسهولة
_ وهذا ماكنت اعتقده ايضا، لقد كنت متإكدا انك ستثبتين لكل العالم انك تستطيعين فعل ايىشيء تريدينه
تعجبت كيلي لما يقوله دوغلاس، ثم اتى النادل وطلب الغداء لهم، فقالت بتعجب
_ الن تسإلني اين كنت، وماذا كنت افعل؟
_ يا جميلتي، لايخفى شيء عن دوغلاس كما تعلمين، ودائما ماتلعب الصدفة دورها في وصول المعلومات الي
_ هل تقصد انك ....
_ نعم، علمت اين انت، وماذا تفعلين؟ انك مخادعة لانك لم تكشفي حقيقتك حتى الان، كيف فعلت ذلك ؟
_ كيف عرفت ؟
ثم سكتت فجإة وتذكرت جينيفر، لابد انها قابلت دوغلاس في مكان ما واخبرته كل شيء لاتستطيع مقاومة سحره ابدا قد تكون اخبرته كل شيء بدون حتى اي مقدمات، فقط لتدخل في عينه .
_ ليس مهما كيف عرفت، ولكني لم اتوقع ان يلعب القدر بهذه الطريقة
_ اي لعبة مثلا، ان اكون سكرتيرة ل ايفان ماكسويل ومقيمة عنده، ام ان تحاول انت شراء ارضه ومساومته عليها
_ ااااها، هل عرفت بشإن الارض، هل من الممكن ان يكون هذا سبب لقائك بي، وليس لانك اشتقت الى اخيك الوحيد، وتفكرين بالعودة نهائيا الى المنزل، لاتقلقي لقد اثبت انك على قدر كاف من المسؤولية تستطيعين ان تديري اموالك بعد عيد ميلادك كما هو متفق عليه .
قاطع النادل حديثهم، وضع اطباق الطعام الذي طلبوه، غادرهم لتجيب كيلي قائلة
_ لقد اشتقت لك يا اخي بالفعل، وكنت دائما افكر فيك، لكن لم اتي اليوم من اجل ان تسامحني وان تعيدني الى البيت، لم يحن الوقت بعد .
_ لم اتيت اذا؟
_ اريدك ان تبتعد عن ايفان واراضيه، ارجوك يا اخي، ايفان متعلق جدا هذه الارض لم ارى رجلا يحب شيء يمتلكه كما يحبها ايفان ويتفانى بإخلاص بالعمل فيها .
نظر دوغلاس الى اخته التي تتحدث بشغف واعجاب كبير ب ايفان، لم يعهدها من قبل هكذا ابدا، بل بدا انها تحب تلك الارض هي ايضا وتحاول ان تسحبها من بين مخالبه فقال
_ هل وقعت في حب ايفان يا ختي ؟
_ لم تقول هذا الكلام !
_ لانك تقاتلين من اجله الان، تخبرينني اشيا تجعلني اتعجب بتغيرك الواضح، لقد اغرمت ب ايفان فهل اغرم بك هو ايضا، لااعتقد ان هناك من يستطيع ان يقاوم سحر اختي الصغيرة .
_ لنقل ان هذا قد حدث، هل ستحاول ان تبعدنا عن بعض كما فعلت وسرقت حبيبته .
ضحك دوغلاس من كل قلبه، وهو يفكر ان قصة سرقة الفتاة من ايفان ايام الجامعة قد وصلت الى اذانها فقال وهو يقتطع قطعة الدجاج المشوية التي امامه
_ انا لم اسرقها منه، هي التي جائت بنفسها الي، ولكن ايفان قال اني سرقتها، صدقيني هذا ماحدث، كما انه شيء مر عليه سنين طويلة .
_ وما معنى ان تحاول شراء اراضيه اذا
_ هذا شيء اخر تماما، انه عمل فقط، لم اعرف انها له حتى وافقت على المشروع .
_ اذا لو طلبت منك ان تتراجع عن شرائها هل ستفعل
امسك دوغلاس بيده اخته ونظر اليها بحنو وقال
_ سأفعل، صدقيني ، لكن اذا لم اشترها انا سيشتريها غيري، ان اراضيه قيمة جدا لكنه لايعرف كيف يستغلها
ابتسمت كيلي لما سمعته من اخاها ثم قالت
_ مالمشاريع التي من الممكن القيام بها اخبرني
_ هل ستحاولين ان تعطي الفكرة ل ايفان، لكن حتى لو فعلت هذا ليس لديه الامكانية لفعلها يحتاج لممولين ومستثمرين
_ اخبرني انت بالمشاريع التي قد تقام على تلك الارض دعني افكر قليلا ثم سإخبرك برإي
_ اووووه يا كيلي الصغيرة لقد تغيرت حقا، يجب ان اشكر ايفان على هذا فعلا
_ لا اريد ان يعرف من انا حاليا سإخبره بنفسي .
هز دوغلاس رإسه ووعدها انه سيخبرها كل شيء تريد معرفته بعد ان ينتهوا من وجبة الغداء، ثم قام بأخذها الى الشركة وطلب من مساعديه. ان يشرحوا كل المشروع لها، كما انه قام بإستإجار سيارة خاصة واوصلها الى المدينة الريفية التي تعيش فيها حاليا مع ايفان وقبل حلول الليل كانت لوسي امام منزل ايفان الذي كان ينتظرها بتوتر وهو يعتقد انها لن تعود كما وعدت .
_ مالذي تفعله هنا يا ايفان، هل تنتظرني ؟
_ كنت خائف جدا من ان لاتعودي
_ لكني اخبرتك اني سإعود
_ انا خائف من فقدانك، لاادري مالذي يحدث لي لكن لااريد ان اخسرك
ابتسمت كيلي، تقربت منه امسكته من يده ثم قالت وهي تنظر في عينيه الساحرتين ...
_ هناك شيء سيجعلك تحتفظ بالارض لكن تحتاج للمساعدة .
عقد ايفان حاجبيه وقال
_ مالذي يوجد في رإسك الصغير هذا ايتها السكرتيرة البطيئة
ضحكت كيلي وقالت
_ سإخبرك، لكن عدني ان تسمعني حتى النهاية، وان تفكر بالامر جيدا ثم عليك ان تتكلم مع محاميك لتنفيذ الامر
_ يبدو ان هناك الكثير في رإسك حقا، مالذي فعلته في المدينة ومن رإيت حتى تعودي وانت محملة بإفكار كثيرة كما يبدو .
_ حسن لنقل ان لدي مصادري الخاصة .
ابتسم ايفان، وضع قبلة على خدها، فتوردت احمرارا، شعرت بالحرارة فجإة رغم برودة الطقس ابتعدت عنه قليلا لتسمح لنفسها بالهدوء ثم قالت
_ الن ندخل الى المنزل انا متعبة من الطريق، كما اني احتاج لكوب قهوة ثقيل
_ دعينا ندخل، سإحضر لك القهوة بينما انت تحكين لي بما يدور في فكرك ..
وافقت لوسي ( كيلي ) على اقتراح ايفان بإبتسامة كبيرة، شربا القهوة بينما كانت هي تشرح له الية عمل المشروع والافكار التي كان يريد دوغلاس تطبيقها على ارض ايفان .
........................

انت هو القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن