١٨

110 5 0
                                    

السودان- ولاية الخرطوم/مدينة الخرطوم/بحري- حي الصبابي..

الاحد- الرابع عشرة من اكتوبر/ تشرين الاول من عام ثمانية عشر والفين..

جالسة على كرسيها ممسكة بمسبحتها، فمنذ ان انهت صلاة الفجر، وحتى الآن لم يعد حفيدها الصغير، التي ارسلته لاحضار الخبز، نظرت للساعة لتجدها قد تجاوزت العاشرة!، اين هو حتى الان؟!..

جلست تنتظره قليلاً، لم تمتد المدة طويلاً، حتى رأته قادماً نحوها!، ذهلت مما رأت، فقد كان شكل حفيدها كأنه فاراً من معركة ما، وما لفت انتباهها، انه عاد بالكيس فارغاً!!..
(طبعا الذ حاجة في الفترة ديك🌚لو متذكرين الاكياس البلاستيك كانت براااااها كده ب5 ج😹😹😹💔💔💔بصراااااااااحة م لاقية تعبير ملائم نهاااي🙊🙊الاكياس زمان تلقاه طايرة في الجو ساااي الواحد فيهم قيمته بقت 5ج🐸معقولة بس🐸💔اقنعوني بالعقل كده 5ج لكيس🐸اذا الكيس ساااي ب5 الحاجات الجوة الكيس بكم🐸🐸نرجع للقفة بس يا اخوانا🌚✊معليش على الكلام الكتير لكن زعلت والله🐸💔)..

نظرت له بصدمة، فما الذي حدث له!، ناظرها بعيون دامعة، فمهما كان هو لازال طفلاً في العاشرة!، نظرت له باستفهام قائلة بصدمة:

-وينه العيش يا مازن، وحصل لك شنو بقاك كده؟..

قالت هذا وهي تتأمل ملابسه التي تمزقت، وحالته الرثة بعد ان غطته الاتربة..

اجابها بدموع وهو يجهش بالبكاء:

-بعد م اشتريته وجاي راجع، طلع علي بتاع موتر خطفوا مني سكيته عشان اجيبه رماني في الشارع، فلقته بالحجار، نزل ضربني، وشال العيش ومشى..

تحسبنت على سائق النارية، لتنظر لحفيدها قائلة بتنهيدة:

-خلاص خش، اصلا معاذ جاي من عرس صحبه بعد شوية، من بليل اتحركوا، بخليه يتناول العيش معاه وهو جاي..

دخل وهو يحاول مسح دموعه بعد ذاك الكوقف الصعب على طفل صغير، لتقف جدته وهي تزفر على حال هذه البلد!..

‏‪°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆
السودان- ولاية الخرطوم/البوابات الجنوبية..

الاحد- الرابع عشرة من اكتوبر/ تشرين الاول من عام ثمانية عشر والفين..

كانت سيارتهم قد تجاوزت البوابة، بينما هو شارد من النافذة، نظر له ابن عمه بضيق مما يعانيه، زفر وهو يربت على كتفه قائلاً:

-م تشيل هم يا غيث، كله لخير..

تحدث معاذ بجدية أخيراً بعد طول صمت سائلاً:

-ممكن اعرف منو الفريق زين الدين عباس ده؟..

دون النظر إليه، اجابه غيث بجمود:

-الفريق زين الدين عباس، خريج الكلية العسكرية الدفعة 13، اشتغل مدة في سلاح المظلات وانتقل للصاعقة، رتباته اتعلت لمن وصلت فريق في حكم الرئيس عمر حسن البشير، مشهور عنه تحديه الدائم للقيادة وتدخلاته في امور السياسة السببت ليهو بعدة مشاكل، كون مع عدة ضباط اول مجموعة متمردة في عهد نظام الصادق المهدي، لكن المجموعة وقفت عن العمل لاسباب مجهولة، ورجعت تاني بقوة في بدايات نظام البشير، لكن البشير بسلطاته قدر احول عدد كبير منهم للتقاعد منهم اللواء عماد الدين، بعده طوالي قدم الفريق عمار القاسمي استقالته، واحيل زين الدين للتقاعد، وسافر خلا البلد من اكتر من 20 سنة..

قصة كاكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن