” عــنِـدمـَا تـَنـگسـرُ الـمـَرايـَا...حـتـَى الوجـُوه الـطـيـبـةُ تـَتشـَوه.“
2018/04/12
”
لقد قطعت علاقتي بصديقي المقرب ، أو لنقل صديق طفولتي...
لكنني اشعر بالسعادة ، لا أدري لما اشعر و لأنني تحررت ربما من سجن او قفص ما كنت محبوسا فيه ، و اصبحت أرى كل ما من حولي بنظرة مختلفة ، و كأن كل شيء اصبح له قيمة.
أنا نادم لأجل الأربع عشرة سنة التي اضعتها وراء ظل ذلك الصديق .
لطالما ظننت ان الشعور متبادل ، كنت اظنه توأم روحي ، لكن حقيقة علاقتنا كانت أمرٌ و مأمور ، لطالما كان الأمر واضح أمامي .
منذ الطفولة و أنا ألاحظ تصرفاته السيئة و الخبيثة معي ، لكنني كنت طيب القلب لدرجة ان اسامحه بعد ثواني ، طيب القلب درجة أنني لم افكر يوما بأنه قد يتمادى علي ، طيب القلب لدرجة جعلته يظن ان طيبة قلبي ما هي إلا مجرد ضعف شخصية ، ما جعله يظنني تابع له أو ما شابه ، يتحدث معي عند حاجته و يرميني بعدها ، لطالما فعل ذلك و القى العديد من التهم علي و تحدث عني بالسوء خلال الأربع عشرة سنة هذه مما جعل الناس تبتعد عني و تظنني مخلوقا غريبا ، و هكذا اصبحت وحيدا مما جعل الأمر سهلا عليه ليستعبدني اكثر ، و أنا كنت أرى و أسمع و اعرف أغلب ما يفعله و ما يرميه عليه ، لكنني كنت مغفلا ، طيب القلب و أبله ، اتغاضى عن كل شيء بدافع انه صديقي المقرب و ليس انه يقصد ذلك ، إلا انه كان يقصد ...
المضحك في الأمر انه طوال تلك السنين كنت اعتبره صديقي المقرب، لكنني أخشى أن اخبره أي سر أو شيء عادي يخصني ، كنت أخشى أن يحرف ما اقوله و يرميه للناس لأصبح ذو سمعة سيئة ، كنت متحافظا لدرجة انه لا يعرف تاريخ عيد ميلادي حتى ، و هو لم يتكلف عناء السؤال ، رغم أنني كل سنة احضر له هدية في عيد ميلاده....
و من المواقف التي لن اسامحه عنها ابدا ، هي حينما قام بتزوير دفتر اعداده ، عندما كنا في الطريق للمنزل اخبرني بذلك ، أنا سألته يومها عن من اخبرك أو اعطاك هذه الفكرة ، كانوا مجموعة من فتية السوء ، أخبرته بأن ذلك خطأ و ساعدته في طلب اعتذار من المدرسة و لم يطرد حمدا لله ، لكن بعد سنتين و يالا سخرية القدر عندما كنا في الطريق للمنزل و بنفس المكان الذي اخبرني به بحادثة التزوير ، فجأة اصبح يشتمني و ينعتني بألقاب سيئة بسبب ذلك ، بسبب أنني اخبرته ان يخبر الجميع بما فعل ما دام لا يزال هناك وقت لتصحيح الخطأ ، بأن يعتذر بشدة كي لا يطرد و يتحطم مستقبله ... فجأة اصبحت انا الصديق الغير جيد ....
لكنني دفنت ذلك بداخلي و لم يمر يوم ألا سرعان ما سامحته و كأن لا شيء لم يحدث...
لم نتشاجر طوال الأربع عشرة سنة ألا مرتين ، مرة كانت السنة الفارطه و الثانية كانت البارحة و التي انهت صداقتنا .... المرة الأولى حينها بدأنا نبتعد عن بعضنا قليلا ، بدأت أجد الحرية قليلا و وجدت بعض الأصدقاء و ربما كبرت و كبرت معي شخصيتي و بدأت اعي ان هذا يجب ان يتوقف ، حينها نعتني بالكاذب لأجل شيء تافه ، تجاهلته لأسبوع أو اكثر ليعود إلي يطلب العفو ، لكن على من اكذب ، لم يعد إلا من اجل مصلحته ، و أنا كنت بالفعل قد سامحته كالمغفل .
لكن المشاجرة الأخيرة ، ضاق بي الأمر ذرعا فأوقفته عند حده و كما يقولون حذفته من حياتي و الغريب انه كان غاضبا لأنني أجبت عليه برد على إساءته و كأنه كان يتوقع أنني سأصمت أو سأسامحه كالعادة ...
أنا حقا أشعر بالأسف على نفسي لأنني أفقدتها كرامتها بإيماني بأن لا يزال هناك فرصة لتغير تصرفاته للأحسن، لازلت نادما على الأربع عشرة سنة التي ضاعت في علاقة صداقة سامة كهذه، لكنني في الوقت نفسه سعيد و ممتن لأنني فجأة أجد نفسي حرا و أجد العديد من الأصدقاء الذين في صفي و يساندونني و يهتمون لأمري...
لربما لو كان احد سيقرأ هذه المذكرة من بعدي ، اود منك ان تعرف أن طيبة القلب ليست دائما الحل الأنسب ، هناك بعض الأغبياء أو مجوفي العقول الذين يعتبرونها ضعف للشخصية و بالتالي يظنون انك فريسة سهلة لهم و يستعبدونك ، لذلك لا تفعل ما فعلته أنا ، كن على القرار الصائب منذ لحظة الإساءة الاولى ، فمبدأ الصداقة هو الإحترام المتبادل قبل أي شيء... و أنا اظن انني جعلت شخصا يظن أنني لا أملك احتراما لذاتي فأصبحت دمية له لمدة سنوات يتسلى بها...
تسه،يالا السخرية...“
أنت تقرأ
- Desperate Diary.
Короткий рассказمذكرات فتى السابعة عشر ربيعا تتجلى من خلالها ما يحصل في حياته و كيف آلت به الحال بعد معركة مطولة مع روحه .
