الفصل الثالث من الوشم ( الحرب الداميه ) بقلمى ساره مجدى
تجلس أمام الطبيب و مازال ذلك الوشاح الأبيض منسدل فوق و جهها فطلب الطبيب أن ترفعه لكنها و حين نظرت إليه أرتجف جسدها و هى ترفض بشده كشف وجهها او ما شوه من جسدها أمامه
لينظر الطبيب إلى مرافقها و قال
- أرجوا منك الأنتظار بالخارج قليلاً
نظر السيد شوقى إليها بأبتسامه مشجعه ثم وقف على قدميه و غادر الغرفه ليعود الطبيب بكامل انتباهه لها و هو يقول
- أنا لا أفهم سبب ما تفعلينه ؟ وأنتِ هنا فى الأساس لكى يتم معالجتك و لابد من فحصك .. كيف أستطيع مساعدتك و أنتِ تضعين ذلك الوشاح
ظلت صامته مطرقه الرأس لعده ثوان كان هو ينظر إليها بتفحص ... مرت الثوان عليهم ثقيله حتى رفعت يديها تكشف عن وجهها و ما تشوه من جسدها أمام عينيه الزاهله ... إن ما يراه أمامه أكثر الأشياء التى رأها بشاعه ما هى تلك الماده التى تفعل بها كل ذلك ... كانت تنظر إليه بعينها الأخرى تحاول أن ترى تعابير و جهه و أذا كان يشعر بالتقزز منها ام لا و لكن تعابير وجهه كانت ثابته فهو أعتاد بسبب عمله و ما يراه يوميا من حالات مشابهه رغم أنه لم يرى حاله كحالتها من قبل ألا يظهر أى شىء على وجهه حتى لا يتأثر المريض ... أقترب منها و بدء فى فحصها .... لينتفض جسده من ملمسها فكأن تلك الحروق مازالت حيه و كأنها حدثت الأن و هذا اشعره بالحيره و جعله يشعر و لأول مره فى حياته بالغثيان
عاد ليجلس فى مكانه وهو يقول
- سوف نبدأ مباشراً فى العلاج ... و لكن أريد منك التماسك و التحمل وأيضاً أريدك أن تتفائلى فكل شىء سيكون بخير
أعادت وشاحها فوق وجهها و هى تقول
- أشتم رائحه الكذب فى كلماتك ... و أيضاً شعرت بانتفاضة جسدك حين لامست تشوهى أعلم جيداً أن لا مجال لى فى الشفاء و أننى سوف أظل طوال حياتى أدفع ثمن خطأ واحد غير مقصود
وقف على قدميه من جديد و جلس على الكرسى القريب منها و هو يقول بهدوء و ثقه
- لا يوجد شىء فى هذه الحياه لايمكن إصلاحه .... و لا تتوقف الحياه على خطأ واحد .... و أيضاً لا مجال لليأس فى قاموس حياتى ... أريد منكِ أن تتفائلى و تقبلى على الحياه هذا نصف العلاج
نظرت أرضاً و هى تقول بيأس
- من أين آتى بذلك الأمل و كل ذلك التفائل الذى تتحدث عنه ألا ترى ما أنا فيه؟
ليقترب منها و هو يشعر بالضيق الشديد من ذلك اليأس الذى يتملكها و يقتل روحها و يصعب مهمته فما ستمر به كمراحل للعلاج ليس بهين و عليها أن تتحلى بالقوه و الأيمان و الصبر .... أخذ نفس عميق و قال بثقه
- لن أقبل أن تكون مريضتى بذلك اليأس و الإحباط ... أعدك أن القادم أفضل و أنكِ ستشعرين بالصدمه مما يتغير بك
رفعت رأسها تنظر إليه بعدم تصديق ليقول هو بتأكيد
- أريدك أن تكونى قويه و مثابره و أن تتحلى بالإيمان ... و أن تعلمى جيداً أن الطريق طويل ومؤلم لكن أعدك أيضاً أن فى نهايته تنتظرك مفاجئات كثيره
رغم إحباطها و شعورها باليأس و إن كل ما يحدث هبائاً لكن كلماته تغلغلت فى روحها لتجد لها مكان داخل عقلها و قلبها و تفتح لها و لو قليلاً من باب الأمل
ليعود إلى مكانه خلف المكتب و ضغط زر استدعاء الممرضه التى حضرت من فورها
ليأمرها بأخذ لين إلى غرفتها و تجهيزها لأول خطوات العلاج
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى نفس الوقت كان السيد شوقى يجلس فى مقهى المستشفى ينتظر أنتهاء لين من الفحص حين رآها من جديد تدلف إلى المقهى تأخذ كوب قهوه و تتوجهه إلى إحدى الطاولات البعيده و التى يوجد بجانبها نافذه زجاجيه كبيره جلست بهدوء و نظرت إلى تلك النافذه و هى تتناول قهوتها بهدوء ظلت عينه ثابته عليها يتابع كل حركه منها كيف تمسك بكوب القهوه و ترتشف منه بهدوء و مع كل رشفه تغلق عينيها لثوان باستمتاع
ثم تعود لتضع الكوب فوق المنضدة و تنظر إلى النافذه من جديد كانت لحظات مميزه حقاً و هو يتأملها كما يشاء دون أن تنتبه هى له ... أستمر الأمر لعده ثوان أخرى حتى أنتهت من كوبها تماما لتقف على قدميها ألقت الكوب الورقى فى سلة المهملات و غادرت المقهى دون أن تنظر إليه و لو نظره خاطفه ليأخذ نفس بصوت عالى ثم وقف هو الأخر و ألقى الكوب الخاص به وغادر حتى يرى ماذا حدث مع لين رغم أن عقله سارح فى تلك السيده التى شغلت حيز كبير من أفكاره الا انه يحمل هم لين ويشعر بالقلق على المجموعة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ممدده على السرير بأرهاق واضح فيوم أمس رغم روعته و سعادتها به إلا أنه كان يوم شاق جداً على جسدها الذى يأن آلما بسبب حملها
أقترب فاروق منها و بيده قربة من المياه البارده و جلس بجانب قدمها و وضع فوقها قربة المياه و هو يقول
- قدميك متورمتان بشده و أنا حقاً قلق عليكى
لتبتسم رهف بامتنان و قالت بحب
- هذه أمور طبيعيه و تحدث لكل من هم مثلى ... أرجوك لا تقلق
نظر إلى قدمها بأشفاق ثم اقترب منها يضمها إلى صدره بحنان و هو يقول بحب
- سلمك الله من كل شر .... و حماكى أنتِ و ابنتنا
ابتسمت بسعاده و هى تريح رأسها فوق صدره خيم الصمت لعده دقائق حتى قال فاروق بأستفهام
- أشعر بالاندهاش من موقف نورالدين و كيف رحل من غداء أمس
شعرت بالتوتر و القلق حتى الأن لم تتحدث مع فاروق فى كل ما حدث معها من قبل و كل ما أخبرته به أنهم أصدقائها منذ زمن طويل و حين علق على ما حدث للين و تشابهه مع حاله أوار تهربت من الإجابة و أخبرته أن شخص مريض ألقى الأسيد على لين لكن ما حدث لأوار كان بسبب حريق
نظرت إليه نظره خاطفه و قالت
- لا أعلم حقاً ربما تذكر موعد هام لديه
صمتت لثوان ثم قالت مؤكدة
- مؤكد لديه شىء هام
لكن عقلها كان يدور فى دوائر القلق و الخوف من تكرار ما حدث سابقاً
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يجلس فى غرفته يفكر فى كل ما قصه عليه والده و ما عليه أن يواجهه هو و المجموعه من جديد لكن تلك المره لن تقتصر على أفراد المجموعه من الذكور و لا أفراد المجموعه جميعا أن الأمر أكبر و أخطر من أن يستطيع هو و مجموعته التغلب عليه
بدء فى السير فى جميع أنحاء الغرفه و هو يفكر فى كل ما عرفه من معلومات
- هناك حرائق تحدث دون سبب واضح و أيضاً هناك حالات إختطاف غريبه و متفرقه و قتل وحشى حيث يقوم القاتل بتقطيع جسد القتيل إلى قطع متساويه دون أن يبعد اى قطعه عن الأخرى بحيث يبقى جسد القتيل كاملا كما هو و لكن مقطع إلى أجزاء و يفقد منه فقط الرأس
عاد أدولف ليقف خلف النافذه الكبيره ينظر إلى هذا الظلام بتركيز شديد و كأنه يبحث بين طياته عن شىء ما غير مرىء شىء هو وحده من سيراه و بالفعل شىء ما لمع فى السماء و ظل يتحرك يمينا و يسارا و كان هو يتابعه بعينيه حتى توقف لثوان و كأنه شعر أن هناك أحد يراقبه ثم أختفى ليقطب أدولف حاجبيه بتفكير و قبل أن يصل عقله إلى أي تفسير وجد ذلك الشىء الامع يظهر من جديد و لكن تلك المره أمام نافذته مباشره ثابت دون حراك و كأنه يتأمله ثم بدء حجمه فى التضخم حتى أنفجر كالألعاب الناريه و لكن دون صوت لتظهر من شظاياه عدة كلمات متتاليه
(( أتبع ... الضوء .. حل اللغز ... ساعدنى ))
بدء كل شىء بسرعه و أنتهى أيضاً بنفس السرعه و لكن و بعد أن أختفى الضوء تماما ظهر من جديد بجمله كامله
(( الموت يلاحقك ... لا تثق بالغريب ... الحل بيدك وحدك ))
أنت تقرأ
الوشم ( الحرب الداميه )
Fantasiaكانت تسير بين الحطام تنظر الى كل ما حولها بأنفاس لاهسه وعيون باكيه اثر كل تلك الجروح التى تغطى جسدها ... كانت تحاول ايجاد مكان لقدمها بين كل تلك الجثث و الدماء و عيونها تبحث بخوف عنه ... انه كل ما يهمها الان ... هى اصبحت بكاملها له و لم يعد هناك اح...