٢٢

112 6 0
                                    

مستلقي على بطنه في عربة الأمن، يضرب على ظهره بقوة باستخدام تلك الاسواط، بينما احد افراد الأمن يفتش جيوبه، أخرج هاتفه قلبه بتقييم بين كفيه قبل ان يدخله جيبه هو، عاد للتفتيش مرة اخرى، متجاهلاً صيحات صاحب الجيوب المتألمة بسبب ضرب السياط!..

اخرج بعد قليل، بطاقة ما!، نظر لما تحتويه قبل ان يصيح في صاحب السوط بهستيرية:

-وقف يا امين، ده ود الشامي!..

تصنم صاحب السوط في مكانه، بينما لم يصدق ذاك المستلقي ما يحدث، ليستوعب بسرعة مجرى الاحداث، ليعدل في جلسته وينظر لافراد الأمن بازدراء..

خطف البطاقة من يد الآمني، ليطقطق باصابعه ونظرة مهددة احتلت عينيه، اخرج بسرعة الهاتف وسلمه له باصابع مرتعشة!..

نظر لحامل السوط ليقول له بصوت مبحوح من الصياح:

-ارمي السوط ده بجاي، م تهبش ولا واحد فينا لمن نصل القسم، واتفاهم مع مديرك هناك..

رمى السوط بسرعة، ليعتدل بقية المقبوضين في جلستهم، وينكمشوا بالقرب منه، كأنهم يحتمون به!، حمد الله على معرفته بصديقه العزيز، لم يصدق في يوم ان يحب غيث ووالده لتلك الدرجة!!..

°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆
توقف عقله عن التفكير عندما اكتشف ان معاذ لم يسعفه الوقت ليهرب، انه بالتأكيد معتقل الآن!..

التفت لعمر ليجده قد انهى للتو محادثة طويلة، مع ممثلي تجمع المهنين، انتهت بمصافحة طويلة وتوعد بالمقابلة مجدداً في موكب آخر!..

نظر لغيث القلق بتعجب، وقبل ان يسأل صاح غيث وهو يضع يديه على رأسه:

-معاذ اتقبض يا عمر..

°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆
جلست الفتيات على اريكة الردهة في صمت تام، خرجت سعاد من المطبخ وهي تحمل كؤوس من عصير الليمون البارد..

وضعته امامهن ليحملن الكوؤس بايدي مرتجفة، ابعدت ميسون الهاتف من اذنها وعيناها تلمع بالدموع، قالت بصوت مبحوح:

-لا امي لا عبدو بردوا!..

حملت سعاد هاتفها بايدي مرتعشة، تخاف ان تلقى نفس الرد!..

الا انها ما ان وضعت الهاتف على اذنها، استلمت الرد على الفور:

-آلو، اي يا امي!..

لم تستطع كبح ابتسامتها الفرحة، لتسأله من رفاقه واحداً تلو الآخر، إلى ان سألت عن معاذ، ليحل صمت غير متوقع، وتختفي ابتسامتها تدريجياً، لتنتفض ميسون واقفة على قدميها..

انهت سعاد المكالمة لتنظر لميسون باسف قائلة:

-اتقبض!..

°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆°°°∆
جالستان في ردهة المشفى، تسعفان الجرحى، في الحقيقة لم تكن تفعل اي شيء، بل تكتفي بمناولة جمان ما تريده لاسعاف المتظاهرين المصابين..

قصة كاكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن