استيقظت ليل في الصباح الساعة الثامنة ...
لبست ،وتناولت احد الحبوب المهدئة، واخدث مفتاح سيارتها وحقيبتها وغادرت المنزل دون تناول الافطار تلك هي عادتها الخروج من المنزل دون تناول الافطار...
ركبت سيارتها متجهة نحو عملها وهو "شركة اسر العامري للهندسة والديكور" ...
بعد مدة قصيرة صفت سيارتها داخل مرأب السيارات التابع للشركة
دخلت الشركة بخطوات واثقة غير عابئة كلام او نظرات من حولها فهناك من يتكلم عنها بسوء وهناك من ينظر لها نظرات اسود جائعة واخرون يتكلمون عن جمالها ...
دخلت مكتبها لترى عليه الملفات والاوراق المتراكمة لم تتفاجئ بالامر فهي اعتادت على ذلك فالموظفة اللتي تشاركها المكتب غالبا ما تأتي متأخرة على عملها فتضطر" ليل" انهاء الاعمال المستعجلة عن زميلتها الى ان تأتي وتباشر اعمالها
جلست خلف مكتبها لتبدا العمل على الاوراق والملفات ...
في تمام الساعة التاسعة هبط من طيارته الخاصة حاملا ابنه الصغير بين يديه الذي كان نائما بعمق
ما إن رأى السائق نزول اسر من الطائرة توجه مسرعا نحوه قائلا بلهجة عملية :
"حمدالله عالسلامة يباشا والله نورت مصر كلها "
لم يرد عليه اسر وتابع سيره نحو سيارته ليفتح السائق الباب له ليجلس اسر في المقعد الخلفي وابنه الصغير في حضنه ينام بعمق...
وجلس السائق مكانه ليتجه نحو القصر وخلفه سيارات الحرس الشخصي الخاصة باسر لحمايته
بعد دقائق اصتطفت السيارات امام قصر كبير وكأن القصر لأحد رؤساء الدول ...
نزل من سيارته وابنه مايزال نائما دخل القصر ليجد جميع الخدم الذين يعملون في القصر واقفين امام الباب للترحيب به لم يعطيهم اية اهمية واكمل طريقه صاعدا الدرج نحو غرفة ابنه قد امر بتجهيزها له
وضع ابنه الصغير على السرير ثم دسره جيدا وطبع قبلة ناعمة على جبينه وخرج من غرفة ابنه متجها نحو جناحه الخاص ليأخد قسطا من الراحة بعد سفره الذي دام ما يقارب ثمانية ساعات ...
جالسة خلف مكتبها تعمل بجد وبتركيز ...إلى ان قطع تركيزها صوت "ريهام " الموظفة التي تشاركها المكتب
لم تكن تعمل بل كانت تتحدث مع احد صديقاتها قائلة
:بيقولو انو راجع من اميركا اليوم بقالو اكتر من اربع سنين عايش فيها
:.............................
:على حد علمي طلق مراته وإشاعات بتقول انو خانته مع راجل تاني كرمال فلوسو
:..............................
:ازاي عرفت عشان بعد ماطلقها بفترة اربعة اشهر تجوزت نفس الراجل اللي بيقولو انو خانته معاه
:..............................
: وانا مالي مطلق وعنده ابن كل اللي يهمني دلوقتي اسر وفلوسه
:..............................
:بكرا لما اتجوزه واحصل عفلوسو حتشوفي وتقولي انو رهام قالت كدا
:..............................
:لا سلامتك بيباي يا حبيبتي
انهت حديثها مع صديقتها ورفعت انظارها نحو الليل التي كانت غير عابئة بشيئ من حولها وكانت تعمل على الملفات والاوراق
تكلمت ريهام قائلة : فكك يا بنتي من جو الشغل ماحدش هيقتلك لو استرحتيلك شوية اعدة بتشتغلي كأنك روبوت
ردت ليل عليها دون ان ترفع نظرها عن الملف الذي تقراءه :
انا مرتاحة كدا ... وياريت تراجعي الملفات اللي عمكتبك عشان بكرا ما اضطرش واشتغل عليهم بدالك
عشان مش مخلصتيهون
ردت ريهام بحقد وغضب دفين : انا رايحة الكافيه اشرب قهوة عشان تعبت من الشغل ولما ارجع حاراجعهم
خرجت من المكتب وهي تشتم بسرها وتسب وتلعن ليل.... متجهة نحو الكافيه
سخرت ليل بداخلها قائلة
هي اشتغلت حاجة وانا معرفش دي من اول ما اجت قضتها تلفونات وكلام فارغ وبتقول انها تعبت
احسن حاجة اكمل شغلي ....
عادت ليل لتكمل عملها غير عابئة بشيئ اخر
بعد ساعات طويلة من العمل المتواصل نظرت ليل إلى ساعتها لتجدها تعدت السادسة بساعة ونصف تحدثت بداخلها
: انا ازاي كدا اشتغلت كل دا بدون ما حسش عالوقت
قامت بجمع ملفات واغلاقها واخذت اشيائها وخرجت مسرعة من مكتبها لترى ان الشركة خالية لم يبقى فيها سوى عدد قليل من عمال النظافة للتنظيف
اكملت سيرها نحو مرأب السيارات لتستقل سيارتها وتخرج مسرعة نحو منزلها قبل ان يعم الليل بشكل كامل ...
أنت تقرأ
الهادئة والقاسي
General Fictionهو.... اسر العامري عاش حياته للعمل في شركاته والاعتناء بابنه فقط لم يكن في الحسبان الوقوع في العشق يكره جنس حواء يعتبرهن متعة لنفسه لا اكثر وعاشقات للمال ويبيعن نفسهن لمن يقوم بالدفع لهن ..... طويل البنية عينيه سوداء كسواد الليل تصبح حمراء عند الغ...
