” لـم يـَعد لذِكـريـَاتي الـجـَميلةُ أي طـَعم بـعدمَا رحـَل كـُل شـَخص شـَاركنـي إيـَاهــا.“
°
°
°
°
2018/05/04
”مرحبا...
مر اسبوع منذ اخر مرة كتبت في المذكرة شيء ، لم اكن اشعر بأنني أريد حقا لمسها أو الاقتراب منها .
لكن هذا الاسبوع العاصف قد جعلني امسكها ، لأكتب لعلني أخرج القليل من المكبوت في داخلي ، داخل نفسي المجروحة .
بداية هذه الاسبوع بدأت بتوعك حالة جدتي ، لقد كنت خائفا جدا ان يحدث لها شيء .
لكن مع مرور الاسبوع ازدادت حالتها سواء و توفيت في إحدى غرف المستشفى في منتصف الليل ، بدأ الأمر غير حقيقي بنسبة لي .
كنت غير مصدق للواقع ، جدتي كانت من أعظم شخص بنسبة لي ، لقد عشت قرابة الستة سنين معاها منذ شهر ولادتي الأول حتى تذكرى والداي أنهما يملكان طفلا آخر و يجب ان يتحملا مسؤوليته.
لم استطع تحمل الخبر صحيح ، لكن ردة فعلي في الجنازة كان مفاجئة بطريقة ما حتى بنسبة لي ، لقد كنت صامتا منعزلا عن باقي الناس الذين حضروا الجنازة ، لم اقترب حتى لأودع جدتي ، كنت خائفا نوعا ما من تقبل الحقيقة و لربما هذا ما أدى بي الى ردة الفعل العكسية هذه .
لكن بالتفكير في الماضي ايضا كانت لدي ردة فعل اسوء من هذه ، قد كنت في الصف الثالث إبتدائي ، كانت جنازة جدي تلك المرة ، كل أقاربي كانوا يبكون و ينتحبون و يودعون جدي حتى الاطفال الذين كانوا بنفس عمري .
أما أنا فقد حملت نفسي و ذهبت لأقرب حديقة من منزل جدي و بقيت هناك ألعب بمفردي و أضحك مع نفسي بهدوء ، دون وجود أي أثر لمخلوق بشري آخر في تلك الحديقة.
ربما هذا يعود لإختلاف ردات الفعل بين شخص و آخر ، لكن ليس كل الأشخاص يتقبلون ردة فعلك ، لطالما تم توبيخي و تأنيبي و نعتي بعديم المشاعر ان لم أبكي أو أحزن.
لكن من أخبرهم أنني لا أفعل ، هم لا يعيشون معي ، لا يدخلون غرفتي و لا يعرفون ماذا أفعل فيها ، لا يرونني عندما أنفجر بكاءا تحت ملائتي في الليل ، ليس سهلا ان تفقد شخصا عزيزا عليك ، لكن كل شخص لديه طريقة استوعابه للواقع .
أحيانا افكر لماذا دائما يودعون الشخص ببكاء و النحيب و يخلقون جوا مظلما .
ماذا لو نعوض ذلك بالفخر ؟
نفخر بتوديع شخص قد كان رمزا و قدوة و عاش رمزا و قدوة لعدة اجيال .
الإقتداء لا يختصر فقط على المشاهير بل حتى على عائلتك ، اقاربك ، جيرانك ، اصدقائك.
بدل النواح و التمني الموت لتلحق لكن رحل ، لماذا لا نعوض ذلك ب " لقد أحسنت صنعا "،" لقد عملت جيدا في هذه الحياة ، لقد عشت نبيلا و مت نبيلا "، " ستبقى دائما معنا و سنخلد ذكراك " ، " شكرا لك ، لأجل كل الإبتسامات التي زرعتها في قلوب الناس التي مرت عليك ، لن ننسى ذلك ابدا “،” انتظرني سأحرص على انهاء واجبي على اكمل وجه و سنتقابل هناك في الجنة “.
ليس صعبا ان تشكر الشخص على عمله في حياته و على السعادة التي ادخلها في قلوب الناس ، ان تخبره بأن يذهب الأن مطمئنا مرتاح لأنه ترك عائلة و جيلا قوياً يعول عليه.
أحيانا اتمنى ان أستطيع توديع شخص كان قدوة لي بهذا الشكل ، ان اشكره على كل مجهوداته .
لكن على من اكذب ، من أنا لأغير نظام المجتمع و تقليده في ليلة و ضحاها؟.
أنت تقرأ
- Desperate Diary.
Short Storyمذكرات فتى السابعة عشر ربيعا تتجلى من خلالها ما يحصل في حياته و كيف آلت به الحال بعد معركة مطولة مع روحه .
