مقدمة

5.5K 282 123
                                    

   :) بليزسبورت لايك + فولو  

مقدمة

حالما فتحت بوابات السجن الحديدية المتصدئة بالكامل، اندفعت الحافلة الحديدية القديمة إلى الأمام. وعندما نظرت من فوق كتفي، رأيت تلك البَواباتِ تغلق مصدرةً صوت أحِتكاك معدني رهيب، مغلقة معها أي فرصة صغيرة  كانت أم كبيرة للتبرئة والحرية،  محطمة أمالي وأحلامي وطموحاتي الواحد تلو الآخر. 

 مرة أخرى، ملأني شعور قاسي بالرهبة والرعب. هذا الشعور لم يفارقني من اللحظة التي بدأت حياتي بالإنهيار. الخوف من النسيان والضياع داخل جحيم الحبس كاد يأكلني حياً، والخوف المستمر من البقاء فالسجن إلي الأبد لم يغادر ذهني أبدا. صورتي وأنا أغرق وأختنق وأقاتل من أجل لفظ أنفاسي وأنا أُسحبُ إلى وسط دوامة قاتلة كانت تطفو داخل وخارج ذهني باستمرار. 

حدقت من النافذة بينما كانت الحافلة تسير عبر ساحة السجن الواسعة، عيناي تلتقيان بعيون السجناء والمجرمين الآخرين وهم يقومون بأعمال التنظيف الشاقة في الساحة مرتدين ملابس السجن البرتقالية الفاقعة، وابتساماتهم ونظراتهم الساخرة مخيفة، تقشعر لها الأبدان .، وكأنها تقول ، مرحبا إلى الجحيم. أهلا بكم في طي النسيان 

أنا لم أكن جاهلا بما كانت تقصده تلك النظرات والابتسامات. كنت مدركًا كل الإدراك لما يحدث في السجون، وكنت على دراية كبيرة بالقوانين الفاسدة التي يتم فرضها، والإهمال، والظُلم، ومدى سهولة التعرض للاغتصاب، أو ما هو أسوأ.

 مشمئزا، ابتعدت عن النافذة. على الأقل لم يكن أحداً جالساً بجواري 

أردت أن أركض وأهرب بطريقة ما، ربما أقفز من النافذة، لكن النافذة كانت مغلقة بإحكام و يداي مقيدتين. شعرت وكأنني في قفص متحرك. بتوتر شديد، تحركت في مقعدي، كارهاً العالم أجمع لأنه وضع الذنب عليّ عندما كان ذلك الوغد المُلام الحقيقي. اللئيم كان يضرب زوجته.

  وهكذا كان الحال عندما وجدتهما في ذاك الزقاق الملعون. بعد أن انتهى من ضربها ضرباً مبرحاً،  صوب مسدسه نحو شريكة حياته. لم أستوعب حتى ماذا فعلت حتى انتهى الأمر. لوَلاي لكَانت تلك المَرأة ميَتةً الآنَ.

لكن نيتي لم تكن قتله ابداً.  قتله كان حقاً حادثاً!  في خضم محاولاتي لإخراج المسدس من يده العفنة، انفجر. مهولاً، نظرت حولي فوجدته مستلقيًا على أرضية الزقاق القذرة، والدم ينزف من ثقب صغير في صدره، مشكلاً بركة غارقة فيها. إن منظر عينيه ، اللذان لا حياة لهما، وهما زجاجيان مثل إناء فارغ، سيطاردني إلى الأبد. الصوت المدوي الذي يتردد من المسدس، متبوعًا بصرخته الأخيرة المدوية، سيعذبني طوال عمري الفاني.

السجن - مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن