Spacial ²

99 16 2
                                        

”عندما كنا أطفالا انا و جين هيونغ لم نتفارق ابدا و قد كان هيونغ قدوتي في العديد من الاشياء ، لقد كنت اتمنى ان امتلك مهارته في التواصل مع بقية الاطفال بسهولة .

لقد كانت حياتنا عادية الى ان دخل هيونغ الابتدائية ، لقد اراد والداي ان نتلقى احسن تعليم لذلك سجلا هيونغ في مدرسة خاصة ظنا منهما انها مكان انسب .

لكن منذ ان بدأ سوكجين يزاول هذه المدرسة تغيرت طباعه كثيرا و بسرعة ملحوظة فلم يعد يريد اللعب بالخارج و ينزوي دائما في غرفته يدرس بدون راحة اعني لقد كان في السادسة فقط المفترض الا يفكر في ذلك ، ثم انه اصبح كتوما لدرجة ان والدينا شكوا في انه اصبح ابكم .

و لم يمر اربعة اشهر على هيونغ في تلك المدرسة الا و قد اصبحت حالته منتكسة اكثر من ذي قبل ، لذا اراد ابي معرفة ما الذي يحصل و ذهب بدون سابق انذار للمدرسة ليتحدث مع المديرة في الامر ، بيد ان المنظر الذي رأه فور وصوله لم يكن يبشر بالخير

فلما وصل كانت فترة الغداء و قد وقعت عيناه على المديرة و هي في احدى زاويات صالة الطعام و بجانبها هيونغ و قد كانت تضربه بأقصى ما تستطيع و تدفع بقطع الموز بفمه صارخة عليه بأن يتوقف عن التدلل و يتناولها و هيونغ المسكين كان يتقيء بدون توقف .

جن ابونا و دفع المديرة و حمل جين في حضنه و يحاول تهدأته لأن هيونغ كان في حالة بكاء هستيري و بعدها اسرع به للمشفى ذلك لأن سوكجين لديه حساسية من الموز و الكل في المنزل و المدرسة  يعرف ذلك .

اتضح في النهاية و بعد فتح تحقيق ان هذه المديرة كانت تسيء لبعض من طلابها و منهم هيونغ و قد احترق قلب امي و ابي و هم يشاهدان تسجيلات كاميرات المراقبة حيث اظهرت كميات الضرب و التعنيف و سوء المعاملة التي تلقاها هيونغ على اتفه الاسباب .

بعدها هيونغ لم يعد الى طبيعته القديمة ابدا رغم جلسات العلاج النفسي و رغم انتقاله لمدرسة اخرى

فقد بقي كتوما منزويا على نفسه و لا يتحدث لأحد مما جعله فريسة للتنمر في مدرسته الجديد و عندما اصبح بالاعدادية بقي التنمر متواصلا .

هيونغ طوال ذلك الوقت لم يتحدث معي و لم يعد خليلي الذي اجده كل ليلة و استأنس به ، لقد كان ذلك يقطع قلبي و لكني كنت طائشا فكنت اقوم بشتى انواع الافعال سيئا كانت ام جيدة لربما اجذب انتباه.

و في يوم اتصل الطبيب النفسي الخاص بهيونغ و اخبر والدي بشيء لم نكن نتوقع انه لا يزال معه حتى بعد كل هذه السنين ، فبسبب تلك المديرة هيونغ اصبح يرغب في ان يلبي طلبات الغير لكي لا يكرهوه او يضربوه مثلما كانت تفعله تلك الخسيسة و اتضح لنا بذلك سبب مساعدته في كل شيء رغم بقائه انطوائيا على نفسه و لم يطلب يوما شيء من والدينا

يومها بقية والدتنا تبكي لدرجة شحت دموعها فهي لم تعد تعرف ماذا تفعل ليعود هيونغ الى حاله القديمة و قد كان ذلك ثقلا كبيرا على قلوبنا كلها لا هي فقط .

لكن مع دخوله الثانوية لحظنا تحسنا ملحوظا في تصرفات هيونغ و قد كون بعض الصدقات ، كم نصحه طبيبه النفسي بكتابة مذكرات لعلها تخفف عليه ما بداخله ، استمر ذلك لمدة و لكن لحظنا بعدها ان ما كان يفعله كان مجرد تمثيل ، كان فقط يردلبي رغبتنا الملحة في ان يعود الي سابق عهده .

انكسر عودنا عندما استوعبنا ذلك كنا نشاهده يقتل نفسه ببطئ امام نظرينا الى ان رحل .“







كان ذلك صوت نامجون الذي يسرد على الفتية امامه ماضي عائلته بعيون دامعة و غصة في حلقه تكاد تخنقه .









































- يتبع -

- Desperate Diary.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن