Part one

480 30 22
                                    

- *لماذا قتلتيه*؟
- *لأنني أحببته*...

أنا أُعاني من اضطراب نفسي منذ صغري ، كتمتُ كل شيء بداخلي ، كل ما أحب ، وكل ألامي ، إلى يوم "3/12/1943" ذكرى ميلادي الثامنة عشر ، قتلتُ أحدهم..
-لماذا؟
-كانت ضحكتهُ مستفزة..
شتتني عندما كنت أدرس ، فوجدت نفسي بعد الصف أنتظرهُ فى شارع مظلم ، لم أنوى قتلهُ فى الحقيقة ، لكنه ضحك مجددًا ، فلكمتهُ بمفتاح حديدي كان دائمًا بحوذتي لأنني أحب رائحته ، كان ذكرى من جدي.. فاستمر بالضحك بإستهزاء بينما ينزف ويتوعدني بالفضيحة والعذاب ، فقتلتهُ...
رجعتُ للبيت ، أنا أعيش وحدي من بعد موت عائلتي ، عشتُ مع جدي ، لكنه *ضحكتُ بإستهزاء* مات أيضًا ... ماتوا جميعًا دون الإكتراث لأمري ، تركوني أعاني وحدي ، لم أجد من يدافع عني عندما اتهمني الجميع بالعنف ، أخرجوا مني هذا الوحش المريب ، أردتُ التجربة ، فأنا المُسالمة صاحبة الموسيقى والكتب ، كيف إذا أصبحتُ قاتله؟

خلعتُ ملابسي وغسلتها لإزالة الدماء ، وأعددتُ كوب من الشاي المغلي وجلستُ أمام النافذة بدون مشاعر ، فقط أيد مرتعشة ، حتى سقط الكوب مني ، ففاضت عيني ومعها أمطرت السماء..
لم أنم تلك الليلة ، ظلت ضحكته تتردد فى أُذني ، وجهه المقرف أمام عيني..
-هل كنت خائفة؟
-لا أعلم.. لكن كلما اسمع ضحكته أقتله فى عقلي مجددًا ، لم أندم.
تمنيتُ لو أن هنا أحد يضمني ، يخبرني ألا بأس ، حتى لو سلمني بعدها للشرطة ، كنت أريد فقط أن يواسيني أحد..

و عندما اشرقت الشمس التى أمقتُها تناولت الفطور وتوجهت للمدرسة ، لم أكن خائفة ، وكان هذا أكثر ما يُخيفني..
عندما وصلت كان الجميع يُثرثر بموته ، لكني لم أكترث كعادتي ، ووضعت سماعتي وبدأت الموسيقى..
- another day passes with longing for you , I'm only want to see you , so I close my eyes..
-وأغلقتُ عيني.. حتى عكرت صفوي حبيبتهُ ، كان صوت بكاؤها عالٍ..
-ألهذا قتلتيها؟
-للحقيقة لم أكن أنوي قتلها ، أردتُ مواساتها ، كانت تقف على حافة سور تصرخ بإسمه ، فنظرت لي وقالت:
-بالتأكيد لن تشعري بشعوري الآن ، فأنتِ كالحجر .. ضحكتُ حتى سقطتُ أرضًا ، أنا التي تذوقت مرارة الموت كثيرًا ، حتى مُتُ أنا.. غريب هذا الإنسان ، حتى فى وقت ألمه يصارع لِـيكون حقير حتى النهاية..
شعرت بالذعر من ضحكي الصامت ، لم يراني أحد أبتسم من قبل.. وقفتُ ونظرت لها قائلةً:
-إذا كنت تتألمي لهذه الدرجة ، لماذا لا تذهبي إليهُ؟
ثم دفعتُها لتسقط قبل أن تفتح فمها.. أردتُ التخفيف عنها ، لكنها لم تدرك ذلك للأسف..
ثم عُدتُ للمنزل ، أفعل ما أفعلوه دومًا ، أصنع أشياء من الحديد مثل جدي ، أحب صناعة السيوف والأدوات الحادة ، ثم تناولت كوب من القهوة المقطرة ، وفى اليوم التالى كانت الأمور منطقية .. طالب قُتل بواسطة سارق ، وفتاتهُ قتلت نفسها من الحزن ، كان سيناريو رائع..

-وماذا حدث بعد ذلك؟ كيف قتلتي "نديم"؟
.
.
.
.
.
.
- يُتبع...
#رحمة_حامد

-قبل أن أقول اُحبّكَ.. "حكاية مريضة نفسية".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن